عندما سمع على باشا مبارك ناظر وزير المعارف عن وطنية الطالب الصغير مصطفى كامل وفصاحته استدعاه إلى مكتبه وتحدث معه ثم قال له : "إنك امرؤ القيس وستصبح عظيما وكافأه بعد ذلك على مبارك بأن احتضنه بجنيه يتقاضاه في كل شهر طوال مدة دراسته".
كما أمر بإدراج اسمه وهو تلميذ صغير في كشف مرتبات المعلمين وعندما أتم مصطفى كامل دروسه في المدرسة الثانوية دخل مدرسة الحقوق الخديوية في عام 1889.
ورأى في وقته متسعا فالتحق بمدرسة الحقوق الفرنسية وراح يتلقى علومه في المدرستين في وقت واحد ثم سافر إلى تولوز بفرنسا وحصل على شهادة الحقوق من جامعتها وكان لا يزال في التاسعة عشرة من عمره.
ومصطفى كامل أول مصري فكر في الاحتفال بعيد جلوس الخديوي فدعا زملاءه إلى الاحتفاء بهذا اليوم القومي في حديقة الأزبكية في يناير 1893، بحسب ما نشرته جريدة «أخبار اليوم» 1950.
وفي هذا الاحتفال انتقد مصطفى كامل لأول مرة الحكومة القائمة وطالب الإنجليز بالجلاء وكان ناظر مدرسة الحقوق من بين المدعوين فاستدعاه إلى مكتبه في اليوم التالي وعاتبه على تصريحاته وتدخله في السياسة.
لكن مصطفى كامل أجاب: "أنني مصري ولي الحق في أن أبحث شئون مصر وسافر مصطفى كامل إلى باريس وراح يخطب لمصر ويهاجم انجلترا ويطالب الإنجليز بالجلاء".
وأخذت الصحف الفرنسية تنشر خطاباته في صفحاتها الأولى وتنوه بوطنية الزعيم الشاب ثم ما لبث أن أرسل كتابا إلى جلادستون من باريس يسأله رأيه في مشكلة مصر والاحتلال الانجليزي فأرسل اليه جلادستون يقول : "أننا يجب أن نترك مصر بعد أن نتم فيها بكل شرف ولمصلحة المصريين أنفسهم العمل الذي من أجله دخلناها وأن زمن الجلاء على ما أعلم قد وافى منذ سنين".
وعاد الزعيم الشاب إلى مصر حاصلا على هذا التصريح الخطير وهو أشد ساعدا وأقوى عزيمة مما كان فأنشأ جريدة اللواء اليومية في عام 1900 كما أسس جريدتين إحداهما باللغة الإنجليزية والأخرى بالفرنسية.
وكانت أشهر حملاته على الإنجليز هي مذبحة دنشواي فهز العالم بصرخاته واضطر جورج برناردشو الكاتب الإنجليزي إلى أن ينضم إليه في كفاحه وتقهقرت انجلترا.
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
اقرأ أيضا | طبيب نفسي ينصح الفنانة هيدي لامار بالزواج لتستطيع النوم
