علماء يتصدرهم وزير الأوقاف فى كتاب جديدlإنسانيـــــة الحضارة الإسلامية

علماء يتصدرهم وزير الأوقاف فى كتاب
علماء يتصدرهم وزير الأوقاف فى كتاب

‭ ‬عرض‭ : ‬أحمد‭ ‬عطية‭ ‬صالح

كتاب‭ ‬‮«‬إنسانية‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬احتفت‭ ‬به‭ ‬الهيئة‭ ‬الأوربية‭ ‬للمراكز‭ ‬الإسلامية‭ ‬حيث‭..‬

قدمت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬لتعارفوا‮»‬‭ ‬التى‭ ‬تصدر‭ ‬شهرياً‭ ‬فى‭ ‬جنيف‭ ‬عن‭ ‬الهيئة‭ ‬الأوربية‭ ‬للمراكز‭ ‬الإسلامية‭ ‬فى‭ ‬عددها‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬الصادر‭ ‬خلال‭ ‬الشهر‭ ‬عرضاً‭ ‬لكتاب‭ ‬‮«‬إنسانية‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بوزارة‭ ‬الأوقاف‭.‬

وأشادت‭ ‬مجلة‭ ‬‮«‬لتعارفوا‮»‬‭ ‬بتقديم‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬مختار‭ ‬جمعة،‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف،‭ ‬وإبرازه‭ ‬لعناية‭ ‬الإسلام‭ ‬عناية‭ ‬بالغة‭ ‬بالجانب‭ ‬الإنسانى‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬أخلاقه‭ ‬أو‭ ‬تشريعاته،‭ ‬فقد‭ ‬كرّم‭ ‬الإسلام‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬إنسانيته‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬لونه‭ ‬أو‭ ‬جنسه‭ ‬أو‭ ‬لغته‭.. ‬كما‭ ‬حرّم‭ ‬سفك‭ ‬الدماء‭ ‬والأموال‭ ‬والأعراض‭. ‬وقالت‭ ‬المجلة‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يبين‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬ديننا‭ ‬الحنيف‭ ‬قد‭ ‬عنى‭ ‬عناية‭ ‬بالغة‭ ‬بالجانب‭ ‬الإنسانى‭ ‬والقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬سواء‭ ‬فى‭ ‬أخلاقه‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬تشريعاته‭.. ‬فقد‭ ‬كرّم‭ ‬الإسلام‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬إطلاق‭ ‬إنسانيته‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬لونه‭ ‬أو‭ ‬جنسه‭ ‬أو‭ ‬لغته‭ ‬وحرّم‭ ‬سفك‭ ‬الدماء‭ ‬والأموال‭ ‬والأعراض‭ ‬عامة‭.. ‬فكل‭ ‬الدماء‭ ‬حرام‭.. ‬وكل‭ ‬الأموال‭ ‬محفوظة‭ ‬وكل‭ ‬الأعراض‭ ‬مصانة‭.‬

كما‭ ‬أكدت‭ ‬المجلة‭ ‬أن‭ ‬الكتاب‭ ‬يبرز‭ ‬عناية‭ ‬التشريع‭ ‬الإسلامى‭ ‬بحقوق‭ ‬الأيتام‭ ‬والضعفاء‭ ‬والفقراء‭ ‬وذوى‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الخاصة‭ ‬بما‭ ‬يحقق‭ ‬التكامل‭ ‬المجتمعى‭ ‬والوفاق‭ ‬والوئام‭ ‬الإنسانى‭ ‬فى‭ ‬أسمى‭ ‬معانيهما‭ ‬مع‭ ‬نهيه‭ ‬عن‭ ‬التحاسد‭ ‬والتباغض‭ ‬والتنابز‭ ‬بالألقاب‭ ‬وسائر‭ ‬أنواع‭ ‬إساءة‭ ‬الإنسان‭ ‬لأخيه‭ ‬الإنسان‭.‬

كما‭ ‬أشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬مشروع‭ ‬الإسلام‭ ‬الحضارى‭ ‬والثقافى‭ ‬يستند‭ ‬إلى‭ ‬وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى‭ ‬وإلى‭ ‬صالح‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬معاشه‭ ‬ومعاده‭ ‬مرسخاً‭ ‬كل‭ ‬معانى‭ ‬الحق‭ ‬والعدل‭ ‬والتراحم‭ ‬والتعارف‭ ‬الإنسانى‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬كافة‭.‬

يتضمن‭ ‬كتابه‭ ‬‮«‬إنسانية‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‮»‬‭ ‬والذى‭ ‬كتبه‭ ‬8‭ ‬من‭ ‬كبار‭ ‬علماء‭ ‬الأمة‭ ‬يتصدرهم‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬مختار‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف

أما‭ ‬الكتاب‭ ‬فيبدأ‭ ‬بمقدمة‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬مختار‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف،‭ ‬إضافة‭ ‬لفصل‭ ‬كامل‭ ‬عنوانه‭ ‬‮«‬رسول‭ ‬الإنسانية‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‮»‬‭.‬

أما‭ ‬الثانى‭: ‬فهو‭ ‬عن‭ ‬وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى‭ ‬للدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬عمر‭ ‬هاشم،‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬ورئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬السابق‭.‬

والثالث‭: ‬الوحدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومنطلقاتها‭ ‬للدكتور‭ ‬فريد‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬المفتاح‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬والأوقاف‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭.‬

الرابع‭: ‬الركائز‭ ‬الإنسانية‭ ‬للحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للدكتور‭ ‬أبوعبدالله‭ ‬غلام‭ ‬الله‭ ‬وزير‭ ‬الشئون‭ ‬الدينية‭ ‬والأوقاف‭ ‬سابقاً‭ ‬بالجزائر‭.‬

الخامس‭: ‬الإنسان‭ ‬ومنزلته‭ ‬فى‭ ‬الإسلام،‭ ‬للدكتور‭ ‬بكر‭ ‬زكى‭ ‬عوض‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬سابقاً‭.‬

السادس‭: ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬للأستاذ‭ ‬الإعلامى‭ ‬الكبير‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬صاحب‭ ‬برنامج‭ ‬‮«‬نور‭ ‬على‭ ‬نور‮»‬‭ ‬الشهير‭.‬

السابع‭: ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬للشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬صالح‭ ‬الحسينى‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الإسلامى‭ ‬النيجيرى‭ ‬ومفتى‭ ‬نيجيريا‭.‬

الثامن‭: ‬رفض‭ ‬ثقافة‭ ‬الكراهية‭ ‬والعنصرية‭ ‬للدكتور‭ ‬ماهر‭ ‬أحمد‭ ‬الصوفى‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭.‬

 

رسول‭ ‬الإنسانية

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬رسول‭ ‬الإنسانية‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬محمد‭ ‬مختار‭ ‬جمعة‭ ‬وزير‭ ‬الأوقاف‭ ‬إن‭ ‬نبينا‭ ‬محمد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬نبى‭ ‬الإنسانية‭ ‬ورسولها‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كون‭ ‬رسالته‭ ‬جاءت‭ ‬رحمة‭ ‬للعالمين‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬كونها‭ ‬للناس‭ ‬كافة،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬وَمَا‭ ‬أَرْسَلْنَاكَ‭ ‬إِلا‭ ‬كَافَّةً‭ ‬لِلنَّاسِ‭ ‬بَشِيرًا‭ ‬وَنَذِيرًا‮»‬‭ ‬وحيث‭ ‬يقول‭ ‬نبينا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬‮«‬كان‭ ‬النبى‭ ‬يُبعث‭ ‬إلى‭ ‬قومه‭ ‬خاصة‭ ‬وبُعثت‭ ‬إلى‭ ‬الناس‭ ‬كافة‭ ‬وأُعطيت‭ ‬الشفاعة‮»‬،‭ ‬أم‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ما‭ ‬تضمنته‭ ‬الرسالة‭ ‬من‭ ‬جوانب‭ ‬الرحمة‭ ‬والإنسانية‭ ‬وتكريم‭ ‬الإنسان‭ ‬لكونه‭ ‬إنساناً‭ ‬بغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬دينه‭ ‬أو‭ ‬لونه‭ ‬أو‭ ‬جنسه،‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬وَلَقَدْ‭ ‬كَرَّمْنَا‭ ‬بَنِى‭ ‬آدَمَ‮»‬‭ ‬أما‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬مراعاته‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬للأبعاد‭ ‬الإنسانية‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬معاملاته‭ ‬وسائر‭ ‬تصرفاته‭.‬

ويتجلى‭ ‬البُعد‭ ‬الإنسانى‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬سيدنا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬فى‭ ‬معاملته‭ ‬لأصحابه‭ ‬وأزواجه‭ ‬وأحفاده‭ ‬والناس‭ ‬أجمعين،‭ ‬فكان‭ ‬خير‭ ‬الناس‭ ‬لأهله‭ ‬وهو‭ ‬القائل‭ ‬عن‭ ‬أم‭ ‬المؤمنين‭ ‬السيدة‭ ‬خديجة‭ (‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭): ‬‮«‬آمنت‭ ‬بى‭ ‬إذ‭ ‬كفر‭ ‬بى‭ ‬الناس‭.. ‬وصدقتنى‭ ‬إذ‭ ‬كذبنى‭ ‬الناس‭.. ‬وواستنى‭ ‬بما‭ ‬لها‭ ‬إذ‭ ‬حرمنى‭ ‬الناس‭ ‬ورزقنى‭ ‬الله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭ ‬ولدها‭ ‬إذ‭ ‬حرمنى‭ ‬أولاد‭ ‬النساء‮»‬‭ ‬وظل‭ ‬وفياً‭ ‬لها‭ ‬طوال‭ ‬حياتها،‭ ‬وحتى‭ ‬بعد‭ ‬وفاتها‭ ‬فكان‭ ‬يُكرم‭ ‬صديقاتها‭ ‬ومن‭ ‬كن‭ ‬يأتينه‭ ‬على‭ ‬عهدها‭.‬

وكان‭ ‬شديد‭ ‬الحب‭ ‬لأحفاده،‭ ‬شديد‭ ‬الحفاوة‭ ‬بهم،‭ ‬فعن‭ ‬أبى‭ ‬بكر‭ ‬قال‭: ‬رأيت‭ ‬النبى‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬على‭ ‬المنبر‭ ‬والحسن‭ ‬بن‭ ‬على‭ ‬معه‭ ‬وهو‭ ‬يقبل‭ ‬على‭ ‬الناس‭ ‬مرة‭ ‬وعليه‭ ‬مرة‭.. ‬ويقول‭: ‬إن‭ ‬ابنى‭ ‬هو‭ ‬سيد‭ ‬ولعل‭ ‬الله‭ ‬يصلح‭ ‬به‭ ‬فئتين‭ ‬عظيمتين‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭.‬

