بسم الله

التأمين الصحي «3»

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

نحن فى حاجة شديدة لنظام التأمين الصحى الشامل . وقد بدأت الدولة تنفيذه ، لكنه يسير ببطء ،  بسبب الامكانات المالية . وللعجب ان الكثير من رجال الاعمال والأغنياء يعزفون عن دعم هذا المشروع ، وميزانية الدولة عاجزة . ورغم هذا تم إطلاق المنظومة بافتتاح المرحلة الأولي عام 2019  لتكون البداية من بورسعيد ، ثم 5 محافظات أخرى هي الأقصر والسويس والاسماعيلية وجنوب سيناء وأسوان بتكلفة تتجاوز الــ 51 مليار جنيه .جاء قانون التأمين الصحى الشامل عام 2018 بفضل اهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى ورغبته فى توفير الخدمات الطبية ذات الجودة العالية للمواطنين. واستهدف أيضا خلق نظام صحي شامل لا يميز بين غني أو فقير ،  مسئول أو مواطن.

من هنا أتمنى الاسراع فى تطبيق نظام التأمين الصحى الشامل ،  والذى يلبى طموحات المواطنين في تأمين رعاية صحية شاملة ومتكاملة ،  وفق أعلى معايير الجودة العالمية. وهو ما يحق أعلى مبادىء حقوق الانسان . ولا يكون ذلك الا بتكاتف جميع الجهات المسئولة للبحث والدراسة فى وضع نظام صحى يحقق العدالة والمساواة فى العلاج بين افراد المجتمع . ويكون بديلا عن المستشفيات الحكومية سيئة السمعة ،  والمستشفيات الخاصة والاستثمارية المستغلة لظروف المرض .

يجب ان يعلم المواطن أن التأمين الصحي الشامل حماية لصحته ، وركيزة أساسية في تحقيق أهداف ومبادئ خطة مصر للتنمية المستدامة 2030 بمحور الصحة . بما يشمله من النهوض بصحة المواطنين في إطار من العدالة والإنصاف . والاهتمام بكل ما يؤثر في صحة المصريين من محددات اجتماعية وبنية تحتية ووعي عام وتحفيز نمط الحياة الصحي السليم . وتحقيق التغطية الصحية الشاملة للمصريين في جميع مراحل حياتهم مع ضمان جودة الخدمات المقدمة . فضلًا عن تكفل الدولة بتوفير الحماية المالية لغير القادرين . وحماية الأسر والمواطنين من الأعباء المالية الناتجة عن المرض . لتأسيسه على مبدأ التضامن والتشاركية بين شرائح المجتمع المختلفة والدولة.

هذا النظام يدعونا لان نفكر فى مصير شركات التأمين الصحى التى تجذب الكثير من شرائح المجتمع ،  وايضا نظم العلاج التكافلية التى تطبقها النقابات المهنية والمؤسسات والهيئات المختلفة . لهذا طالبت بدراسة شاملة.

دعاء: ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون.