الانتقام الأعمى l رفضت العودة لخطيبها فذبحها.. والثانية اختارت الحياة مع أمها فحرقها والدها

العروسة المجنى عليها وبجوارها المتهم
العروسة المجنى عليها وبجوارها المتهم

منى ربيع 

عندما يأتي الغدر من المقربين يكون الألم كبيرا وغير محتمل لأن المجني عليه يتلقي ضربتين الأولي اصابت قلبه والثانية اصابت جسده فقضت عليه؛ وهذا ماحدث في واقعتى قتل والشروع فيه، الأولى قرر شاب الانتقام من خطيبته السابقه بقتلها وسرقة جهازها بعدما فسخت الخطبة لسوء سلوكه، حاول إعادتها اليه اكثر من مرة لكنها كانت ترفض، فكان جزاؤها هو القتل، اما القضية الثانية فراحت ضحيتها فتاة صغيرة لا يتجاوز عمرها 18 عاما، عندما تجرد اب من كافة مشاعر الابوة والحنان واشعل النيران في جسد ابنته لمجرد انها رفضت ان تعيش معه بعد إنفصاله عن والدتها، وبالرغم من ان النيران كانت شديدة الا ان القدر كتب لها النجاة وعاشت المسكينة مشوهة، تفاصيل القضيتين من بدايتها وحتى لحظة القصاص في السطور التالية.

القضية الأولى راحت ضحيتها عروس شاب، قبل زفافها بشهر تقريبا، تدعى تقى الجميع يشهد بأخلاقها وجمالها، بعد أن انهت تعليمها الثانوى تقدم لخطبتها شاب بنفس منطقتها يدعى احمد ولانه اول شخص يدخل حياتها احبته واخلصت له، لكن بعد مررو عدة اشهر على الخطبة تغير في معاملته معها، وبدأت تظهر عيوبه رويدا رويدا، فهو شخص بخيل عليها، حتى في مشاعره، انتهازي ومادى، يحاول دائما استغلال وضع عائلتها المادي في الانفاق عليه، حتى تأكدت أسرتها من انه شخص سيء السلوك، يتعاطى المواد المخدرة، وكان القرار العائلي الذي لا رجعة فيه هو فسخ الخطبة، ما اثار غضبه وحفيظته؛ ليقرر الانتقام من الفتاة واسرتها، ظل يتوعدها ويطاردها كثيرا، حتى تعود اليه لكنها رفضت مرارا وتكرارا واغلقت الباب بخطبتها لأخر وبمجرد ان حدث ذلك قامت بتغيير رفقم هاتفها، وابتعدت عنه تماما، الا انه شعر انها جرحت كرامت وقرر الانتقام منها ومن أسرتها بحرق قلبهم عليها، وفي اليوم الموعود الذى قررت فيه الأسرة نقل جهازها الى بيت عريسها، ترصد أحمد لتقى وبعد ان تأكد ان كافة أفراد الأسرة بالخارج اصطحب احد أصدقاءه، وقرر في نفسه سرقة اموال ابيها، والانتقام منها لكن منعه وجود اربعة من صديقاتها معها، ظل احمد يراقب المنزل حتى غادروه وخرجت العروس تودع صديقاتها، لكن احمد وصديقه قفزا من أعلى أسطح المنازل القريبة والملاصقة، إلا أنه فوجئ بالمجنى عليها داخل الشقة، فقام بذبحها بالسلاح الأبيض (السكين) حتى لفظت أنفاسها الأخيرة، وهو يؤكد لها ان هذا جزاؤها على ما فعلته به وتركها له ثم قام الاثنان بسرقة دبلة و2 موبايل وفرا هاربين.


لتعود اسرتها من شقة عريسها ليجدوا ابنتهم العروس غارقة في دمائها، وباءت محاولات الجميع في انقاذها، والقت المباحث القبض على خطيب المجني عليها واحيل الى النيابة، وبمواجهته بما جاء فى التحقيقات، اعترف أنه خطط لدخول منزل المجنى عليها بهدف الانتقام والسرقة وأثناء دخوله المنزل فوجئ بالمجنى عليها رغم أنه راقب مغادرة الأسرة للمنزل والذهاب إلى منزل خطيبها بقرية كفر فرسيس ببنها لنقل الأثاث واحتياجات الزواج، فارتكب الواقعة، وأرشد عن المتهم الذى شاركه الجريمة، ويسكن في قرية ورورة ويدعى "أحمد. ح"، وبعد اعترافه بالواقعة والقبض على صديقه قررت النيابة العامة حبسهما على ذمة التحقيقات واحالتهما للمحاكمة العاجلة امام محكمة جنايات بنها، وظلت القضية متداولة لمدة عامين  وفي الاول من يناير في 2019 حتى قضت محكمة الجنايات بالإعدام شنقا للقاتل، وعاقبت المتهم الثاني بالسجن المشدد 10 سنوات.