وكان‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬أرحم‭ ‬الناس‭ ‬بالناس‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭: ‬إنى‭ ‬لأقوم‭ ‬فى‭ ‬الصلاة‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أطول‭ ‬فيها‭ ‬فأسمع‭ ‬بكاء‭ ‬الصبى‭ ‬فأتجور‭ ‬فى‭ ‬صلاتى‭ ‬كراهية‭ ‬أن‭ ‬أشق‭ ‬على‭ ‬أمه‭.. ‬ويقول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬فمن‭ ‬صلى‭ ‬بالناس‭ ‬فليخفف‭ ‬فإن‭ ‬فيهم‭ ‬المريض‭ ‬والضعيف‭ ‬وذا‭ ‬الحاجة‭.‬

وهاهو‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم،‭ ‬تدمع‭ ‬عيناه‭ ‬عند‭ ‬وفاة‭ ‬ابنه‭ ‬إبراهيم،‭ ‬فقال‭ ‬له‭ ‬سيدنا‭ ‬عبدالرحمن‭ ‬بن‭ ‬عوف‭: ‬وأنت‭ ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله،‭ ‬فيقول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬عوف‭ ‬إنها‭ ‬رحمة‭.. ‬ثم‭ ‬قال‭: ‬إن‭ ‬العين‭ ‬لتدمع‭.. ‬والقلب‭ ‬ليحزن،‭ ‬ولا‭ ‬نقول‭ ‬إلا‭ ‬ما‭ ‬يُرضى‭ ‬ربنا‭.. ‬وإنا‭ ‬لفراقك‭ ‬يا‭ ‬إبراهيم‭ ‬لمحزونون‭.‬

وسجد‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬يوماً‭ ‬فأطال‭ ‬السجود،‭ ‬فلما‭ ‬قضى‭ ‬الصلاة‭ ‬قال‭ ‬الناس‭: ‬يا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬إنك‭ ‬سجدت‭ ‬بين‭ ‬ظهرانى‭ ‬صلاتك‭ ‬هذه‭ ‬سجدة‭ ‬قد‭ ‬أطلتها‭ ‬فظننا‭ ‬أنه‭ ‬قد‭ ‬حدث‭ ‬أمر‭ ‬أو‭ ‬أنه‭ ‬يوحى‭ ‬إليك،‭ ‬فقال‭: ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ولكن‭ ‬ابنى‭ ‬ارتحلنى‭ ‬فكرهت‭ ‬أن‭ ‬أعجله‭ ‬حتى‭ ‬يقضى‭ ‬حاجته‭.‬

وعن‭ ‬أبى‭ ‬قتادة‭ ‬الأنصارى‭ (‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنه‭) ‬أن‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬كان‭ ‬يصلى‭ ‬وهو‭ ‬حامل‭ ‬أمامه‭ ‬بنت‭ ‬زينب‭ ‬بنت‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬فإذا‭ ‬سجد‭ ‬وضعها،‭ ‬وإذا‭ ‬قام‭ ‬حملها‭.‬

وعندما‭ ‬كان‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬يخطب‭ ‬على‭ ‬المنبر‭ ‬وجاء‭ ‬الحسن‭ ‬والحسين‭ ‬يتعثران،‭ ‬فنزل‭ ‬من‭ ‬على‭ ‬المنبر‭ ‬واستلمهما‭ ‬وقبلهما‭.‬

وعن‭ ‬سلمان‭ ‬الفارسى‭ ‬يقول‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭): ‬سلمان‭ ‬منا‭ ‬آل‭ ‬البيت‭.‬

وعلمنا‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬الجود‭ ‬الإنسانى‭ ‬والذوق‭ ‬الراقى‭ ‬فى‭ ‬آن‭ ‬واحد،‭ ‬فقال‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬لا‭ ‬تحقرن‭ ‬من‭ ‬المعروف‭ ‬شيئاً‭ ‬ولو‭ ‬تلقى‭ ‬أخاك‭ ‬بوجه‭ ‬طلق‭.. ‬وقال‭ (‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭) ‬لا‭ ‬تحقرن‭ ‬جارة‭ ‬جارتها‭ ‬ولو‭ ‬فرسن‭ ‬شاة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬المعطية‭ ‬المنفقة‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬ينبغى‭ ‬أن‭ ‬تستحى‭ ‬من‭ ‬قلة‭ ‬ما‭ ‬تملك‭ ‬فتحجم‭ ‬عن‭ ‬العطاء‭ ‬فرب‭ ‬درهم‭ ‬سبق‭ ‬ألف‭ ‬درهم‭.‬

