مصر بكرة أد التحدي| رئيس الطائفة الإنجيلية: المواطنة بصمة نجاح بالجمهورية الجديدة

رئيس الطائفة الإنجيلية خلال  حواره مع «الأخبار»
رئيس الطائفة الإنجيلية خلال حواره مع «الأخبار»

- بيت العائلة يهدف للعيش المشترك ويدعم السلام المجتمعى

- قانون الأحوال الشخصية فى يد الدولة والطوائف المسيحية وقعت عليه

أكد القس أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية فى مصر أن المواطنة فى عصر الرئيس عبد الفتاح السيسى، لم تعد نظرية بل أصبحت واقعا وهناك دلالات فعلية على أرض الواقع فلم تقف المواطنة عند الحدود السياسية فقط ولكنها المواطنة الشاملة التى امتدت أبعادها إلى الحدود الاجتماعية والثقافية.

وأضاف زكى خلال حواره لـ«الأخبار» أن مصر تتعامل باحترافية مع ملف حقوق الإنسان مشيدا بإطلاق الرئيس للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى تعتبر نقلة نوعية مميزة ومصر حريصة على أن قضايا حقوق الإنسان يتم التعامل معها فى إطار حقوقى وإنساني.

وأشار زكى إلى الدور المجتمعى للهيئة الإنجيلية من خلال المشاركة فى المبادرات الرئاسية وخاصة مبادرة «حياة كريمة» التى وصفها بأنها أيقونة الخير التى ستغير مصر.. وإلى نص الحوار:

- هل تغير مفهوم المواطنة فى السنوات الأخيرة.. وكيف ترى أحوال أقباط مصر فى ظل حكم الرئيس عبدالفتاح السيسى؟

المواطنة مفهوم ديناميكى مهم يؤسس على فكرة المساواة بين الجميع ولا يقف عند حدود الأرضية المشتركة ويحترم حق الاختلاف ويمكن لأى شخص أن يلعب أى دور طالما هو مواطن وفى عصر الرئيس السيسى تغير مفهوم المواطنة من الإطار النظرى للإطار العملى فلم تصبح المواطنة مجرد نظرية وارتبطت بمجموعة من المتغيرات على أرض الواقع أولا من حيث التعامل مع قضايا شائكة فى التوترات الدينية وواحدة من هذه القضايا هى قضية بناء الكنائس التى تأتى كإحدى الآليات لنقل المواطنة من مجرد فكرة إلى تنفيذ على الأرض ليس هذا فقط بل إصدار قانونين بإنشاء هيئة الأوقاف الإنجيلية والكاثوليكية وهذا يعنى زخما كبيرا فنحن هنا لا نتكلم  فقط عما يخص الدين ولكن إطلاق الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان أعطت مفهومين جديدين أولهما أن المواطنة لا تقف عند حدود المواطنة السياسية ولكنها المواطنة الشاملة التى تمتد أبعادها إلى الأبعاد الاجتماعية والثقافية وهذا مفهوم مهم للمواطنة.. وفكرة حقوق الإنسان أنها أيضا لا تقف عند الحدود السياسية التى لا نقلل منها ولكنه المفهوم الأشمل الذى يتعلق بالمسكن والمأكل والتعليم والتعامل مع الثروة كل هذه مفاهيم جديدة على مصر لم تكن تُمارس بهذا المعنى وكنا نقرأها فى الكتب فقط.

اقرأ أيضاً | مصر بكرة أد التحدي | مفتي الجمهورية: «كل عيل بييجي برزقه» فهم مغلوط

بالنسبة للأقباط فى المرحلة السابقة دعنا نأخذ نموذجا عمليا كان لدينا ألف وخمسمائة كنيسة محلية وعمرنا 200سنة كان هناك 500كنيسة فقط مسجلة والباقى تم بناؤها بتصريحات شفوية ولم تكن مسجلة ومع قانون بناء الكنائس الذى تم إنشاؤه فى عام 2016 فتم تقنين 350كنيسة فإذا كنا فى خمس سنوات تم تقنين هذا العدد فقط فهذا ما تعنيه المواطنة ونحن هنا نرى عقلية الرئيس السيسى وعقلية الدولة التى تتجه نحو المساواة ونحو بناء اللحمة الوطنية وعندما يقول الرئيس عندما تسعى الدولة إلى بناء مسجد وكنيسة فى كل مدينة جديدة كل هذه الخطوات العملية جعلت الوضع مختلفا وأهم من ذلك أن تخلق وضعا عاما ومجتمعيا بالمساواة والاحترام وتصريح الرئيس الذى يسبق الصفوة أن مصر مكان لكل البشر حتى الذين لا يمارسون الدين وبالتالى هذه العملية تقول إن مصر تتطور بطريقة غير مسبوقة.

- ملف حقوق الإنسان من الملفات المهمة التى توليها الدولة كل الاهتمام.. ومؤخرا أطلقت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان.. كيف ترى ذلك؟

تعتبر الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان نقلة نوعية كبيرة فى مجال حقوق الانسان لأن الغرب يتعامل مع هذا الملف من منطلق سياسى وليس حقوقيا ويتم استدعاؤه فى حالات معينة وتجاهله فى لحظات معينة فتعامل مصر بمهنية مع هذا الملف باحترافية وفى إطار شامل ومصر حريصة على أن قضايا حقوق الإنسان يتم التعامل معها فى إطار حقوقى وإنسانى مع أهمية أن أى دولة تكافح الإرهاب تحتاج الى حكمة وتوازن لإدارة تلك القضية وفكرة الانتقال الى الحقوق الشاملة هى خطوة مهمة.

- كيف يرى الغرب أحوال الأقباط داخل مصر.. وإذا كان لديهم فكرً مغلوط فما  دور الكنيسة لتوضيح الحقائق؟

بالتأكيد تغيرت تلك النظرة ولكن التعميم هنا خطأ لأن العلاقات الدولية تبنى على تفاعلات وديناميكات معينة ومتعددة وهناك تصور إيجابى لدى مصر لا يستطع أحد أن ينكر دور الرئيس وهذا يتم رصده من جانب الكونجرس وجمعيات متعددة ولكن السياسة بها تعقيدات كثيرة جدا ولدينا قوى إقليمية وجماعات أمريكية تقدم صورة سلبية وتحاول باستمرار أن تقدم صورة منافية .. فمثلا خلال لقائى مع عدد من أعضاء الكونجرس الامريكى ومع لجنة الحريات الدينية وأعضاء من الخارجية الأمريكية قلت ما قاله الرئيس السيسى إنه يوجد مكان فى مصر للمسلم والمسيحى والذى لا يمارس الدين كان بمثابة زلزال بالنسبة لهم.. وهذا معناه أن هناك حرية فى كافة الاتجاهات والإعلام الدولى يقوم بفلترة الأخبار ويأخذ ما يهدف أهدافه فقط دون النظر إلى أشياء أخرى مهمة لذلك يجب من القوى المتنوعة كمجتمع مدنى والقوى المختلفة- وليس الكنيسة فقط- داخل مصر أن تنقل حقيقة ما يحدث

- الرأى والرأى الآخر ..كيف ترى حرية التعبير والنقد فى مصر؟

بالتأكيد لدينا حرية رأى فما تتابعه على الفضائيات ووسائل الإعلام المختلفة تجد وجهات نظر مختلفة واعتقد أنه عندما تعرضت إحدى الصحف المصرية لما يحدث فى سيناء بطريقة مختلفة خرج الرئيس وشرح ما يحدث هناك وقال إن كل وجهات النظر تحترم ونحن نسمع وجهات نظر متنوعة وهناك مساحة من الحرية.

