السياسة الخارجية | دبلوماسية السلام والحوار والعلاقات الناجحة

الرئيس السيسى أثناء مشاركته فى مؤتمر باريس حول حل الأزمة في ليبيا
الرئيس السيسى أثناء مشاركته فى مؤتمر باريس حول حل الأزمة في ليبيا

كتب: محمود بسيوني

تحركت السياسة الخارجية المصرية، خلال سنوات الإنجاز السبع، وفق محددات وثوابت، تنطلق من رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لشكل علاقات مصر الخارجية فى عالم متغير، وقد حددها الرئيس بأن «مصر تدير علاقاتها الخارجية إقليمياً ودولياً بثوابت راسخة ومستقرة، قائمة على الاحترام المتبادل والجنوح للسلام وإعلاء قواعد القانون الدولى.

وارتكزت السياسة الخارجية المصرية على الحفاظ على المصالح الوطنية وتحقيق التوازن والتنوع فى علاقتها مع مختلف دول العالم شرقاً وغرباً وفتح آفاق جديدة للتعاون من مبادئ السياسة المصرية القائمة على تعزيز السلام والاستقرار فى المحيط العربى والإقليمى والدولى، وعدم التدخل فى الشئون الداخلية للدول، ودعم مبدأ الاحترام المتبادل وتعزيز التضامن، والتمسك بمبادئ القانون الدولى.

وحرصت السياسة الخارجية المصرية على دعم دور الأمم المتحدة وأدوار المنظمات الدولية، إلى جانب الاهتمام بالبعد الاقتصادى للعلاقات الدولية، فضلا عن توحيد القوى العالمية بشأن العديد من القضايا التى تبنتها وعلى رأسها قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين ومواجهة التغيرات المناخية، وهو ما عزز من قوة مصر ودورها إقليمياً ودولياً.

وحققت مصر نجاحات عديدة لاسيما على صعيد تعزيز المشاركات الدولية وتحقيق الريادة الدبلوماسية المصرية، ففازت مصر بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن لعامى 2016-2017، كما انضمت مصر لعضوية مجلس حقوق الإنسان فى يناير 2017 وتم انتخابها نائباً لرئيس المجلس فى العام ذاته.

وترأست مصر مجموعة الـ77 والصين لعام 2018، كما ترأست الاتحاد الأفريقى فى عام 2019، وأعيد انتخاب مصر كعضو فى لجنة السلام بالأمم المتحدة 2021 / 2022، بخلاف كون مصر سابع أكبر مساهم بعمليات حفظ السلام التابع للأمم المتحدة.. وقدمت مصر نموذجاً دولياً ناجحاً فى محاربة الهجرة غير الشرعية ودعم اللاجئين فلم يخرج من سواحلها مركب واحد محملة بالمهاجرين غير الشرعيين منذ 2016،، كما يوجد على أرض مصر أربعة ملايين مهاجر ولاجئ يتمتعون بجميع الخدمات الأساسية.

راعى السلام

واستعادت مصر بفضل اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى علاقاتها العربية والأفريقية المؤثرة لتعميقها على جميع المستويات، فعلى مستوى العالم العربى، لم تأل القاهرة جهداً لوضع نهاية للأزمة الليبية حيث تؤكد مصر على ضرورة التوصل إلى تسوية شاملة ومستدامة للأزمة الليبية تحافظ على وحدة وسلامة الأراضى الليبية، واستعادة دور مؤسسات الدولة الوطنية ومحاربة الإرهاب وذلك من خلال استضافة مدينة الغردقة اجتماع الأطراف الليبية فى إطار اللجنة الدستورية، فضلاً عن استضافة لجنة 5+5.

كما استضافت مصر ملتقى القبائل الليبية عام 2015، واستضاف السيد رئيس الجمهورية أعيان القبائل الليبية فى عام 2020.. فضلاً عن مشاركة مصر فى مؤتمرى برلين 1 و2 لحل الأزمة الليبية.

إعمار غزة

وفيما يخص القضية الفلسطينية.. تؤكد مصر على موقفها الثابت من القضية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى، حيث استضافت مؤتمر إعادة إعمار غزة فى عام 2014 بالقاهرة، وأطلقت المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة وتقديم مساعدات قيمتها 500 مليون دولار للقطاع.