ومن‭ ‬هنا‭ ‬فإن‭ ‬إعلاءنا‭ ‬للقيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬ليس‭ ‬أمراً‭ ‬ثانوياً‭ ‬أو‭ ‬مجرد‭ ‬أمر‭ ‬إنسانى،‭ ‬إنما‭ ‬هو‭ ‬عقيدة‭ ‬وشريعة‭ ‬ودين‭ ‬ندين‭ ‬به‭ ‬لله‭.. ‬فبدل‭ ‬أن‭ ‬تتناحر‭ ‬الأمم‭ ‬والشعوب‭ ‬وتتقاتل‭ ‬ويعمل‭ ‬بعضهم‭ ‬على‭ ‬إفناء‭ ‬أو‭ ‬إضعاف‭ ‬أو‭ ‬إنهاك‭ ‬أو‭ ‬تفتيت‭ ‬بعض‭ ‬فليتعاون‭ ‬الجميع‭ ‬لصالح‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭: ‬‮«‬إِنَّا‭ ‬خَلَقْنَاكُمْ‭ ‬مِنْ‭ ‬ذَكَرٍ‭ ‬وَأُنْثَى‭ ‬وَجَعَلْنَاكُمْ‭ ‬شُعُوبًا‭ ‬وَقَبَائِلَ‭ ‬لِتَعَارَفُوا‮»‬‭ ‬ولو‭ ‬أن‭ ‬البشرية‭ ‬أنفقت‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬الجوع‭ ‬والفقر‭ ‬والمرض‭ ‬معشار‭ ‬ما‭ ‬تنفق‭ ‬على‭ ‬القتال‭ ‬والحروب‭ ‬والتخريب‭ ‬والتدمير‭ ‬لتحول‭ ‬حال‭ ‬البشرية‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يصلح‭ ‬شئون‭ ‬دينها‭ ‬ودنياها‭.‬

وقد‭ ‬ضرب‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬أروع‭ ‬المثل‭ ‬فى‭ ‬مراعاة‭ ‬البُعد‭ ‬الإنسانى‭ ‬فى‭ ‬دعوته‭.. ‬ومن‭ ‬نماذج‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬منه‭ ‬عندما‭ ‬قام‭ ‬أعرابى‭ ‬فبال‭ ‬فى‭ ‬المسجد‭ ‬وهمّ‭ ‬به‭ ‬بعض‭ ‬الحاضرين‭ ‬فقال‭ ‬لهم‭ ‬سيدنا‭ ‬رسول‭ ‬الله‭ ‬دعوه‭ ‬وهريقوا‭ ‬على‭ ‬بوله‭ ‬سجلا‭ ‬من‭ ‬ماء‭ ‬أو‭ ‬ذنوباً‭ ‬من‭ ‬الماء‭ ‬فإنما‭ ‬بُعثتم‭ ‬ميسرين‭ ‬ولم‭ ‬تُبعثوا‭ ‬معسرين‭.‬

ولما‭ ‬دخل‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬مكة‭ ‬فاتحاً‭ ‬منتصراً،‭ ‬قال‭: ‬يا‭ ‬أهل‭ ‬مكة‭ ‬ما‭ ‬ترون‭ ‬إنى‭ ‬صانع‭ ‬بكم؟‭ ‬قالوا‭ ‬خيراً‭ ‬أخ‭ ‬كريم‭ ‬وابن‭ ‬أخ‭ ‬كريم‭.. ‬قال‭: ‬اذهبوا‭ ‬فأنتم‭ ‬الطلقاء‭.. ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬الحق‭ ‬سبحانه‭: ‬‮«‬فَبِمَا‭ ‬رَحْمَةٍ‭ ‬مِنَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬لِنْتَ‭ ‬لَهُمْ‭ ‬وَلَوْ‭ ‬كُنْتَ‭ ‬فَظًّا‭ ‬غَلِيظَ‭ ‬الْقَلْبِ‭ ‬لَانْفَضُّوا‭ ‬مِنْ‭ ‬حَوْلِكَ‮»‬‭.‬

 

وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬أحمد‭ ‬عمر‭ ‬هاشم،‭ ‬عضو‭ ‬هيئة‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬ورئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬سابقاً‭:‬

إن‭ ‬الناس‭ ‬سواسية‭ ‬فى‭ ‬أصل‭ ‬الخليقة‭ ‬وجميع‭ ‬الخلق‭ ‬فى‭ ‬الشرف‭ ‬بالنسبة‭ ‬الطينية‭ ‬إلى‭ ‬آدم‭ ‬وحواء‭ ‬عليهما‭ ‬السلام‭ ‬سواء‭.. ‬وإنما‭ ‬يتفاضلون‭ ‬بطاعة‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬ومتابعة‭ ‬رسوله‭ ‬مادام‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى‭ ‬واحد‭ ‬فلا‭ ‬يصح‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يستعلى‭ ‬على‭ ‬غيره‭ ‬لأى‭ ‬سبب‭ ‬من‭ ‬مال‭ ‬أو‭ ‬شكل‭ ‬أو‭ ‬لون،‭ ‬فالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬صور‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬إلى‭ ‬أموالهم،‭ ‬ولكن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬قلوبهم‭ ‬وما‭ ‬تنطوى‭ ‬عليه‭ ‬جوانحهم‭ ‬وضمائرهم،‭ ‬فعن‭ ‬أبى‭ ‬هريرة‭ ‬قال‭: ‬قال‭ ‬رسول‭ ‬الله‭: ‬‮«‬إن‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬صوركم‭ ‬وأموالكم‭ ‬ولكن‭ ‬ينظر‭ ‬إلى‭ ‬قلوبكم‭ ‬وأعمالكم‮»‬‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬الإنسانى‭ ‬سبب‭ ‬لإمكانية‭ ‬التواصل‭ ‬وأساس‭ ‬للتعارف‭ ‬والتضامن‭ ‬والتعاطف‭ ‬فلا‭ ‬يتفرق‭ ‬الناس‭ ‬ولا‭ ‬يختلفون‭ ‬ولا‭ ‬يتفاخرون‭ ‬ولا‭ ‬يتقاتلون،‭ ‬فالحكمة‭ ‬من‭ ‬جعلهم‭ ‬شعوباً‭ ‬وقبائل‭ ‬هى‭ ‬أن‭ ‬يعرف‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً‭ ‬وأن‭ ‬يتعاونوا‭ ‬فى‭ ‬عمارة‭ ‬الكون‭ ‬وتنميته‭.‬

