وذكرت في احدي المقابلات الصحفية انه علي استراليا ان تفكر جديا في حظر نشاط جماعة الاخوان في اراضيها، ولم تلق هذه النصيحة آذانا صاغية في ذلك الوقت قمت بزيارة استراليا يوم 6 اكتوبر من العام الماضي وبعد عام تقريبا قمت بالزيارة الثانية حيث وصلت يوم 23 سبتمبر وحتي يوم 28 لمدينة ملبورن لحضور الحوار المصري الاسترالي والذي حضره مجموعة من الدبلوماسيين المصريين وعلي رأسهم السفير حسني الليثي سفير مصر في استراليا، وشارك السفير عمر متولي سفيرنا السابق هناك بالاضافة الي بعض رجال الاعلام المصريين و مجموعة من الاكاديميين الاستراليين وبعض اعضاء الجالية المصرية في استراليا وخاصة مدينة ملبورن، والطريف ان مقدمة البيان الصادر باسم الحوار وعن حكومة الاقليم وهي حكومة فيكتوريا بدأ بأن مصر ام الدنيا، ويهدف هذا الحوار الذي اعتقد انه مهم جدا في هذه الفترة إلي اصدار ورقة بحثية تعالج مختلف اوجه العلاقات المصرية الاسترالية سواء كانت تجارية او اقتصادية  او سياسية او امنية . ويهمني هنا عقد مقارنة بين الاوضاع خلال زيارة عام 2013 و زيارة هذا العام، فالزيارة العام الماضي كنا في بداية خارطة المستقبل ولم تحقق خطواتها الاولي بعد ، اما هذا العام فنحن نترقب انجاز الخطوة الاخيرة خلال اشهر معدودة .. كان هناك قدر كبير من الشك في ان مصر ستستطيع انجاز هذه الخارطة بل استطيع القول انني سمعت اصواتا كثيرة من البرلمانيين بأن مصر تسير في طريق خطر و عليها ان تحاول استيعاب تيار الاسلام السياسي و بسرعة، كانت الاجواء متوترة بين اعضاء الجالية المصرية هناك وكان نشاط جماعة الاخوان مكثفا ايضا.  وذكرت في احدي المقابلات الصحفية انه علي استراليا ان تفكر جديا في حظر نشاط جماعة الاخوان في اراضيها، ولم تلق هذه النصيحة آذانا صاغية في ذلك الوقت، كان ذلك منذ عام كما ذكرت.. وما هو الوضع الان في هذه القارة؟ رفع درجة التحذير لاحتمالات القيام بأعمال ارهابية تدعمها داعش و المشاركة الفاعلة من الحكومة الاسترالية في ائتلاف مواجهة الارهاب بمنطقة الشرق الاوسط  وحتي بقوات برية  وذلك لاستشعارهم الخطر الذي قد يصل الي هذه القارة البعيدة والتي لم يكن في مخلية قادتها ان يكونوا هدفا لهذا الإرهاب الاسود.  تغير الحال خلال هذا العام بفضل صمود المصريين اولا ، وتصميمهم علي انجاز خارطة المستقبل، وموقفهم الذي لا يحيد عن الاستمرار في الحرب ضد الارهاب . معركة طويلة لكن أثبتنا للعالم اننا نعرف طريقنا و أحسنا اختيار الطريق والقائد. تحدثنا امام الجميع و في جامعة ملبورن عن حرب مصر ضد الارهاب ونجاحها في تقديم ملف شامل متكامل لهذا الارهاب بعيدا عن الانتقائية والكيل بمكيالين. وفي تصميم الشعب المصري علي الذود عن بلاده، وقدرته علي اعادة البناء بالسواعد المصرية والاموال والافكار المصرية، وأننا عدنا الي دورنا القيادي في المنطقة واننا اصبحنا سندا استراتيجيا لدول الاقليم.. فارق كبير بين الاوضاع العام الماضي والزيارة الاخيرة منذ ايام ، جعل الجميع ينتظر مداخلتنا وعرضنا الاوضاع في مصروأصارحكم بأنني خلال تواجدي العام الماضي كنت اشعر بضغط كبير، ولكن هذا العام اشعر بالفخر و الراحة، وشعرت ان لدي سندا كبيرا من شعب عظيم يقف خلف قائده، و قائد يتحدث امام العالم بدعم كبير من شعب مستعد للتضحية حتي يبني بلاده . وحتي الدور المصري في عملية السلام وتحقيق اهداف الشعب الفلسطيني اصبحت النظرة إليه مختلفة، بل كان هناك طلبة خاصة لاستكشاف مستقبل عملية السلام والدور المصري للتوصل الي حل نهائي للقضية الفلسطينة . كما تم تخصيص ندوه مفتوحة كان عنوانها »عيش، حرية، عدالة اجتماعية»‬ داخل جامعة ملبورن الشهيرة. مصر استعادت حيويتها وخاصة بعد ان ساهم الشعب المصري في مشروع تطوير قناة السويس و الذي اعتبره بعض المتحدثين انه اعاد مصر الي الطريق الاقتصادي السليم، وكان اسهام الشعب المصري بمثابة التصويت بالثقة للرئيس عبد الفتاح السيسي. امام مصر طريق طويل في الحرب ضد الارهاب وبناء الدولة المصرية، ايضا استعادة صورتنا في العالم الخارجي، واعتقد ان صورة مصر الان افضل كثيرا عن عام مضي، استطيع ان اعقد هذه المقارنة من خلال الزيارتين لأستراليا.  و ماذا عن رد فعل الجماعة؟  اعتقد يجب ان لا نعيره اي انتباه هذة المرحلة. بل نسير في طريقنا بكل قوة واندفاع الي الامام ستظل الجماعة في نهجها المعروف ارهاب داخل مصر، مظاهرات واعتراضات ضد اي انشطة تقام لإعلاء اسم مصر في العالم، وهذا لن يخيفنا او يثنينا عن العمل الجاد من اجل هذا الوطن العظيم. العلاقات المصرية الأسترالية تحمل امكانيات التطور والازدهار في مختلف المجالات، الجالية المصرية هناك رائعة وتشعر بنبض الوطن وتريد ان تساهم في التنمية بكل الوسائل. الأهداف الاستراتيجية بين البلدين اصبحت متطابقة ويجب ان نعمل علي توطيد العلاقات السـياسية والاتصالات برغم بعد المسافة وأعتقد أن  وزير الاستثمار المصري قد قام مؤخرا بزيارة ناجحة لأستراليا. كما يجب ان نعمل علي زيادة التدفق السياحي لانك تشعر بولع شديد بمصر وبإمكانياتها السياحية. هناك تطور افضل لهذه العلاقات ويجب ان نسعي اليه علي مختلف المستويات و مختلف المجالات. مصر الجديدة قدمت نفسها في اهم المدن الاسترالية ورد الفعل من جانبهم كان مبهرا، والفضل في كل ذلك لإنجاز الشعب المصري الذي سيستمر في المستقبل.