دعم السودان
وقدمت مصر كل أوجه الدعم للشعب السودانى الشقيق وتنسيق المواقف المختلفة فى ظل الروابط العميقة التى تربط بين البلدين وتوحيد الرؤى خاصة فيما يتعلق بأزمة سد النهضة.. وشاركت مصر فى المبادرة الدولية لتسوية ديون السودان، كما شارك رئيس الوزراء فى حفل التوقيع على اتفاق السلام التاريخى بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة بالجبهة الثورية والذى عقد فى جوبا فى شهر أكتوبر 2020، فضلاً عن تقديم مصر لخدمات طبية لأكثر من 16000 حالة متضرر من السيول فى سبتمبر 2020.

العلاقات مع الخليج
وفيما يتعلق بدول الخليج العربى، كررت مصر دعمها لدول الخليج على ارتباط أمن الخليج بأمن مصر القومى، وذلك من خلال تعزيز الزيارات الرسمية المتبادلة مع مختلف الدول الخليجية على مستوى القمة والمستويات الوزارية والفنية، كما شارك الرئيس السيسى فى القمة العربية الإسلامية الأمريكية فى عام 2017 فى بالرياض بالمملكة العربية السعودية، وشارك وزير الخارجية سامح شكرى فى قمة مجلس التعاون الخليجى الـ41، ولم تدخر القاهرة جهداً - على مدى السنوات السبع الماضية - لدعم الدول الشقيقة فى وقت الأزمات ومن بينها لبنان، حيث شاركت بفعالية فى مؤتمر دعم لبنان الذى نظمته الأمم المتحدة، كما تساند باستمرار الشعب اللبنانى لتجاوز أزمته الراهنة ووضعت طريقاً لنقل الغاز المصرى إلى لبنان عبر الأردن وسوريا.

ومنذ عام 2014 تعمل مصر على توثيق علاقاتها مع الدول العربية الشقيقة، حيث تم تدشين آلية التعاون الثلاثى بين مصر والأردن والعراق واستضافت مصر أول اجتماع فى عام 2019.. وفى الوقت نفسه تواصل مصر جهودها باستضافة الأشقاء السوريين وتقديم جميع أوجه الدعم اللازمة لهم، كما قامت مصر وفى إطار مساعيها لمساعدة الأشقاء فى وقت الأزمات بإرسال مساعدات طبية للحكومة اليمنية فى يوليو 2020.

الدفاع عن أفريقيا
واستعادت مصر مكانتها الأفريقية، وحرصت منذ عام 2014 على تعزيز علاقاتها مع الأشقاء الأفارقة والدفاع عن مصالح القارة وبلدانها فى جميع المحافل الدولية.

وحرص الرئيس السيسى على المشاركة فى جميع القمم والاجتماعات الأفريقية كما ترأس لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية حول تغير المناخ لمدة عامين، وشارك الرئيس فى عام 2019 فى القمة الألمانية الأفريقية ببرلين والتى تهدف إلى تعزيز التعاون الاقتصادى بين أفريقيا ودول مجموعة العشرين من خلال مشروعات مشتركة تسهم فى الإسراع بوتيرة النمو فى القارة السمراء.. واستضافت مصر القمة التنسيقية الأولى بين الاتحاد الأفريقى والتجمعات الاقتصادية الإقليمية، وفعاليات منتدى أفريقيا 2019 بالعاصمة الإدارية الجديدة، فضلاً عن تنظيم ملتقى الشباب الأفريقى فى عام 2019.

وقام الرئيس السيسى بزيارة عدد من الدول الأفريقية ومن بينها الزيارة التاريخية إلى غينيا فى عام 2019 كأول زيارة لرئيس مصرى منذ 1965، وكذلك زيارة الرئيس إلى كل من السنغال وكوت ديفوار فى 2019 وعقد عدد من الاتفاقيات وبحث الرؤية المصرية بشان منظومة عمل الاتحاد الأفريقى.. كما قام الرئيس بزيارة النيجر لحضور القمة الاستثنائية للاتحاد الأفريقى فى 2019 والتى تم خلالها إطلاق المرحلة التشغيلية لاتفاقية منطقة التجارة الحرة الأفريقية القارية.

اقرأ أيضاًَ | مع فجر الجمهورية الجديدة.. «سبع سنين» سِمَان من السياسة الخارجية

حوار استراتيجى

جهود مصر لتطوير علاقاتها الخارجية اتجهت لتعزيز العلاقات على مستوى دول الأمريكتين، فبالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية تم استئناف الحوار والتعاون الاستراتيجى فى عام 2015، وتصدرت مصر قائمة الدول الأفريقية المستقبلة للاستثمارات الأمريكية المباشرة.. وشهدت السنوات السبع الماضية تكثيفاً للزيارات التبادلية مع كندا والدول اللاتينية لتكوين العلاقات الثنائية بمختلف المجالات، بالإضافة إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة الموقعة بين مصر وتجمع دول الميركسور حيز التنفيذ منذ سبتمبر 2017.