ويؤكد‭ ‬د‭. ‬عمر‭ ‬هاشم‭: ‬إن‭ ‬الصراعات‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬خروج‭ ‬على‭ ‬التعاليم‭ ‬الإلهية‭ ‬والتى‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الإسلام‭ ‬فكلها‭ ‬تدعو‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬التعاون‭ ‬والتضامن‭ ‬والسلام‭ ‬العالمى‭ ‬والتعايش‭ ‬السلمى‭ ‬وتدعو‭ ‬الناس‭ ‬أن‭ ‬يدخلوا‭ ‬فى‭ ‬السلم‭ ‬كافة‭.. ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬فى‭ ‬تعاون‭ ‬وتضامن‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬إيذاء‭ ‬أو‭ ‬عدوان‭ ‬وأن‭ ‬يكونوا‭ ‬آمنين‭ ‬ساعين‭ ‬متعاونين‭.‬

ويضيف‭: ‬أن‭ ‬المشروع‭ ‬الإسلامى‭ ‬يتميز‭ ‬بالوسطية‭ ‬فلا‭ ‬إفراط‭ ‬أو‭ ‬تفريط‭ ‬مع‭ ‬أصالته‭ ‬وسماحته‭ ‬واعتداله‭.‬

 

منطلقات‭ ‬الوحدة‭ ‬الإنسانية

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الوحدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ومنطلقاتها‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬فريد‭ ‬بن‭ ‬يعقوب‭ ‬المفتاح،‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬العدل‭ ‬والشئون‭ ‬الإسلامية‭ ‬بمملكة‭ ‬البحرين‭: ‬إن‭ ‬المتأمل‭ ‬فى‭ ‬الجنس‭ ‬البشرى‭ ‬يدرك‭ ‬تمام‭ ‬الإدراك‭ ‬وحدة‭ ‬أصله‭ ‬ووحدة‭ ‬مصيره‭ ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬التأمل‭ ‬والنظر‭ ‬يتبين‭ ‬أن‭ ‬الأمور‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬كفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬وحدتهم‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬بقيت‭ ‬الفطرة‭ ‬على‭ ‬صفائها‭ ‬ونقائها‭ ‬وذلك‭ ‬لأن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬خلق‭ ‬الإنسان‭ ‬لعمارة‭ ‬الأرض‭ ‬وفق‭ ‬منهجه‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬وسنته‭ ‬واتباع‭ ‬قانونه‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الكون‭ ‬وذلك‭ ‬يستلزم‭ ‬تحقيق‭ ‬العبودية‭ ‬الخالصة‭ ‬والكاملة‭ ‬للخالق‭ ‬جل‭ ‬وعلا‭.‬

وإذا‭ ‬أمعنا‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬الطبائع‭ ‬المشتركة‭ ‬والغرائز‭ ‬المتشابهة‭ ‬بين‭ ‬البشر‭ ‬يتبين‭ ‬لنا‭ ‬بجلاء‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيشوا‭ ‬أفراداً‭ ‬متفرقين‭ ‬بل‭ ‬يستحيل‭ ‬تحقيق‭ ‬ذلك‭ ‬لما‭ ‬جبل‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬عليه‭ ‬الإنسان‭ ‬من‭ ‬غريزة‭ ‬الأنس‭ ‬بالآخرين‭ ‬والعيش‭ ‬معهم‭ ‬فهو‭ ‬كائن‭ ‬حى‭ ‬اجتماعى‭ ‬بطبعه‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يعيش‭ ‬بمفرده‭ ‬منعزلاً‭ ‬عن‭ ‬الآخرين‭.. ‬ولكى‭ ‬يعيش‭ ‬الفرد‭ ‬فى‭ ‬جماعة‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يلتزم‭ ‬النظم‭ ‬والقوانين‭ ‬التى‭ ‬تحكم‭ ‬وتضبط‭ ‬علاقات‭ ‬الناس‭ ‬وتعاملاتهم‭.. ‬وأن‭ ‬يحترم‭ ‬الأعراف‭ ‬التى‭ ‬تجمعهم‭ ‬وأن‭ ‬يشكل‭ ‬مع‭ ‬مجتمعه‭ ‬سلسلة‭ ‬مترابطة‭ ‬الحلقات‭ ‬بعضها‭ ‬ببعض‭.‬

ويقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭: ‬‮«‬يَا‭ ‬أَيُّهَا‭ ‬النَّاسُ‭ ‬إِنَّا‭ ‬خَلَقْنَاكُم‭ ‬مِّن‭ ‬ذَكَرٍ‭ ‬وَأُنثَىٰ‭ ‬وَجَعَلْنَاكُمْ‭ ‬شُعُوبًا‭ ‬وَقَبَائِلَ‭ ‬لِتَعَارَفُوا‭ ‬إِنَّ‭ ‬أَكْرَمَكُمْ‭ ‬عِندَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬أَتْقَاكُمْ‮»‬‭ ‬ويؤكد‭ ‬نبى‭ ‬الإسلام‭ ‬محمد‭ ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬وحدة‭ ‬المنشأ‭ ‬والخلق‭ ‬والمصير‭ ‬لقيام‭ ‬ذلك‭ ‬المجتمع‭ ‬الإنسانى،‭ ‬حيث‭ ‬يذكر‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬كلهم‭ ‬لآدم‭ ‬وآدم‭ ‬خُلق‭ ‬من‭ ‬تراب‭.‬

ويختم‭ ‬د‭. ‬فريد‭ ‬حديثه‭ ‬بقوله‭: ‬الناس‭ ‬جميعاً‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬ألسنتهم‭ ‬وألوانهم‭ ‬يخضعون‭ ‬لقانون‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الطبائع‭ ‬والشهوات‭ ‬وإن‭ ‬اختلفت‭ ‬قوة‭ ‬وضعفا‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬لآخر‭ ‬فالحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الطعام‭ ‬والشراب‭ ‬والنكاح‭ ‬والذرية‭ ‬من‭ ‬الغرائز‭ ‬والحاجات‭ ‬الأساسية‭ ‬للنفس‭ ‬البشرية‭ ‬لا‭ ‬تختلف‭ ‬من‭ ‬شخص‭ ‬لآخر‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬مجتمع‭ ‬لآخر‭ ‬إلا‭ ‬فى‭ ‬صورة‭ ‬التعبير‭ ‬عنها‭ ‬وإذا‭ ‬ترك‭ ‬لكل‭ ‬فرد‭ ‬حرية‭ ‬اشباع‭ ‬غريزته‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الآخر‭ ‬لتعطل‭ ‬قانون‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭.‬

فإذا‭ ‬كان‭ ‬الأصل‭ ‬واحداً‭ ‬وكان‭ ‬المصير‭ ‬واحداً‭ ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬مبرراً‭ ‬للوحدة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ولاشك‭ ‬أن‭ ‬وحدة‭ ‬الأصل‭ ‬ووحدة‭ ‬المصير‭ ‬وبينهما‭ ‬وحدة‭ ‬الهدف‭ ‬والغرائز‭ ‬تبرر‭ ‬للعقلاء‭ ‬التنادى‭ ‬بصوت‭ ‬واحد‭ ‬لقيام‭ ‬مجتمع‭ ‬انسانى‭ ‬واحد‭ ‬أو‭ ‬وجوه‭ ‬انسانية‭ ‬شاملة‭.‬

 

ركائز‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية

وعن‭ ‬ركائز‭ ‬الحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬أبوعبدالله‭ ‬علام‭ ‬وزير‭ ‬الشئون‭ ‬الدينية‭ ‬والأوقاف‭ ‬سابقا‭ ‬بالجزائر‭: ‬إن‭ ‬القيم‭ ‬الإنسانية‭ ‬لا‭ ‬تعيش‭ ‬بذاتها‭ ‬فى‭ ‬عالم‭ ‬مجرد‭.. ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬نفسها‭ ‬بنفسها‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬ممن‭ ‬يجهلها‭.. ‬وإنما‭ ‬تعيش‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬بتجسدها‭ ‬فى‭ ‬الواقع‭ ‬عندما‭ ‬تشكل‭ ‬الذهن‭ ‬والمسلمون‭ ‬هم‭ ‬المسئولون‭ ‬عن‭ ‬تجسيد‭ ‬هذه‭ ‬القيم‭ ‬فى‭ ‬واقعهم‭ ‬وتبليغها‭ ‬إلى‭ ‬غيرهم‭ ‬لمن‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭.‬

ويحدد‭ ‬د‭. ‬عبدالله‭ ‬علام‭ ‬عدة‭ ‬ركائز‭ ‬للحضارة‭ ‬الإسلامية‭ ‬منها‭: ‬منه‭ ‬الأخذ‭ ‬بالأسباب‭.. ‬ومنها‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأن‭ ‬أول‭ ‬ما‭ ‬تتحقق‭ ‬به‭ ‬سعادة‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬شعوره‭ ‬بكرامته‭ ‬كإنسان‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ذلك‭ ‬أولها‭ ‬الإسلام‭ ‬عناية‭ ‬خاصة‭ ‬فدعا‭ ‬إلى‭ ‬تقديرها‭ ‬واحترامها‭ ‬بل‭ ‬جعل‭ ‬ذلك‭ ‬واجباً‭ ‬دينياً‭ ‬مقدساً‭ ‬وهذا‭ ‬الواجب‭ ‬يدركه‭ ‬الإنسان‭ ‬بعقله‭ ‬الذى‭ ‬هو‭ ‬علة‭ ‬التكريم‭ ‬أصلاً‭ ‬ومعنى‭ ‬ذلك‭ ‬لأن‭ ‬الحق‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقع‭ ‬فى‭ ‬التناقض‭ ‬بين‭ ‬معتقده‭ ‬وتفكيره‭ ‬وسلوكه‭ ‬لأنها‭ ‬جميعا‭ ‬تصدر‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬العقل‭ ‬وهى‭ ‬محكومة‭ ‬بميزانه‭ ‬مضبوطة‭ ‬بمقايسه‭ ‬فإذا‭ ‬أدرك‭ ‬هذا‭ ‬الإنسان‭ ‬أنه‭ ‬كرم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬انسانيته‭ ‬فكيف‭ ‬يتصور‭ ‬أن‭ ‬يهين‭ ‬إنساناً‭ ‬آخر‭ ‬مثله‭ ‬لأنه‭ ‬يخالفه‭ ‬فى‭ ‬عقيدته‭ ‬أو‭ ‬فى‭ ‬تفكيره‭ ‬وقناعته‭ ‬لذلك‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المنطقى‭ ‬احترام‭ ‬كرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬محاربة‭ ‬التعصب‭ ‬والاكره‭.‬

