كان هناك تقاعس من قبل بعض المستثمرين حيث تم انذارهم واعطاؤهم مهلة لاثبات الجدية وتم سحب الأرض من عدم الجادين منهم وتخصيصها لآخرين إما بالبيع بالمزاد أو بحق الانتفاع يعتبر مشروع شرق العوينات من المشروعات القومية الناجحة نسبياً والواعدة. وكان قد تم البدء في تخطيط وتنفيذ مشروع استصلاح واستزراع حوالي 220 ألف فدان بمنطقة شرق العوينات في إطار خطة الدولة لاستصلاح واستزراع حوالي 3،4 مليون فدان جديدة خلال الفترة من 1997 وحتي 2017.     وفي ضوء العمل علي الحفاظ علي المخزون الجوفي من المياه والاستخدام الاقتصادي له لأطول فترة ممكنة كان التوجه إلي التنفيذ التدريجي للمشروع. ففي حين تبلغ مساحة المنطقة حوالي 528 ألف فدان تم تقسيمها إلي 22 قطعة تبلغ مساحة القطعة الواحدة حوالي 24 ألف فدان فقد تم الاتفاق علي أن تكون المساحة المزروعة بالقطعة الواحدة حوالي 10 آلاف فدان فقط مع ترك المساحة الاخري للمرافق والمتخللات.    وفي المشروعات القومية للاستصلاح والاستزراع هناك البنية القومية ( الطرق العامة والترع العامة ومحطات الكهرباء ) والتي تتولي الدولة تنفيذها وتتحمل تكلفتها في حين يتحمل المستثمر علي نفقته الخاصة تكلفة البنية الأساسية والبنية الداخلية. وإذا قامت الدولة بتنفيذ البنية الأساسية فإنها تحمل تكلفتها علي المستثمر. وبالنسبة لهذا المشروع لم تكن هناك بنية قومية غير شبكة الطرق وتكلفتها بلغت حوالي 40 مليون جنيه تحملتها الدولة كالعادة.  وبالنسبة لثمن بيع الأرض للمستثمرين فإن الخمسين جنيهاً للفدان لا تتضمن تكاليف البنية الأساسية والداخلية التي يتحملها المستثمر ( حفر الآبار وإنشاء الشبكات والتعمير وخلافه ) والتي تقدر تكلفتها في هذه المنطقة بحوالي 20 ألف جنيه للفدان علي الأقل.  وقد كان التنفيذ في هذا المشروع بطيئاً في البداية حيث لم يتم حتي عام 2010 استصلاح واستزراع سوي حوالي 46 ألف فدان فقط نظراً لان المشروع كان يتطلب بني تحتية كثيرة كالكهرباء والنقل والتخزين والتصنيع والتعمير. كما أنه كان هناك تقاعس من قبل بعض المستثمرين حيث تم انذارهم واعطاؤهم مهلة لاثبات الجدية وتم سحب الأرض من عدم الجادين منهم وتخصيصها لآخرين إما بالبيع بالمزاد أو بحق الانتفاع.    ونظراً لاستكمال متطلبات البني التحتية بمنطقة المشروع وجدية المستثمرين في الفترة الأخيرة فقد بلغت المساحة المنزرعة بالمشروع حالياً حوالي 124 ألف فدان. كما أنه تم استصلاح حوالي 39 ألف فدان وهي في طريقها إلي الاستزراع ويتبقي حوالي 57 ألف فدان بور لم تستصلح بعد وذلك من اجمالي مساحة المشروع والبالغة 220 ألف فدان. وقد أظهرت الشركة الوطنية التابعة للقوات المسلحة وقطاع الانتاج التابع لمركز البحوث الزراعية ووزارة الأوقاف والعديد من شركات القطاع الخاص المصرية والعربية نجاحاً ملحوظاً في الاستصلاح والاستزراع بالمشروع.    ومن أهم المحاصيل المزروعة بمنطقة المشروع محاصيل القمح والبلح البرقي والموالح والتين والبطاطس والبنجر والاعلاف اللازمة للانتاج الحيواني وخاصة الأغنام والماعز. وقد تحسنت انتاجية هذه المحاصيل بمنطقة المشروع حيث قاربت الأنتاجية في الوادي والدلتا وتفوقت عليها في بعض الأحيان.