عرض : أحمد عطية صالح
كتاب «إنسانية الحضارة الإسلامية» احتفت به الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية حيث..
قدمت مجلة «لتعارفوا» التى تصدر شهرياً فى جنيف عن الهيئة الأوربية للمراكز الإسلامية فى عددها الثامن عشر الصادر خلال الشهر عرضاً لكتاب «إنسانية الحضارة الإسلامية» الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف.
وأشادت مجلة «لتعارفوا» بتقديم د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، وإبرازه لعناية الإسلام عناية بالغة بالجانب الإنسانى والقيم الإنسانية سواء فى أخلاقه أو تشريعاته، فقد كرّم الإسلام الإنسان على إطلاق إنسانيته بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته.. كما حرّم سفك الدماء والأموال والأعراض. وقالت المجلة أن الكتاب يبين فيه أن ديننا الحنيف قد عنى عناية بالغة بالجانب الإنسانى والقيم الإنسانية سواء فى أخلاقه أو فى تشريعاته.. فقد كرّم الإسلام الإنسان على إطلاق إنسانيته بغض النظر عن لونه أو جنسه أو لغته وحرّم سفك الدماء والأموال والأعراض عامة.. فكل الدماء حرام.. وكل الأموال محفوظة وكل الأعراض مصانة.
كما أكدت المجلة أن الكتاب يبرز عناية التشريع الإسلامى بحقوق الأيتام والضعفاء والفقراء وذوى الاحتياجات الخاصة بما يحقق التكامل المجتمعى والوفاق والوئام الإنسانى فى أسمى معانيهما مع نهيه عن التحاسد والتباغض والتنابز بالألقاب وسائر أنواع إساءة الإنسان لأخيه الإنسان.
كما أشارت إلى أن مشروع الإسلام الحضارى والثقافى يستند إلى وحدة الأصل الإنسانى وإلى صالح الإنسان فى معاشه ومعاده مرسخاً كل معانى الحق والعدل والتراحم والتعارف الإنسانى بين البشر كافة.
يتضمن كتابه «إنسانية الحضارة الإسلامية» والذى كتبه 8 من كبار علماء الأمة يتصدرهم د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف
أما الكتاب فيبدأ بمقدمة للدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، إضافة لفصل كامل عنوانه «رسول الإنسانية صلى الله عليه وسلم».
أما الثانى: فهو عن وحدة الأصل الإنسانى للدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر السابق.
والثالث: الوحدة الإنسانية ومنطلقاتها للدكتور فريد بن يعقوب المفتاح وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية والأوقاف بمملكة البحرين.
الرابع: الركائز الإنسانية للحضارة الإسلامية للدكتور أبوعبدالله غلام الله وزير الشئون الدينية والأوقاف سابقاً بالجزائر.
الخامس: الإنسان ومنزلته فى الإسلام، للدكتور بكر زكى عوض عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر سابقاً.
السادس: حقوق الإنسان فى الإسلام للأستاذ الإعلامى الكبير أحمد فراج صاحب برنامج «نور على نور» الشهير.
السابع: المساواة فى الإسلام للشيخ إبراهيم صالح الحسينى رئيس المجلس الإسلامى النيجيرى ومفتى نيجيريا.
الثامن: رفض ثقافة الكراهية والعنصرية للدكتور ماهر أحمد الصوفى من الإمارات العربية.
رسول الإنسانية
وتحت عنوان «رسول الإنسانية» يقول د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف إن نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) نبى الإنسانية ورسولها سواء من حيث كون رسالته جاءت رحمة للعالمين أم من حيث كونها للناس كافة، حيث يقول الحق سبحانه: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا» وحيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): «كان النبى يُبعث إلى قومه خاصة وبُعثت إلى الناس كافة وأُعطيت الشفاعة»، أم كان ذلك من جهة ما تضمنته الرسالة من جوانب الرحمة والإنسانية وتكريم الإنسان لكونه إنساناً بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِى آدَمَ» أما من حيث مراعاته (صلى الله عليه وسلم) للأبعاد الإنسانية فى جميع معاملاته وسائر تصرفاته.
ويتجلى البُعد الإنسانى فى حياة سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فى معاملته لأصحابه وأزواجه وأحفاده والناس أجمعين، فكان خير الناس لأهله وهو القائل عن أم المؤمنين السيدة خديجة (رضى الله عنها): «آمنت بى إذ كفر بى الناس.. وصدقتنى إذ كذبنى الناس.. وواستنى بما لها إذ حرمنى الناس ورزقنى الله عز وجل ولدها إذ حرمنى أولاد النساء» وظل وفياً لها طوال حياتها، وحتى بعد وفاتها فكان يُكرم صديقاتها ومن كن يأتينه على عهدها.
