رغم أن اسمه الغول إلا أنه يحمل قلبا طيبا محبا للخير فارق دنيانا أقدم نائب برلماني وهو المرحوم عبدالرحيم الغول.. ورغم ان اسمه يحمل لقب »الغول»‬ الا انه كان يحمل بين طياته قلبا طيبا محبا للخير. دخل الغول البرلمان عام 1971 نائبا عن قنا دائرة نجع حمادي وظل نائباً في مجالس 76/79/84/87/95/2005 -7 مجالس متتتالية وانتخب رئيسا لجمعية منتجي القصب منذ اكثر من 35 عاما وظل رئيسها حتي توفي. ولهذا حمل علي عاتقه الدفاع عن زراع القصب الذين لم يحصلوا علي عائد مجز لمحصولهم وظل علي هذا المنوال حتي لقب بنائب القصب وكان سعر طن القصب 257 قرشا حتي أوصله الي اكثر من 180 جنيها. ورغم انه حاصل علي دبلوم التجارة الثانوية الا انه علم نفسه بنفسه وكانت لديه ملكه النيابة فكان إذا تحدث تحت القبة وجد آذانا صاغية له لما كان يتمتع  به من صوت جهوري وعبارات ناريه. رأس عبدالرحيم الغول لجنة الشباب والرياضة بمجلس الشعب لمدة 16 سنة متتالية وأثار فيها العديد من القضايا الشبابية وكان أول رئيس لجنة من الحزب الوطني يرفض الموازنة العامة لمدة ثلاث سنوات متتالية ونجح في زيادة ميزانية المجلس الاعلي للشباب والرياضة 60 مليون جنيه. ولنجاحه في الحوار البرلماني واجتماع حب النواب له لقب بلقب زعيم الاغلبية لدفاعه المستميت عن الحزب الوطني. وعن قضايا الشباب وعدالة توزيع الاستثمارات وكان ايضا منحازا لقضايا الجماهير. وكما قلت استطاع الغول ان يطور من نفسه برلمانيا حتي اصبح من ابرز نواب المجلس بل ومن ابرز المتحدثين تحت القبة. وقد غاب الغول عن مجلس الشعب خمس سنوات من 2000 الي 2005 ومنذ اللحظة الأولي التي عاد فيها الي مقعده المحبب تحت القبة حتي انتخب رئيسا للجنة الزراعية والري وهي أكبر وأهم لجان المجلس واستطاع ان يحول لجنته الي خلية نحل لإنجاز الكثير مما كان يحتاجه الفلاح المصري.. وتبني الغول مشكلة البطالة وضرورة توفير فرص عمل وخاصة اذا خلقت مشروعات زراعية وصناعية صغيرة وتشجيع المستثمرين في هذا المجال.. كما كان يطالب بإقامة العديد من الصناعات علي الموارد المحلية المتاحة مثل استغلال  مصاصة القصب في تصنيع الورق والخشب الحبيبي وتصنيع الالومنيوم الخام. ومن المواقف السياسية التي سطرها الغول في تاريخه موقفه من مجمع الألومنيوم وأسهم بكل جهده  في إنشائه  مما كان له الاثر الطيب في التغيرات الاجتماعية والنقله الحضارية التي تحققت لابناء مركز نجع حمادي ودشنا وأبوتشت بقنا وساهم الغول بجولاته وصولاته تحت القبه في انشاء جامعة جنوب الوادي لتخدم ابناء وبنات محافظات قنا وسوهاج وأسوان والبحر الاحمر وكان له السبق في المطالبة بأن يكون مقر هذه الجامعة قنا. واهتم الغول بأبناء دائرته فقام بإنشاء العديد من المدارس الابتدائية والاعدادية والثانوية ومراكز الشباب وحصل علي مبالغ طائلة من الحكومة لبناء هذه المدارس في مركـزي نجع حمادي وفرشوط لتصل هذه المبالغ الي ٢٠٠ مليون جنيه.  ولم ينس الغول خلال وجوده في مجلس الشعب انشاء المساجد بجميع قري دائرته. ويعتبر الغول اسطورة برلمانية يمكن كتابة كفاحه مجلدات وقد اختلفت اراء المعارضة ضده فقد كان نائبا شرسا مدافعا عن الحزب الوطني ولا يستطيع احد ان يختلف عليه في انه كان نائبا مخلصا لحزبه لم يتلون او يغير من مواقفه للدفاع عن الفقراء حتي في مواجهة وزراء الحكومة ووزراء الحزب الوطني نفسه. وهكذا هي الحياة يوم نملأ الدنيا صراخا ومشادات واختلافات ويوم تنطفيء الحياة وينتقل الي ربه ليحكم عليه بالحق.. وتبقي السيره الطيبة والأعمال والإنجازات قائمة تشهد علي اعمال كل منا.