- لم تعد الكنيسة الإنجيلية منبرا دينيا للتعبير عن الطائفة المسيحية فحسب بل هى إحدى المؤسسات الاجتماعية المهمة التى تساعد فى تنمية وتعزيز لغة الحوار المجتمعى.. كيف ذلك؟

مؤتمرات الهيئة الإنجيلية تلعب دورا مهما لأن طبيعة النخبة التى تحضرها موثرة والهيئة منبر مجتمع مدنى ويجمع رجال الدين المسلمين والمسيحيين وتضم مفكرين وبرلمانيين وسياسيين وتعمل خلطة جديدة من نوعها تجعل الحوار لا يأخذ اتجاها ضيقا وعندما يجلس استاذ الجامعة مع رجل الدين والإعلامى مع البرلمانى هذه الخلطة تحدث نقلة مهمة جدا وبالتالى التوصيات التى تخرج عن هذه المؤتمرات نرسلها إلى جهات الاختصاص للاستفادة منها وهناك عدد كبير من الإعلاميين يقومون بنقل ما يحدث للرأى العام وهذا يسهم فى خلق وعى جديد يدعم المجتمع.

- ماذا عن قانون بناء الكنائس؟ وما هو حجم الطلبات التى تقدمتم بها إلى اللجنة المختصة لتقنين أوضاع كنائسكم؟

تم تقنين حتى الآن أوضاع ٣٥% من أوضاع الكنائس وخلال الثلاث سنوات القادمة سننتهى من تقنين باقى الكنائس.

- وماذا عن موقفكم من حالة الجدل بشأن قانون الأحوال الشخصية للأقباط؟

قانون الأحوال الشخصية تناقشنا حوله مع رؤساء الكنائس ومع وزارة العدل وتم التوقيع عليه والآن القانون فى يد الدولة لتقديمه للبرلمان وفى المرحلة الأخيرة وبعد أن يقره يصبح قانونا للأحوال الشخصية للأقباط بكل طوائفهم.

- كيف تقيم العلاقة بين الكنيسة والأزهر الشريف؟

العلاقة بين الكنيسة والأزهر هى علاقة ممتازة مع الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وهى علاقة محبة وصداقة وأيضا مع دار الإفتاء والأوقاف وعندما يأتى ضيوف أجانب لزيارة المؤسسات الإسلامية ينبهروا بطريقة الترحيب والعلاقة الحقيقية وليست البروتوكولية وهذا يلعب دورا فى دعم ثقافة الوسطية والاعتدال فى مصر.

- وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف والبابا فرنسيس بابا الفاتيكان تشكل الوثيقة الأهم فى تاريخ العلاقة بين الأزهر الشريف.. كيف ذلك؟

وثيقة الإخوة الإنسانية من الوثائق المهمة للغاية لأنها تتناول قيم العيش المشترك وتعطى دافعا لأفكار عملية على الأرض وأرى أنها مهمة ويجب الاستفادة من بنودها لعزيز العيش المشترك.

- بيت العائلة المصرية نشأ فى مرحلة دقيقة من عمر الوطن بهدف دعم السلام المجتمعي.. هل أسهمت تلك التجربة فى تعزيز أواصر الصلة بين نسيجى الأمة؟

هى فكرة الإمام الأكبر الدكتور الراحل سيد طنطاوى وعرضها على قداسة البابا شنودة الثالث ورحب بالفكرة واشتركت به الكنائس الكبرى ويلعب دورا فعالا بهدف التأكيد على القواسم العليا المشتركة بين الأديان ودعم السلام المجتمعى وإرساء أسس العيش المشترك بين مواطنى البلد الواحد وهو خطوة مهمة تبنى الجسور بين طوائف الشعب المصرى وتساعد على بناء اللحمة الوطنية وقام بأدوار مهمة خلال الـ ١٠ سنوات الماضية حيث لا يقتصر دور بيت العائلة على حال النزاعات الطائفية فقط بل يتبنى عددا من المبادرات المجتمعية ويهدف إلى العمل المشترك وإذابة كل الفوارق التى ظهرت فى السنوات الأخيرة وليس انتظار المشكلة حتى تحدث ونسعى لحلها وإن كان هذا يحدث ولكن الهدف الأول هو العمل المشترك على أرضية وطنية مشتركة بين جميع أبناء الوطن الواحد عن طريق تفعيل المخزون الحضارى والثقافى للشخصية المصرية بمكوناته التاريخية المتميزة والاستفادة بهذا السبق الحضارى فى بناء وترسيخ منظومة القيم الروحية والثقافية والحضارية اللازمة لنهضة الوطن بالإضافة إلى رصد ما يحدث على أرض الواقع من أحداث تمس السلام المجتمعى أو الوحدة الوطنية وإعداد تقارير مسبقة بما يستشعر منه حدوث أى احتقان طائفى واقتراح وسائل الوقاية اللازمة قبل حدوث أية مشكلة .

