13 يناير

خاطر عبادة
خاطر عبادة

بدأ اليوم الثالث عشر من عام جديد، وما يمثل ذلك من بزوغ فكرة وفجر جديد وفرصة أخرى للتجديد وخصوصية جميلة حيث يصاحب ذلك أكثر فترات موسم الشتاء برودة فى يناير، قد تجبر البعض على تأجيل الخروج والسهرات والانطلاق والمرح، لكن لكل موسم مزاياه وجانب من الجمال؛ وما ان تمر أسابيع قليلة حتى ينقضى الصعب فى موسم البرد.. بعد أن تسأم جلودنا من الجفاف والبرد ويغسل وجوهنا الهواء الساقع ..

اعتدنا فى مطلع كل عام أن نغلف الأمانى والأحلام المؤجلة لنرسلها إلى السماء، أملا فى غد مشرق بعد ضباب الشتاء، ونحدد الأهداف التى نسعى إليها باقى  العام.. 
فمن بيده مفاتح الغيب ومقاليد السموات والأرض إلا الله.. وهو وحده الذى يجب أن تتعلق به قلوب العباد فهو مسبب الأسباب، ولا أحد يعلم الغيب إلا الله، فسبحانه سمى نفسه بعالم الغيب، ولا يجوز أن يستعين أحد بدجال أو جن أو  الاستماع لأية خزعبلات حتى من قبيل التسلية أو اليأس..

والجن أقصى قدراته فى هذا الشأن أن يسأل القرين الملازم لكل شخص عن ظروفه وأحواله، فيبدأ فى تخمين التوقعات، لكنه يعجز عن توقع مستقبله نفسه، وهو ما أوضحه الله فى كتابه العزيز، فى قصة سيدنا سليمان بقوله تعالى : ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين )سورة سبأ 

ثق دائما فى الله ثم فى سحر البدايات الجديدة لتجدد الأمل فى النفوس وتخلق فكرة جديدة وفرص تغير من واقع الإنسان ودافعا للتغيير، كما تذكره بنعمة الحياة فكل يوم جديد يستحق شكر لله تعالى على أن منحه يوما آخر وعاما جديدا عسى أن تتحول فيه الأحلام إلى حقيقة..

مر عام آخر، وما يحمله من فرص وتحديات و آمال.. ربما يسعفنا فيه القدر بحل العديد من الأحلام المؤجلة للجميع ولمصرنا الحبيبة بالوصول لحلم افتتاح عاصمة إدارية جديدة تكون بمثابة انطلاق الجمهورية الجديدة، وحصادا لثمار العديد من المشروعات العملاقة التى يجرى العمل بها على يد وساق.

١٣ يناير.. من حقنا جميعا أن نحتفل بمواسم التغيير والذكريات الخاصة واللحظات التى تمثل قدسية لبعض الأشخاص والتفاؤل ولكن لا ننسى وضع الأهداف والجدول الزمنى لتحقيقها وعدم الاكتفاء بمجرد الأمنيات.. ولا يوجد ما يدعو للتشاؤم أو التفاؤل بأيام أو رقم ما.. ولكن بالعكس فإن عظة البدايات تخبرنا أنه يمكننا دائما البدء من جديد، وأنه مهما أظلم الطريق فإن النور دائما يكمن بداخلنا نحن .. فنحن من يضيء الطريق

 ولا يجب أن يحزن أحد لانقضاء السنوات مسرعة جادة كالقطار ولم يدرك ذلك إلا متأخرا، أنها لم تنتظر حتى يرى أحلامه تتحقق حين يمر بين الناس بتصفيق  حاد!
ولا يمكننا إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن بإمكاننا إعادة ضبطها من جديد، واستغلال الأفكار وترقب الفرص الجديدة التى قد يمنحها القدر فى أى لحظة..

اهتم بالأفكار التى يمكنها تغيير الحياة وافتح لها الآفاق والبال، وهى نتاج ما تغرسه فى عقلك ثم تتبلور تلك الفكرة لتغير من جوهر الإنسان.. والعقل البشرى بإمكانه أن يستقبل  مئات الأفكار يوميا، لكن أغلبها أو  جميعها لا تتجسد فى فكرة إيجابية أو  مشروع واحد عند كثير من الناس بسبب الإهمال..