أن‭ ‬تكريم‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬يندرج‭ ‬فى‭ ‬إطار‭ ‬فلسفة‭ ‬متميزة‭ ‬بشموليتها‭ ‬وتكاملها‭ ‬ومن‭ ‬خصائص‭ ‬هذا‭ ‬التميز‭ ‬أنها‭ ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬موضوع‭ ‬مادى‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬لا‭ ‬تنظر‭ ‬للمجتمع‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬كم‭ ‬بشرى‭ ‬يمكن‭ ‬صلاحه‭ ‬واستقراره‭ ‬بمجرد‭ ‬توفير‭ ‬شرطى‭ ‬الغذاء‭ ‬والأمن‭ ‬بل‭ ‬تنظر‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬التكريم‭ ‬المرتبط‭ ‬ببعده‭ ‬الروحى‭ ‬والمادى‭ ‬ورسالته‭ ‬على‭ ‬الأرض‭.. ‬هذه‭ ‬القيمة‭ ‬مرتبطة‭ ‬بالعقيدة‭ ‬وقد‭ ‬دلت‭ ‬تجارب‭ ‬المجتمعات‭ ‬فى‭ ‬تطور‭ ‬حياتها‭ ‬أن‭ ‬احترام‭ ‬الكرامة‭ ‬الإنسانية‭ ‬ينبع‭ ‬من‭ ‬عقيدة‭ ‬صحيحة‭ ‬لضمان‭ ‬الترابط‭ ‬الروحى‭ ‬بين‭ ‬الناس‭ ‬باعتبارهم‭ ‬جميعاً‭ ‬أعضاء‭ ‬أسرة‭ ‬واحدة‭ ‬هى‭ ‬الإنسانية‭.‬

ويختم‭ ‬حديثه‭ ‬بقوله‭: ‬أن‭ ‬الإسلام‭ ‬كفل‭ ‬الحق‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭ ‬والأمن‭ ‬والعدل‭ ‬والملكية‭ ‬والتنقل‭ ‬وكفل‭ ‬له‭ ‬حرية‭ ‬المعتقد‭ ‬والرأى‭ ‬وما‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬الحريات‭ ‬والحقوق‭ ‬المعروفة‭ ‬اليوم‭ ‬بالحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسية‭ ‬والتى‭ ‬ترسخ‭ ‬لكرامة‭ ‬الإنسان‭ ‬وتحفظها‭ ‬ونحن‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬حاجة‭ ‬العالم‭ ‬المعاصر‭ ‬إلى‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬فاننا‭ ‬لا‭ ‬نعنى‭ ‬ابتكار‭ ‬حقوق‭ ‬جديدة‭.‬

 

منزله‭ ‬الأنسان‭ ‬فى‭ ‬الإسلام

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬الإنسان‭ ‬ومنزلته‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬د‭. ‬بكر‭ ‬زكى‭ ‬عوض‭ ‬عميد‭ ‬كلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬سابقاً‭: ‬لقد‭ ‬بينت‭ ‬الشريعة‭ ‬الإسلامية‭ ‬مدى‭ ‬اهتمام‭ ‬الإسلام‭ ‬بالإنسان‭ ‬بصورة‭ ‬غير‭ ‬معهودة‭ ‬فى‭ ‬النظم‭ ‬القديمة‭ ‬والحديثة‭ ‬وبعد‭ ‬الممات‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬جسداً‭ ‬وروحاً‭ ‬والاهتمام‭ ‬بغرائزه‭ ‬وعواطفه‭ ‬،الاهتمام‭ ‬به‭ ‬مفكراً‭ ‬والاهتمام‭ ‬به‭ ‬فرداً‭ ‬وأسرة‭ ‬ومجتمعاً‭ ‬كما‭ ‬وضعت‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬والآداب‭ ‬ما‭ ‬تستقيم‭ ‬به‭ ‬حياته‭ ‬دون‭ ‬اعتبار‭ ‬لون‭ ‬أو‭ ‬جنس‭ ‬أو‭ ‬عرف‭ ‬بما‭ ‬يكسبه‭ ‬سعادة‭ ‬الدارين‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬غاية‭ ‬الإسلام‭ - ‬تحقيق‭ ‬السعادة‭ ‬والسلام‭.‬

وعن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬يقول‭ ‬الأستاذ‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬عندما‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬بعدين‭ ‬متلازمين‭ ‬بعد‭ ‬فكرى‭ ‬ثقافى‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬مبادئ‭ ‬تجد‭ ‬مرجعيتها‭ ‬الموضوعية‭ ‬والتاريخية‭ ‬فى‭ ‬نصوص‭ ‬دينية‭ ‬مقدسة‭ ‬تفرض‭ ‬التزاماً‭ ‬دينياً‭ ‬وأخلاقياً‭ ‬وقيماً‭.‬

والبعد‭ ‬الآخر‭ ‬بعد‭ ‬حقوقى‭ ‬تشريعى‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬صياغات‭ ‬قانونية‭ ‬تحدد‭ ‬طبيعتها‭ ‬ومجالاتها‭ ‬ونطاق‭ ‬المسئولية‭ ‬عنها‭ ‬والزام‭ ‬الأفراد‭ ‬والدولة‭ ‬باحترامها‭ ‬وتنفيذها‭.‬

 

المساواه

وعن‭ ‬المساواة‭ ‬فى‭ ‬الإسلام‭ ‬يقول‭ ‬الشيخ‭ ‬إبراهيم‭ ‬صالح‭ ‬الحسينى‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬الإسلامى‭ ‬النيجيرى‭ ‬ومفتى‭ ‬نيجيريا‭: ‬إن‭ ‬الإسلام‭ ‬هو‭ ‬الدين‭ ‬الذى‭ ‬بعث‭ ‬به‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬جميع‭ ‬الرسل‭ ‬ويقول‭ ‬الله‭: ‬‮«‬شَرَعَ‭ ‬لَكُم‭ ‬مِّنَ‭ ‬الدِّينِ‭ ‬مَا‭ ‬وَصَّىٰ‭ ‬بِهِ‭ ‬نُوحًا‭ ‬وَالَّذِى‭ ‬أَوْحَيْنَا‭ ‬إِلَيْكَ‭ ‬وَمَا‭ ‬وَصَّيْنَا‭ ‬بِهِ‭ ‬إِبْرَاهِيمَ‭ ‬وَمُوسَىٰ‭ ‬وَعِيسَىٰ‭ ‬أَنْ‭ ‬أَقِيمُوا‭ ‬الدِّينَ‭ ‬وَلَا‭ ‬تَتَفَرَّقُوا‭ ‬فِيهِ‮»‬‭.‬

والإسلام‭ ‬بهذا‭ ‬المعنى‭ ‬جاء‭ ‬بقواعد‭ ‬ومبادئ‭ ‬أساسية‭ ‬ثابتة‭ ‬لا‭ ‬تتغير‭ ‬بتغير‭ ‬الزمان‭  ‬أو‭ ‬المكان‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬باقية‭ ‬وصالحة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬الأيام‭ ‬والشهور‭ ‬وتعاقب‭ ‬الأعوام‭ ‬والدهور‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المبادئ‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬فى‭ ‬المساواة‭ ‬وما‭ ‬يتفرع‭ ‬عن‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬حقوق‭ ‬أخرى‭.‬

 

ثقافة‭ ‬الكراهية

وتحت‭ ‬عنوان‭ ‬‮«‬رفض‭ ‬ثقافة‭ ‬الكراهية‮»‬‭ ‬يقول‭ ‬

د‭. ‬ماهر‭ ‬أحمد‭ ‬الصوفى‭ ‬من‭ ‬الإمارات‭ ‬المتحدة‭:‬

ما‭ ‬بعث‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬من‭ ‬نبى‭ ‬أو‭ ‬أنزل‭ ‬من‭ ‬كتاب‭ ‬أو‭ ‬شرع‭ ‬من‭ ‬دين‭ ‬إلا‭ ‬ليعلم‭ ‬الناس‭ ‬مبادئ‭ ‬الوحدة‭ ‬والحب‭ ‬والمساواة‭ ‬والعدل‭ ‬ويوطد‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬عز‭ ‬وجل‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬دعوة‭ ‬الأنبياء‭ ‬واحدة‭ ‬وهى‭ ‬الإيمان‭ ‬بالله‭ ‬وعبادته‭ ‬وبناء‭ ‬مجتمعات‭ ‬تتعاون‭ ‬فيما‭ ‬بينها‭ ‬على‭ ‬البر‭ ‬والتقوى‭ ‬والمحبة‭.. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية‭ ‬جميعاً‭ ‬دعواتها‭ ‬واحدة‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬كتاب‭ ‬عن‭ ‬كتاب‭ ‬فى‭ ‬دعوته‭ ‬فقد‭ ‬أراد‭ ‬الله‭ ‬بعلمه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬خاتم‭ ‬هذه‭ ‬الكتب‭ ‬السماوية‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬وخاتم‭ ‬هذه‭ ‬الرسالات‭ ‬الإسلام‭ ‬وخاتم‭ ‬الأنبياء‭ ‬محمد‭ ‬لتكون‭ ‬رسالة‭ ‬الإسلام‭ ‬هادية‭ ‬للناس‭ ‬تخرجهم‭ ‬من‭ ‬الظلمات‭ ‬إلى‭ ‬النور‭.‬