 ليقوم المتهمان بالطعن على حكم الجنايات امام محكمة النقض لتصدر حكمها  برفض الطعن وتأييد حكم محكمة الجنايات بإعدام المتهم ليصبح حكما نهائيا بمثوله على طبلية عشماوى.


جبروت أب
اما القضية الثانية والتى شهدتها محافظة كفر الشيخ، والتى تتشابه مع الأولى في نفس السبب وإن اختلفت الأسباب؛ حيث اشعل اب النيران في جسد ابنته والتى تبلغ من العمر 18 عاما بعد ان رفضت الحياة معه بعد انفصاله عن امها، تفاصيل مريرة كما جاءت في اوراق التحقيقات. 
في لحظة احدة دمر الاب ابنته بيديه بدلا من ان يحميها ويحافظ عليها من كل سوء وشر، تجرد من كل المعانى الانسانية ومشاعر الأبوة، وقرر التخلص من ابنته عقابا لها لانها رفضت الحياة معه. 


فمنذ ولادة ايمان واشقائها الثلاثة، كانت تراه يعامل أمها بكل قسوة، الى أن انتهت الحياة الزوجية بطلاق الأم، وتركهم الأب رافضا الانفاق عليهم، مرت الايام والشهور والسنون والمسافة تبعد اكثر بين الأب وابنائه، خاصة ايمان الابنة الصغرى، فهي لا تعرف عنه شيئا وترى والدتها تعمل ليلا نهارا حتى تستطيع الانفاق عليهم وعلى تعليمهم ليصبحوا ابناءا صالحين، وبعد 18 عاما من غياب الاب ظهر مرة أخرى يطلب من ابنائه الاربعة ان يأتون للحياة معهم طالبا منهم ان يتركوا والدتهم، لكنهم رفضوا جميعا تركها والذهاب معه، بعدما عرفوا انه يريد استغلالهم خاصة وانهم اكملوا تعليمهم مابين تعليم متوسط وجامعى ومنهم من تزوج ومن يعمل وبالتالي لن ينفق عليهم فقط نكاية في الأم التي انفقت عليهم، استمر الاب في مطاردة ابنائه لعدة أشهر حتى قاموا بطرده من حياتهم. 


لكن رفضهم له لم يكن يعجبه ليقرر عقابهم على ما فعلوه معه، وكان كلما علم ان الابناء يتجمعون في مكان ما يذهب اليهم محاولا حرق المنزل الذي يتواجدون فيه؛ حيث حاول حرق منزل جدهم ومرة أخرى حاول حرق منزل والدتهم، وفي كل مرة يكتب القدر النجاة للابناء والام، ليتم القبض على الاب الذي يمتلىء قلبه بالقسوة، وتتم محاكمته بالسجن؛ حتى جاء اليوم الذي قرر فيه الانتقام بحرق قلب الام وابنائه، انتظر الاب خروج الام من المنزل وارتدى النقاب وذهب الى المنزل  لتفتح له الابنة الباب ليقوم بدفعها ارضا وهنا اكتشفت الابنة انه والدها، لم يعطها فرصة للتحدث معه، سكب البنزين عليها وأضرم النيران بجسدها وفر هاربا،  وينقذ الأهالي الفتاة واخماد الحريق والذى تبين اصابتها بحروق بنسبة 35 % وتحرير محضر بالواقعة وتوصلت تحريات المباحث ان الاب وراء الواقعة ليتم القبض عليه، وكشفت التحقيقات ان المتهم أحيل لمحكمة الجنايات ثلاث مرات، قبل ذلك، الأولى عندما كان متهمًا بحرق منزل ابنته التي أشعل فيها النيران، والثانية حرق منزل والدتها، والثالثة حرق منزل جدها.


وشهدت الام سعادة مصطفى، ربة منزل، خلال تحقيقات النيابة أن طليقها المتهم، عندما ارتكب جرائمه السابقة، توجه للقرية محل إقامتها مع أبنائها متخفيًا في ملابس النساء مرتديًا النقاب، والجميع يعلم عنه ذلك في القرية.


كما اتهمت الابنة والدها بعد تماثلها للشفاء، وعندما تمت مواجهتها به لم يستطع الانكار ليتم احالته للنيابة العامة التى قررت حبسه ومن ثم احالته الى محكمة الجنايات بعد عدة أشهر من القبض عليه، لتصدر محكمة جنيات كفر الشيخ حكمها عليه بالمؤبد  بعد اتهامه بالشروع في قتل ابنته، صدر الحكم برئاسة المستشار حسام محمد صالح، رئيس المحكمة والدائرة، وعضوية المستشارين يوسف عدلي خليل، وحمدي معوض عبدالتواب، وسكرتارية محمد خليفة، ومحمد صبحي.