إخطار .. سريع

وائل المنجي يكتب: الغزو الثقافي .. والهوية المصرية السيف البتار

وائل المنجي
وائل المنجي


يعتبر الموروث الحضاري والشعبي ركيزة أساسية في تاريخ ثقافة الشعوب ، ويمثل الوعاء الذي نستمد منه عقيدتنا وتقاليدنا ، والقيم  الأصيلة وأفكارنا ، بل ولغتنا العربية الشرقية ، ويرسخ أسلوب حياتنا ،  وأيضا يُعَبر عن ثقافتنا وهويتها المصرية الوطنية الأصيلة ، ويرمز الموروث الثقافي والشعبي جسر التواصل عَبر  الأجيال ، وإحدى الركائز الأساسية في عملية التنمية والتطوير والبناء ، وهو أيضا المكوّن الأساسي في صياغة الشخصية وبلورة الهوية الوطنية .

لذلك فإن الحفاظ على التراث القومي ، بمختلف صُوره سواء تاريخي ، أو ثقافي ، وحمايته من أجل نقل مكوناته المادية من مباني تاريخية ، ومواقع آثارية ، إلي صور تجسد وتُبَلور بمظاهر شخصياتنا ، ويحمل ثقافات عبق السنين ، لنسج خيوط الفكر ، كي نتمسك بِمَوروثَنا الثقافي .. نعم كل هذا يسمي بالهوية المصرية التي يجب أن نتمسك بها ، وتكون بمثابة السيف البتار ، لمواجهة الغزو الفكري .. ويقع علي عاتق وزارتي الآثار والثقافة .. ففي محافظة الدقهلية أغفلت حق الهوية المصرية من إعادة إحياء عدد من الأماكن الأثرية منها ( قصر الشناوي ) والذي يقص ويحكي كونه شاهد عيان علي احداث تاريخية ، و ١٧ عام بعد شراء القصر ، لحاله التجمد هي الصفة السائدة ، بل تردي وضع القصر ، حتي حديقته ، ويأتي مسجد المحمودية ، والمعروف بإسم مسجد الملك الصالح ، والمهمل من قبل الأوقاف والآثار ، رغم كونه الأثر الوحيد الموجود بعصر الدولة الأيوبية بالدقهلية ، والقصر الأحمر ، هو قصر "إسكندر باشا" والذى يقع في منطقة المختلط بالمنصورة وبناه الخواجة ألفريد ديبور عام 1920 م . وغيرها من الأماكن التراثية التي تحكي عن موروث ثقافي .. ويأتي دور وزارة الثقافة بمحافظة الدقهلية ، والخطوة الإيجابية التي انطلقت بإفتتاح قصر ثقافة تمي الأمديد ، والذي يَعُد نواه حقيقة للحفاظ علي الهوية المصرية ، ولكن مكتبات الثقافة التي تنتشر في الكثير من القري والمدن والمراكز ، مخالفة شروط وإمكانيات إقامة أي مكتبة في مساحة لا تقل عن ٣٠٠ متر ، فمنها مكتبات في غرف ، وغرفتين ، وشقق تم استأجرها من أهالي ، دون فائدة.

وهذا ما نصبوا إليه وهو إعادة الهوية المصرية من خلال إحياء الموروث الثقافي والشعبي ، كي يتعلق بالأذهان ، وكي يتسنًي لنا محاربه ما يسمي بالتقليد الأعمي ، الذي يغزوا به الغرب فكر شبابنا ، وظهر هذا في الكثير من المحافظات ومنها محافظة الدقهلية ، وشباب خطي خطوات دون فكر ، عزف بعبدا عن تقاليدنا وعاداتنا ،  استخدم رموز ورسومات ، ورقصات لم نعتاد عليها ، لا يعرف هوايتها  ، أفرز من خلالها ،  إرتكاب جرائم ، منها علي سبيل المثال ما يسمي إعلاميا قضية ( استعراض عبدة الشيطان ) بقرية اتميدة مركز ميت غمر ونتج عنه وفاه طالبة وإصابة آخري ، وأيضا بمحافظة الغربية ، شباب يرقص عاريا علي الزجاج. 

وما تقوم به مؤسسة تطوير الدقهلية بقيادتها لمبادرات الحفاظ علي مَوروثنا الحضاري ، لإعادة الأمور في نصابها الحقيقي ..وإعادة إحياء التراث أمر لا غنى عنه لتحديد الهوية ، والحماية من تلك المهاترات الواهية .. ونأمل جميعاً بالعام الجديد ، عاما حافلا بالحفاظ علي الهوية الوطنية المصرية الأصيلة .