نوبة صحيان

الصعيد مُهمشا وسيناء منعزلة!

أحمد السرساوي
أحمد السرساوي

بقلم/ أحمد السرساوي

لسنوات بعيدة ولأسباب عديدة .. ظلت٤آلاف و٧٤٥ قرية مصرية أغلبها بالصعيد، بما فيها من مواطنين يشكلون نحو ٦٠٪  من تعداد شعبنا..  رقما على هامش الاهتمام!!

وهو نفس ما طال محافظاتنا الحدودية الست، وفي صدارتها سيناء، من تهميش وعزلة فرضتهما الظروف والمتغيرات التي شهدتها بلادنا منذ قرنين من الزمان.

حدث ذلك.. بفعل المسافات التي تفصلها عن العاصمة مرة،  ولندرة الموارد وارتفاع حجم الأعباء على كاهل الحكومة مرة ثانية..  ولغياب الإرادة السياسية مرة ثالثة.. وظل الأمر كذلك لعقود من السنوات.. عقد يسلم عقدا حتى أضحت مؤشرات التنمية في الصعيد هي الأدنى في عموم البلاد حتى عام ٢٠١٣.!!
ولكن مع ميلاد «الجمهورية الجديدة» تغير كل شيء.. بداية من الصعيد وصولا لمحافظاتنا الحدودية وفي صدارتها سيناء.. فقد أعادت «جمهورية ٣٠ يونية»  ترتيب البيت المصري داخليا وخارجيا بقوة دفع  نابعة من إرادة سياسية لا تلين ولا تعرف الانتظار كنتاج لمشروع ضخم وحلم كبير  لاستعادة مصر الوطن والهوية.

وسريعا دارت التروس،  وزمجرت يدفعها وقود من استجابة الشعب للإنجاز، وبفعل مايراه الناس على أرض الواقع كل طلعة شمس!!
وبالتوازي تغيرت بوصلة اهتمام الدولة، وأصبحت ترى في أكثر من اتجاه.. قالت لا للعمل على طريقة منطقة بعد منطقة، ومشروع بعد مشروع!!
فرضت جمهوريتنا الجديدة إيقاعا جديدا من العمل يقول.. التنمية للجميع.. فأس في كل شبر من الأرض الزراعية ولودر بكل متر من البلد.. وخلية نحل في كل موقع.

رأينا الصعيد يتطور ويسابق المحافظات الحضرية.. وسيناء تقترب أكثر من الوادي.. لا عزلة ولا تهميش.. أصبحنا نراقب القرى وهي تزدهر بمشروع غير مسبوق اسمه «حياة كريمة».

وخلال السنوات السبع الماضية استقبلت محافظات الصعيد مليارات الاستثمارات لمشروعات بكل أوجه الحياة، وجار  انشاء المزيد.. والمهم هنا أن الصعيد لم يعد مهمشا.. بل في بؤرة اهتمام الدولة.. وسيناء لم تُعد بعيدة.. بل قريبة كحبل الوريد.