«البحوث الزراعية» يوضح سبب اصفرار أوراق محصول القمح.. وطرق العلاج

صوره أرشيفية
صوره أرشيفية

قال الدكتور عبدالسلام المنشاوى رئيس بحوث القمح "متفرغ"، بمركز البحوث الزراعية أن عملية تسميد محصول القمح من أهم العمليات الزراعية إلا أن هناك بعض الممارسات الخاطئة في تسميد المحصول تؤثر تأثيرا مباشرا على نمو المحصول وإنتاجيته لافتاً إلى أن هناك مشكلة خطيرة تظهر على محصول القمح في هذه الفترة خلال موسم النمو بشكل كبير جدا في كثير من حقول القمح.

وأضاف رئيس بحوث القمح متفرغ بمركز البحوث الزراعية أن الاهتمام بالعمليات الزراعية وتنفيذها على الوجه الصحيح، في الوقت المناسب وبالكمية المناسبة وبالكيفية المناسبة يجنب المزارعين العديد من المشاكل الناتجة عن الأخطاء التي يصعب علاجها فيما بعد بالرغم من صرف مبالغ طائلة من المال دون جدوى.

وأوضح الدكتور عبد السلام المنشاوى أن الممارسات الخاطئة ناتجه عن مشاكل التغريق بالدرجة الأولى ونقص السماد والمقصود بالتغريق هو زيادة كمية مياه الري أو الأمطار مع عدم صرف الماء الزائد والتخلص منه في أسرع وقت لسوء أو انعدام شبكة الصرف أو تكاسل المزارع لعدم الدراية بمدى خطورة الأمر ثم تتحول التربة إلى أرض غدقة تعد أهم الأسباب الأساسية لاصفرار الأوراق فى محصول القمح.

اقرأ أيضا| برلماني: مشروع توشكى يحقق التنمية المستدامة في الزراعة

وتابع، يتمثل الضرر الناتج عن التغريق للنبات في أنه إذا ظلت الأرض مشبعة بالمياه لفترة طويلة عن اللازم ينتج عنه استنفاذ الأكسجين الموجود بالتربة وبالتالي يتوقف الجذر عن النمو وامتصاص العناصر الغذائية وتنغلق الثغور مما يؤدى إلى عدم حدوث التمثيل الضوئي.

وأشار إلى أنه يتم تحويل الآزوت من الصورة الميسرة إلى الصورة غير الميسرة ولا يستفيد منه النبات وهنا مكمن الخطر الحقيقي لأنه في هذه الحالة يصبح النبات غير قادر على امتصاص النيتروجين اللازم من التربة فتقوم النباتات باستخلاص النيتروجين من الأوراق القديمة نتيجة لنقصه وتصفر الأوراق ولا يقوم النبات بالتفريع والتخليف.

كما يؤدى التغريق في الري إلى تحول لون الأوراق السفلى إلى الأصفر اللامع ثم موتها ولون الأوراق العليا إلى الأصفر الشاحب نتيجة نقص النتروجين وهذا العرض نلاحظه كثيراً في نهاية شهر ديسمبر وخلال شهر يناير خصوصاً في المناطق سيئة الصرف بسبب زيادة مياه الري.

وتابع حيث يلاحظ أن التربة تظل فترات طويلة رطبة ومغطاة ببقع خضراء من الفطريات أو الطحالب وبالتالي يؤثر ذلك على عملية الأكسدة والاختزال وفى حالة أخذ مليء اليد من التربة وشمها نجد أن رائحتها كريهة كأن بها أشياء ميتة ولكن الحقيقة هي كبرتيد الهيدروجين نتيجة لعملية الاختزال.

قال الدكتور المنشاوى أن الضرر الناتج من التغريق يزيد إذا حدث في مرحلة الإعداد وبناء السعة التخزينية للنبات وهي حتى نهاية مرحلة التفريع وتكون في حدود 60-50 يوم تقريبا من الزراعة (قد تزيد أو تقل قليلا عن ذلك حسب الصنف المنزرع أو ميعاد الزراعة والظروف الجوية).

وأوضح أنه لعلاج هذه المشكلة لابد من الحفاظ على جفاف الأرض وخفض نسبة الرطوبة وبالتالي يتعافى النبات ويتحسن حتى مع عدم رش أي مواد لافتاً إلى أنه من الممكن أعطاء بعض السماد الآزوتى قبل المطر مما يساعد على سرعة التعافي والتقليل نسبيا من الضرر ولكن علينا أن نعلم أن هذه ليست الطريقة الصحيحة لإضافة السماد ولكننا نعالج مشكلة ونختار أخف الضررين لذا فمن الضروري جداً تنفيذ العمليات الزراعية بشكل صحيح لكي نتجنب مثل هذه المشاكل وغيرها والتي يصعب علاجها .