- اهتمام كبير حاليا بملف تجديد الخطاب الديني.. ما الشكل الأمثل الذى يكرس للتعايش والمحبة والسلام من وجهة نظركم؟

الخطاب الدينى من أصعب الخطابات لأنه يتعامل مع الثوابت والمتغيرات وهى قضية دقيقة للغاية ويتطلب التعامل معه فهمًا جديدًا لعملية التفسير للنصوص المقدسة لأن النصوص سمحة والمشكلة فى جمود التفسير ورحلة الذهاب للنص المقدس أن تفهم أسباب التنزيل وخلفيته ثم تعود بالنص للحظة الراهنة ليغير النص الواقع إلى واقع أفضل وهذه العملية عملية دقيقة وعندما يفشل المفسرون فى اتباعها تأتى تفسيرات ضيقة وجامدة وناقصة وتتطلب عملية التفسير الإدراك بالآخر كما يقدم نفسه وليس كما يتصوره أنا وتتطلب إدراك لمتغيرات اللحظة الراهنة فى المجتمع فيأتى الخطاب الدينى ليغيره.

- هل تغيرت نظرة الدولة للأقباط فيما يخص المشاركة السياسية فى المجالس النيابية والمناصب القيادية؟

لو رجعنا الى الانتخابات البرلمانية فى عام 1995 او 2000 لم يكن على قوائم الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت قبطى واحد وكان رئيس الجمهورية يعين اثنين أو ثلاثة أقباط فقط وفى هذه الانتخابات لم ينجح أحد من الأقباط .. أما خلال سنوات الرئيس السيسى ففى برلمان 2014 و2019 فيوجد 39 قبطيا فهناك نقلة نوعية كبيرة بالإضافة إلى وجود عدد ليس بالقليل فى مجلس الشيوخ فهناك نقلة نوعية كبيرة جدا.

- ما رأيك فى المشروعات القومية التى تتبناها الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة؟

مصر تتغير بشكل غير مسبوق فالمشروعات نظلمها إذا نظرنا إليها من جانب واحد لو قلنا بنية تحتية فقط أو زراعة فقط أو صناعة فقط .. المشروعات فى مصر تحفة جميلة وصورة للتكامل والاتزان وأرى أنه فى الوقت الذى تقوم فيه الدولة ببناء طرق ومصانع وكبارى فمصر تتغير للأفضل ونشارك كهيئة إنجيلية بالتوعية وشركاء فى المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبادرة «حياة كريمة» التى تعتبر أيقونة الخير التى ستغير مصر وهذا فى حد ذاته قيمة كبيرة وبهذه المناسبة أقدم الشكر للرئيس على النقلة الكبيرة التى تمر بها مصر .

- كيف سيكون احتفال الأقباط بعيد الميلاد هذا العام فى ظل وجود أزمة فيروس كورونا؟

احتفال عيد الميلاد سيكون يوم الخامس من يناير فى كنيسة قصر الدوبارة بالقاهرة مع تطبيق كافة الإجراءات الاحترازية الخاصة بفيروس كورونا وسنقدم رسالة الميلاد وسنستقبل المهنئين بالعيد فى الخامسة مساءً.