فكرتي

اصبر قليلاً

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم/ صفية مصطفى أمين

أجمل ما فى الحياة هم الناس الطيبون الذين يقفون معك وقت الشدة، ويساندونك فى المحن. صحيح، الدنيا فيها قليل من الأشرار، والعقارب التى تلدغ ،والأصدقاء التى تخون! ولكن هؤلاء أقلية بجانب أغلبية من الأخيار. من الممكن أن يكون هؤلاء الطيبون ضعفاء لا صوت مسموعاً لهم، ورغم ذلك يتميزون بقوة خفية تظهر فى الأوقات الصعبة!

أعرف سيدة كانت لها شكوى، أرادت أن تقدمها إلى أحد المحافظين، فلم يسمحوا لها بالدخول، حاولت أن تقابل سكرتير عام المحافظة، أو النائب، وللأسف سُدت جميع الأبواب فى وجهها. حاولت أن تدخل مكاتب أخرى فطردها السعاة. شعرت بدوخة وغثيان. بدأت تبحث عن باب الخروج، فلم تجده. فجأة أظلمت الدنيا، وفقدت الوعى. عندما أفاقت وجدت نفسها فى غرفة واسعة مليئة بالموظفين، وأحدهم يسألها عما حدث. روت له، فصحبها إلى عدة مكاتب، وحصل على عدة توقيعات، وتأشيرات.. وفى خلال ساعتين كان قد أنهى المشكلة. حاولت أن تكافئه، فرفض، وانصرف سريعا قبل أن يتلقى كلمة شكر.

سألتها عن اسم الموظف النبيل فقالت محذرة: لا تنشرى اسمه وإلا عاقبوه!
الشعور بعدم الثقة فى الغير، إحساس يجب محاربته. يجب ألا تنظر إلى الدنيا بمنظار أسود، لأن الله موجود، سينصفنا مهما طال الزمن. فالبلد مازال مليئا بأهل الخير والأصدقاء الحقيقيين، الذين يضحون بأنفسهم من أجل المبدأ!
لا تستسلم لليأس. وتأكد أن الله سوف يعطيك حقك مهما طال الزمن!