انطلاق مفاوضات «الضمانات الأمنية» بين روسيا وأمريكا

فرنسا تدعو لحوار «بدون تنازلات» مع موسكو

الرئيس الفرنسي ماكرون « أ ف ب»
الرئيس الفرنسي ماكرون « أ ف ب»

انطلقت فى مدينة جنيف السويسرية اليوم، المحادثات الروسية الأمريكية الموسعة حول الضمانات الأمنية والتى تعقد خلف الأبواب المغلقة، فى ظل توتر متزايد فى العلاقات الروسية الغربية.

وكان الجانبان قد عقدا مساء أمس الأول لقاءً تمهيدياً وصفه نائب وزير الخارجية الروسي، سيرجى ريابكوف، بـ«المذهل والصعب والعملي».

ويترأس الوفد الروسى نائب وزير الخارجية سيرجى ريابكوف برفقة نائب وزير الدفاع ألكسندر فومين، بينما يترأس الوفد الأمريكى النائب الأول لوزير الخارجية ويندى شيرمان.

ومن المقرر أن يبحث الوفدان قضية الضمانات الأمنية، وتأتى هذه المحادثات قبيل اجتماع مجلس روسيا-الناتو فى بروكسل المقرر غداً.

ومن جانبها قالت وزارة الخارجية الروسية إن موسكو كانت تبدى مرونة فى محادثاتها مع واشنطن على مدى 30 سنة، وحان الوقت لوضع خط، داعية الولايات المتحدة والناتو إلى إبداء مرونة مماثلة فى المفاوضات.
وقال سيرجى ريابكوف، فى تصريح صحفى قبل بدء المفاوضات، إنه يتعين على الولايات المتحدة والناتو إبداء مرونة، «لأن موسكو فعلت ذلك على مدى 30 سنة».

وأوضح أنه «لا يمكن إجراء مفاوضات بناءة على أساس موقف طرف واحد، بل يجب أيضا الأخذ بالاعتبار موقف الدولة الأخرى»، مضيفا «نحن نتفهم موقف الدولة الأخرى كما هو، منذ 30 عاما، والآن، وفى هذه الفترة لا بد من إيجاد قاسم مشترك، وإظهار المرونة».

وأكد نائب وزير الخارجية الروسى أنه «إذا هم غير قادرين على القيام بذلك، سيصطدمون بتدهور الوضع فى المجال الأمنى الخاص بهم».

يُذكر أن روسيا نشرت يوم 17 ديسمبر مشروعى اتفاقيتين، واحدة مع الولايات المتحدة، والأخرى مع حلف الناتو، تشملان بنودا حول ضمانات أمنية متبادلة فى أوروبا، بما فى ذلك عدم نشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى فى مناطق الوصول إلى أرض الخصم، وتخلى الحلف عن مواصلة توسعه شرقاً.

فى غضون ذلك، حذر السكرتير العام لحلف شمال الأطلنطي، ينس شتولتنبرج، روسيا، أمس، من «كلفة عالية» ستتكبدها فى حال شنت هجوما جديدا على أوكرانيا ، مؤكدا دعم الحلف لحق أوكرانيا «فى الدفاع عن نفسها»، وقال شتولتنبرج خلال اجتماع مع نائب رئيس الوزراء الأوكرانى «نريد أن نوجه رسالة واضحة إلى روسيا بأننا موحدون وبأن موسكو ستتكبد كلفة عالية اقتصادية وسياسية فى حال استخدمت مجددا القوة العسكرية ضد كييف»، وكان شتولتنبرج يتحدث قبل اجتماع للجنة الأطلنطي-أوكرانيا مع نائبة رئيس الوزراء الأوكرانية أولجا ستيفانيشينا، وشدد المسؤولان على ضرورة الحوار مع موسكو لتجنب استخدام وسائل عسكرية.

فى الوقت نفسه، دعا الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى بداية فترة رئاسة بلاده لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلى تبادل مكثف لوجهات النظر مع روسيا.

وقال ماكرون، على هامش زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين إلى مفوضية الاتحاد الأوروبى فى باريس: «أعتقد أن على الاتحاد الأوروبى إجراء حوار مع روسيا»، وأوضح ماكرون أن إجراء الحوار لا يعنى تقديم تنازلات.