يحدث فى مصر الآن

وداعا ماجدة الجندى

يوسف القعيد
يوسف القعيد

عائد من عزاء المرحومة ماجدة الجندى. حيث قلنا لها مع السلامة، أتصور أنها مع رفيق العمر وشريك الدرب وتوأم الروح جمال الغيطانى الذى سبقها فى الرحيل. وغادرنا وما زالت قلوبنا تنزف عليه فى 18 أكتوبر 2015. والنزيف أصبح نزيفين عليهما.


فى عزاء المرحومة ماجدة، أكتب كلمة المرحومة رغم أنفى. رأيت المعزيات والمعزين ممن جمعتهم بها رحلة الطريق. كانت إنسانة من نوع خاص، وصحفية من طراز نادر، وكاتبة صاحبة قلم رشيق.

وقد رحلت عن دنيانا بسبب المرض، وسبقها فى الرحيل جمال الغيطانى أيضاً بالمرض. قضاء الله سبق الاعتبارات المرضية. وقبل 11 عامًا عاد جمال الغيطانى من رحلة علاج بأمريكا، وترك ماجدة هناك تُعالج أيضاً.

رجع لأحضان الوطن بمفرده. لأنه ترك رفيقة دربه وشريكة عمره ونصفه الجوهرى ماجدة الجندى تواصل رحلة علاجها التى بدأته قبله بفترة طويلة.

وماجدة -لمن لا يعرفها- إنسانة صريحة. مصرية صميمة حتى النخاع. عرفتها منذ سنوات بعيدة.

وقرأت فيها تجليات شخصية المرأة المصرية حيث كانت تقدم فى سلوكها اليومى ومواقفها العامة. بل وحتى مفردات كلامها وكتابتها المتوسط الحسابى لشخصية مصر والمصريين. وليس للمرأة المصرية وحدها..

بدأت ماجدة الجندى مشوارها الصحفى فى مجلة صباح الخير مع لويس جريس، ثم استكملته مع مفيد فوزى وزاملت فى هذه المرحلة نجلاء بدير التى واصلت رحلة عطاء مهمة ونادرة فى خدمة فقراء المصريين، ومحاولة إنقاذهم من محنة المرض. انتقلت ماجدة لمجلة الأهرام العربى.

كانت من مؤسسيها مع رئيس تحريرها الأول أسامة سرايا. ثم استكملت عملها بمهمتين أخريين بالأهرام. أصبحت مسئولة عن صفحة الكتب بالأهرام اليومى. وتولت رئاسة تحرير مجلة الأطفال المصريين والعرب: علاء الدين. بعد رئيس تحريرها الأول: عزت السعدنى.


لماجدة جانب لم تهتم به فى رحلتها الصحفية. لأنها منحت وقتها لأهداف ثلاثة: رعاية ابنها محمد الدبلوماسى الكبير بالخارجية المصرية. وابنتها ماجدة الصحفية السابقة التى رافقت زوجها فى رحلته بدلاً من أن تكمل مشوارها الصحفى.

ويجب ألا ننسى تحية جمال الغيطانى الذى كانت عنده شجاعة إطلاق اسم زوجته على ابنته.

وهذا درس من دروس الحب والاحترام لشريكة عمره. درس عملى وليس دوراً بالكلام فقط. وهكذا كان فى بيت جمال الغيطانى ماجدة الكبيرة وماجدة الصغيرة..

ثم كان وراء ماجدة الكبيرة عملها الصحفى الذى أدته بتجرد وإخلاص ونزاهة وموضوعية. من عملوا معها رأوا ثقافة الصحفية وجهدها ودأبها. كل هذا تقدمه بقدر كبير من الهدوء والبساطة. العمل الصحفى شغلها عن الترجمة. ماجدة تجيد الفرنسية قراءة وكتابة وحديثاً. وكان يمكنها أن تقدم تراثاً من الأعمال المترجمة من الفرنسية إلى العربية ومن العربية إلى الفرنسية.


لها كتاب وحيد جمعه إبراهيم فرغلى، عنوانه: كما تدور عجلة الفخار.


ليرحمها الله.