علاقات صداقة

وعلى المستوى الأوروبى، شهدت العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى طفرة كبيرة على مدار السنوات السبع وهو ما عكسته استضافة مدينة شرم الشيخ أول قمة عربية أوروبية فى فبراير 2019، واستضافة القاهرة للقمة الأولى من فعاليات آلية التعاون مع اليونان وقبرص فى عام 2014، اختيار القاهرة مقراً لمنظمة منتدى غاز شرق المتوسط بعد توقيع مصر على اتفاقية تأسيس المنتدى فى عام 2019.

وفى الإطار نفسه، جاءت زيارة الرئيس إلى فرنسا للمشاركة فى قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى فى عام 2019 لعرض الرؤية الأفريقية إزاء سبل تحقيق السلام والتنمية المستدامة وترسيخ أسس الشراكة بين أفريقيا ودول المجموعة، وزيارة الرئيس الأولى إلى ألمانيا تلبية لدعوة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى يونيو 2015، ومشاركته عام 2019 فى أعمال مؤتمر ميونخ للأمن فى ألمانيا لطرح الرؤية المصرية للتوصل لحلول سياسية لأزمات الشرق الأوسط، وكذلك جهودها فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتوقيع اتفاقية شراكة بين مصر وبريطانيا عقب خروجها من الاتحاد الأوروبى لتعزيز التعاون التجارى وضمان استمرار المصالح الاقتصادية المشتركة بالإضافة إلى الزيارة التاريخية للرئيس إلى بيلاروسيا فى عام 2019 كأول رئيس مصرى منذ إقامة العلاقات الرسمية بين البلدين فى عام 1992.

عودة الطيران الروسى

ونجح الحوار المتواصل بين القاهرة وموسكو، وجهود مصر فى تطوير عمل المطارات فى عودة الطيران الروسى إلى شرم الشيخ والغردقة فى أغسطس 2021 بعد توقف دام ست سنوات، وكذا تدشين آلية الحوار الاستراتيجى (٢+٢) والتوقيع على اتفاق الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجى بين مصر وروسيا.

وتطورت علاقات الصداقة التعاون بين مصر وفرنسا بشكل كبير خلال السنوات السبع الماضية حيث تبادل رئيسا الدولتين تسع زيارات، وتم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بقيمة إجمالية 400 مليون يورو فى عام 2017، واتفاقيات ومذكرات تفاهم وقعت فى 2019 فى مختلف المجالات.

الحزام والطريق

وعلى المستوى الآسيوى، حققت العلاقات بين مصر والدول الآسيوية تقدماً ملحوظاً منذ عام 2014 وهو ما عكسه إدراج المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بقائمة مشاريع الممر البحرى لمبادرة الحزام والطريق الصينية، واتفاق مصر والصين على شراكة استراتيجية متكاملة عام 2014، حيث تعد مصر أكبر شريك للصين فى القارة الأفريقية كما تأتى الصين كشريك تجارى اول لمصر.

وقام الرئيس بإلقاء خطاب أمام البرلمان اليابانى كأول رئيس عربى وثانى رئيس أفريقى فى أول زيارة مصرية منذ أكثر من 15 عاماً، كما شاركت مصر فى قمة منتدى الهند أفريقيا 2015، وفتحت مصر آفاقا جديدة للتعاون مع عدد من الدول الآسيوية والتى جسدتها زيارة الرئيس لدول إندونيسيا وسنغافورة وكازاخستان بالإضافة إلى زيارة الرئيس إلى فيتنام فى 2017 كأول رئيس مصرى منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين فى عام 1983.

الوكالة المصرية للشراكة والتنمية

وانطلقت أعمال الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية عام 2014 فى إطار تعزيز جهود مصر بمجال التعاون الدولى خاصة بين دول الجنوب، حيث تم تنظيم 416 دورة تدريبية للكوادر من الدول الأفريقية ودول الكومنولث بمشاركة أكثر من 13 ألف متدرب.

وأوفدت الوكالة كذلك على مدار السبع سنوات 14 قافلة طبية للدول الصديقة، وتم تقديم 180 معونة متنوعة من خلال أعمال الوكالة.

وشهدت السبع سنوات الماضية طفرة كبيرة على المستوى القنصلى، حيث تمت أكثر من ١٫٧ مليون معاملة قنصلية سنوياً تقدمها السفارات المصرية بالخارج بخلاف التعامل بشكل ناجح مع أزمة المصريين العالقين بالخارج وتسهيل استيراد المشتريات الأساسية من الأسواق العالمية خلال أزمة كورونا.