الأزهر يحتفي بمصطفى الرافعي.. إمام كتاب عصره وحجة العرب 

الازهر يحتفى بمصطفى الرافعى
الازهر يحتفى بمصطفى الرافعى

يحتفي الأزهر  مصطفى صادق الرافعي أديبٌ فذٌّ من ذوي الهمم والقُدرات الفائقة الخاصَّة، في إطار المشروع التثقيفي «#قُدوة» وبعد إصداره 27 عددًا منه .. مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية يعيد نشر تعريفه بالقدوة الأولى في ذكرى مولده.

ولد مصطفى صادق الرافعي في 1 يناير عام 1880م، لأبٍ قاضٍ شرعي، وأمٍّ من أصل سُوري كأبيه، في «بهتيم»، إحدى مدن محافظة القليوبية.

ويعود نسبه إلى الخليفة العادل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

التحق الرافعي بالمدرسة الابتدائية بدمنهور، وحصل منها على الشَّهادة الابتدائية، ثمَّ لم يحصل على شهادة علمية غيرها؛ ولكنَّه تلقَّى كثيرًا من العلوم على يد والده.

وبعد حصوله على شهادة الابتدائية لازم سريره عدة شهور مصابًا بمرض التيفود الذي تسبب في إصابته بمرض مزمن في الأذن أفقده السَّمع تمامًا في سِنِّ الثَّلاثين؛ ولكنّ هذا الأمر لم يمنعه من أن يكون أحد أهم أدباء العالم العربي في العصر الحديث؛ وواحدًا من أصحاب الهمم والقدرات الخاصَّة؛ متجاوزًا بعزيمته وإرادته جميع التَّحديات والعقبات.

كانت بداية الرافعي الأديب مع الكتابات الشِّعرية، ثم النَّثرية، ثم كانت المحطة الثالثة مع ميدان النَّثر الشّعري الحُر، ثم ميدان الدِّراسات الأدبية الذي ألَّف فيه كتابًا من أهم ما كُتِب في هذا المجال في العصر الحديث وهو: «تاريخ آداب العرب».

كما ألَّف فيه أيضًا كتابه الشَّهير: «تحت راية القرآن» الذي تحدث فيه عن إعجاز القرآن، وردَّ على كثير من آراء الدكتور طه حسين في كتابه المعروف باسم: «في الشعر الجاهلي».

ثم كانت آخر محطَّاته مع المقالة الأدبية، هذه المحطة التي أبرزت إمكاناته اللغوية والبلاغية، وسلَّطت الضوء على رشاقة قلمه الفريد، وحكمة كلماته الرائقة، وقد جمع الأديب الرافعي جُلَّ مقالاته في كتابه البديع: «وحي القلم».

وللرافعي مؤلفات متعددة في المجالات المذكورة؛ إضافة لما كتبه من مسرحيات وأناشيد وطنية رسمية لمصر وتونس كقصيدتيه الشهيرتين: (إلى العُلا)، و(حُماة الحمى يا حُماة الحمى).

وقد شَهِد للرافعي بالبراعة الأدبية، والقيمة الثقافية والفكرية علماء وأساتذة كبار، أمثال الإمام محمد عبده رحمه الله الذي كتب إليه قائلًا: «ولدنا الأديب الفاضل مصطفى أفندي صادق الرافعي، زاده الله أدبًا.. لله ما أثمر أدبك، ولله ما ضَمِن لي قلبُكَ، لا أقارضك ثناء بثناء؛ فليس ذلك شأن الآباء مع الأبناء، ولكني أَعُدّك من خُلَّص الأولياء، وأُقدم صفك على صف الأقرباء.. وأسأل اللهَ أن يجعل للحق من لسانك سيفًا يمحق الباطل، وأن يُقيمَك في الأواخر مقامَ حَسَّانٍ في الأوائل، والسَّلام».

وقال عنه العلَّامة المُحَدِّث أحمد محمد شاكر رحمه الله إنه: «إمام الكُتَّاب في هذا العصرِ، وحُجة العربِ».

وقال عنه الزعيم مصطفى كامل رحمه الله: «سيأتي يوم إذا ذُكر فيه الرافعيُّ قال الناس: هو الحكمة العالية مصوغة في أجمل قالب من البيان».

وقال الأدبُ عباس محمود العقاد رحمه الله بعد وفاة الرافعي بثلاث سنين: «إن للرافعي أسلوبًا جزلًا، وإن له من بلاغة الإنشاء ما يسلكه في الطبقة الأولى من كُتَّاب العربية المنشئين».

وبعد حياة حافلة بترسيخ الوعي الديني والدنيوي المُستنير، والفكر الوطني الأصيل أسلم الرافعي روحه إلى بارئها في صبيحة يوم الاثنين العاشر من مايو لعام 1937م وهو يتلو القرآن بعد أن أدى صلاة الفجر، رحمه الله تعالى رحمة واسعة، ورفع درجته في عليين.

اقرأ أيضا: في مثل هذا اليوم .. وفاة معجزة الأدب مصطفى صادق الرافعي