وكان شديد الحب لأحفاده، شديد الحفاوة بهم، فعن أبى بكر قال: رأيت النبى (صلى الله عليه وسلم) على المنبر والحسن بن على معه وهو يقبل على الناس مرة وعليه مرة.. ويقول: إن ابنى هو سيد ولعل الله يصلح به فئتين عظيمتين من المسلمين.
وكان (صلى الله عليه وسلم) أرحم الناس بالناس حيث يقول: إنى لأقوم فى الصلاة أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبى فأتجور فى صلاتى كراهية أن أشق على أمه.. ويقول (صلى الله عليه وسلم) فمن صلى بالناس فليخفف فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجة.
وهاهو صلى الله عليه وسلم، تدمع عيناه عند وفاة ابنه إبراهيم، فقال له سيدنا عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله، فيقول (صلى الله عليه وسلم): يا ابن عوف إنها رحمة.. ثم قال: إن العين لتدمع.. والقلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يُرضى ربنا.. وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون.
وسجد (صلى الله عليه وسلم) يوماً فأطال السجود، فلما قضى الصلاة قال الناس: يا رسول الله إنك سجدت بين ظهرانى صلاتك هذه سجدة قد أطلتها فظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك، فقال: كل ذلك لم يكن ولكن ابنى ارتحلنى فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته.
وعن أبى قتادة الأنصارى (رضى الله عنه) أن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كان يصلى وهو حامل أمامه بنت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فإذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
وعندما كان (صلى الله عليه وسلم) يخطب على المنبر وجاء الحسن والحسين يتعثران، فنزل من على المنبر واستلمهما وقبلهما.
وعن سلمان الفارسى يقول (صلى الله عليه وسلم): سلمان منا آل البيت.
وعلمنا (صلى الله عليه وسلم) الجود الإنسانى والذوق الراقى فى آن واحد، فقال (صلى الله عليه وسلم) لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو تلقى أخاك بوجه طلق.. وقال (صلى الله عليه وسلم) لا تحقرن جارة جارتها ولو فرسن شاة سواء من جهة المعطية المنفقة التى لا ينبغى أن تستحى من قلة ما تملك فتحجم عن العطاء فرب درهم سبق ألف درهم.
ومن هنا فإن إعلاءنا للقيم الإنسانية ليس أمراً ثانوياً أو مجرد أمر إنسانى، إنما هو عقيدة وشريعة ودين ندين به لله.. فبدل أن تتناحر الأمم والشعوب وتتقاتل ويعمل بعضهم على إفناء أو إضعاف أو إنهاك أو تفتيت بعض فليتعاون الجميع لصالح البشرية جمعاء حيث يقول الحق سبحانه وتعالى: «إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا» ولو أن البشرية أنفقت على معالجة قضايا الجوع والفقر والمرض معشار ما تنفق على القتال والحروب والتخريب والتدمير لتحول حال البشرية إلى ما يصلح شئون دينها ودنياها.
وقد ضرب رسول الله أروع المثل فى مراعاة البُعد الإنسانى فى دعوته.. ومن نماذج ذلك ما كان منه عندما قام أعرابى فبال فى المسجد وهمّ به بعض الحاضرين فقال لهم سيدنا رسول الله دعوه وهريقوا على بوله سجلا من ماء أو ذنوباً من الماء فإنما بُعثتم ميسرين ولم تُبعثوا معسرين.
ولما دخل صلى الله عليه وسلم مكة فاتحاً منتصراً، قال: يا أهل مكة ما ترون إنى صانع بكم؟ قالوا خيراً أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء.. حيث يقول الحق سبحانه: «فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ».
وحدة الأصل الإنسانى
وتحت عنوان «وحدة الأصل الإنسانى» يقول د. أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر سابقاً:
إن الناس سواسية فى أصل الخليقة وجميع الخلق فى الشرف بالنسبة الطينية إلى آدم وحواء عليهما السلام سواء.. وإنما يتفاضلون بطاعة الله تعالى ومتابعة رسوله مادام الأصل الإنسانى واحد فلا يصح لأحد أن يستعلى على غيره لأى سبب من مال أو شكل أو لون، فالله سبحانه وتعالى لا ينظر إلى صور الناس ولا إلى أموالهم، ولكن ينظر إلى قلوبهم وما تنطوى عليه جوانحهم وضمائرهم، فعن أبى هريرة قال: قال رسول الله: «إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم» كما أن وحدة الأصل الإنسانى سبب لإمكانية التواصل وأساس للتعارف والتضامن والتعاطف فلا يتفرق الناس ولا يختلفون ولا يتفاخرون ولا يتقاتلون، فالحكمة من جعلهم شعوباً وقبائل هى أن يعرف بعضهم بعضاً وأن يتعاونوا فى عمارة الكون وتنميته.
ويؤكد د. عمر هاشم: إن الصراعات بين البشر خروج على التعاليم الإلهية والتى جاء بها الإسلام فكلها تدعو الناس إلى التعاون والتضامن والسلام العالمى والتعايش السلمى وتدعو الناس أن يدخلوا فى السلم كافة.. وأن يكونوا فى تعاون وتضامن بعيداً عن إيذاء أو عدوان وأن يكونوا آمنين ساعين متعاونين.
ويضيف: أن المشروع الإسلامى يتميز بالوسطية فلا إفراط أو تفريط مع أصالته وسماحته واعتداله.
منطلقات الوحدة الإنسانية
وتحت عنوان «الوحدة الإنسانية ومنطلقاتها» يقول د. فريد بن يعقوب المفتاح، وكيل وزارة العدل والشئون الإسلامية بمملكة البحرين: إن المتأمل فى الجنس البشرى يدرك تمام الإدراك وحدة أصله ووحدة مصيره ومن خلال التأمل والنظر يتبين أن الأمور المشتركة بين البشر كفيلة بتحقيق وحدتهم إذا ما بقيت الفطرة على صفائها ونقائها وذلك لأن الله تعالى خلق الإنسان لعمارة الأرض وفق منهجه سبحانه وتعالى وسنته واتباع قانونه فى هذا الكون وذلك يستلزم تحقيق العبودية الخالصة والكاملة للخالق جل وعلا.
وإذا أمعنا النظر فى الطبائع المشتركة والغرائز المتشابهة بين البشر يتبين لنا بجلاء أن الناس لا يمكن أن يعيشوا أفراداً متفرقين بل يستحيل تحقيق ذلك لما جبل الله تعالى عليه الإنسان من غريزة الأنس بالآخرين والعيش معهم فهو كائن حى اجتماعى بطبعه ولا يمكن أن يعيش بمفرده منعزلاً عن الآخرين.. ولكى يعيش الفرد فى جماعة لابد أن يلتزم النظم والقوانين التى تحكم وتضبط علاقات الناس وتعاملاتهم.. وأن يحترم الأعراف التى تجمعهم وأن يشكل مع مجتمعه سلسلة مترابطة الحلقات بعضها ببعض.
ويقول الله تعالى: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ» ويؤكد نبى الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وحدة المنشأ والخلق والمصير لقيام ذلك المجتمع الإنسانى، حيث يذكر أن الناس كلهم لآدم وآدم خُلق من تراب.
ويختم د. فريد حديثه بقوله: الناس جميعاً على اختلاف ألسنتهم وألوانهم يخضعون لقانون واحد من الطبائع والشهوات وإن اختلفت قوة وضعفا من مجتمع لآخر فالحاجة إلى الطعام والشراب والنكاح والذرية من الغرائز والحاجات الأساسية للنفس البشرية لا تختلف من شخص لآخر ولا من مجتمع لآخر إلا فى صورة التعبير عنها وإذا ترك لكل فرد حرية اشباع غريزته على حساب الآخر لتعطل قانون الحياة الاجتماعية.
فإذا كان الأصل واحداً وكان المصير واحداً فلماذا لا يكون ذلك مبرراً للوحدة الإنسانية ولاشك أن وحدة الأصل ووحدة المصير وبينهما وحدة الهدف والغرائز تبرر للعقلاء التنادى بصوت واحد لقيام مجتمع انسانى واحد أو وجوه انسانية شاملة.
ركائز الحضارة الإسلامية
وعن ركائز الحضارة الإسلامية يقول د. أبوعبدالله علام وزير الشئون الدينية والأوقاف سابقا بالجزائر: إن القيم الإنسانية لا تعيش بذاتها فى عالم مجرد.. كما أنها لا تقدم نفسها بنفسها لمن يحتاج إليها ممن يجهلها.. وإنما تعيش القيم الإسلامية بتجسدها فى الواقع عندما تشكل الذهن والمسلمون هم المسئولون عن تجسيد هذه القيم فى واقعهم وتبليغها إلى غيرهم لمن يحتاج إليها.
ويحدد د. عبدالله علام عدة ركائز للحضارة الإسلامية منها: منه الأخذ بالأسباب.. ومنها الكرامة الإنسانية لأن أول ما تتحقق به سعادة الإنسان هو شعوره بكرامته كإنسان من أجل ذلك أولها الإسلام عناية خاصة فدعا إلى تقديرها واحترامها بل جعل ذلك واجباً دينياً مقدساً وهذا الواجب يدركه الإنسان بعقله الذى هو علة التكريم أصلاً ومعنى ذلك لأن الحق لا يمكن أن يقع فى التناقض بين معتقده وتفكيره وسلوكه لأنها جميعا تصدر عن هذا العقل وهى محكومة بميزانه مضبوطة بمقايسه فإذا أدرك هذا الإنسان أنه كرم من أجل انسانيته فكيف يتصور أن يهين إنساناً آخر مثله لأنه يخالفه فى عقيدته أو فى تفكيره وقناعته لذلك كان من المنطقى احترام كرامة الإنسان محاربة التعصب والاكره.
أن تكريم الإنسان فى الإسلام يندرج فى إطار فلسفة متميزة بشموليتها وتكاملها ومن خصائص هذا التميز أنها لا تنظر إلى الإنسان على أنه موضوع مادى ومن ثم لا تنظر للمجتمع على أنه كم بشرى يمكن صلاحه واستقراره بمجرد توفير شرطى الغذاء والأمن بل تنظر إليه من خلال هذا التكريم المرتبط ببعده الروحى والمادى ورسالته على الأرض.. هذه القيمة مرتبطة بالعقيدة وقد دلت تجارب المجتمعات فى تطور حياتها أن احترام الكرامة الإنسانية ينبع من عقيدة صحيحة لضمان الترابط الروحى بين الناس باعتبارهم جميعاً أعضاء أسرة واحدة هى الإنسانية.
ويختم حديثه بقوله: أن الإسلام كفل الحق فى الحياة والأمن والعدل والملكية والتنقل وكفل له حرية المعتقد والرأى وما إلى ذلك من الحريات والحقوق المعروفة اليوم بالحقوق المدنية والسياسية والتى ترسخ لكرامة الإنسان وتحفظها ونحن عندما نتحدث عن حاجة العالم المعاصر إلى القيم الإسلامية فاننا لا نعنى ابتكار حقوق جديدة.
منزله الأنسان فى الإسلام
وتحت عنوان «الإنسان ومنزلته فى الإسلام» يقول د. بكر زكى عوض عميد كلية أصول الدين جامعة الأزهر سابقاً: لقد بينت الشريعة الإسلامية مدى اهتمام الإسلام بالإنسان بصورة غير معهودة فى النظم القديمة والحديثة وبعد الممات والاهتمام به جسداً وروحاً والاهتمام بغرائزه وعواطفه ،الاهتمام به مفكراً والاهتمام به فرداً وأسرة ومجتمعاً كما وضعت له من القواعد والآداب ما تستقيم به حياته دون اعتبار لون أو جنس أو عرف بما يكسبه سعادة الدارين وهذه هى غاية الإسلام - تحقيق السعادة والسلام.
وعن حقوق الإنسان فى الإسلام يقول الأستاذ أحمد فراج عندما نتحدث عن حقوق الإنسان وحرياته فى الإسلام نتحدث عن بعدين متلازمين بعد فكرى ثقافى يتمثل فى مبادئ تجد مرجعيتها الموضوعية والتاريخية فى نصوص دينية مقدسة تفرض التزاماً دينياً وأخلاقياً وقيماً.
والبعد الآخر بعد حقوقى تشريعى يتمثل فى صياغات قانونية تحدد طبيعتها ومجالاتها ونطاق المسئولية عنها والزام الأفراد والدولة باحترامها وتنفيذها.
المساواه
وعن المساواة فى الإسلام يقول الشيخ إبراهيم صالح الحسينى رئيس المجلس الإسلامى النيجيرى ومفتى نيجيريا: إن الإسلام هو الدين الذى بعث به الله سبحانه وتعالى جميع الرسل ويقول الله: «شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّىٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِى أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَىٰ وَعِيسَىٰ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ».
والإسلام بهذا المعنى جاء بقواعد ومبادئ أساسية ثابتة لا تتغير بتغير الزمان أو المكان بل هى باقية وصالحة على مر الأيام والشهور وتعاقب الأعوام والدهور ومن هذه المبادئ حق الإنسان فى المساواة وما يتفرع عن ذلك من حقوق أخرى.
ثقافة الكراهية
وتحت عنوان «رفض ثقافة الكراهية» يقول
د. ماهر أحمد الصوفى من الإمارات المتحدة:
ما بعث الله سبحانه وتعالى من نبى أو أنزل من كتاب أو شرع من دين إلا ليعلم الناس مبادئ الوحدة والحب والمساواة والعدل ويوطد الإيمان بالله عز وجل.
وبما أن دعوة الأنبياء واحدة وهى الإيمان بالله وعبادته وبناء مجتمعات تتعاون فيما بينها على البر والتقوى والمحبة.. وبما أن الكتب السماوية جميعاً دعواتها واحدة لا يختلف كتاب عن كتاب فى دعوته فقد أراد الله بعلمه أن يكون خاتم هذه الكتب السماوية القرآن الكريم وخاتم هذه الرسالات الإسلام وخاتم الأنبياء محمد لتكون رسالة الإسلام هادية للناس تخرجهم من الظلمات إلى النور.