3 أوراق بحثية في الجلسة الثالثة بمؤتمر «إقليم القاهرة الثقافي»

الجلسة البحثية الثالثة بمؤتمر إقليم القاهرة الثقافي 
الجلسة البحثية الثالثة بمؤتمر إقليم القاهرة الثقافي 

شاركت 3 أوراق بحثية تقدم بها أيمن علي تحمل عنوان "الأبعاد الاجتماعية لنهر النيل"، ود. أحمد الشيمي بعنوان "النيل في الأدب العالمي"، والبحث الثالث أحمد تمام بعنوان "النيل أحد التجليات الأدبية للهوية المصرية"، في ثالث جلسات مؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة الفنان جلال عثمان والتي حملت عنوان النيل والدراسات الاجتماعية.

أدار الجلسة د. محمد علي سلامة، أستاذ النقد الأدبي بجامعة حلوان.

بدأت الجلسة بحديث د.أيمن علي طه والذي أشار إلى أن نهر النيل ساهم في نشأة العمران، والإنسان المصري فطن في استخداماته لنهر النيل، فالطمي استخدمه في بناء منزله، واشتغل بمياهه في الزراعة التي تعد بنية الاستقرار الأولى للإنسان.

وتابع حديثه: "نهر النيل علمنا أمورًا علمية منها: علم الفلك تعرف على السنة النيلية، ووقت الفيضان، وبحث عن مقاييس لمعرفة نسبة ارتفاع أو انخفاض الفيضان ومواعيده"، وأكد أن نهر النيل جعل الإنسان المصري يتجه لدراسة علم الفلك والهندسة وتوليد الكهرباء، وحديثا أنشأت مدارس تدعى "مدارس المياه".

وأضاف أن النيل ساعد في تعدد المهن، فله دور عظيم في استقرار المصري القديم على ضفافه وعمله بالزراعة، مما جعله قادرًا على إنتاج قوت يومه، فطرح النيل تربة خصبة جيدة للزراعة، وسبب رئيسي لعيش الكثير من المصريين بالقرب منه، وتحتاج الزراعة إلى عدد كبير من العمالة مما شجع أرباب الأسر على إنجاب كثيرٍ من الأبناء لمساعدتهم على الزراعة وتربية الحيوانات والرعى، ونمت مهن أخرى كالصيد وقنص الطيور التي تحلق بالقرب منه، وأغلبها مهن تحتاج إلى التكاتف والترابط السكاني.

أما أحمد الشيمي أستاذ الأدب الإنجليزي بجامعة بني سويف، بدأ حديثه بالشكر الجزيل للقائمين على المؤتمر، ومن ثم أشار إلى أن النيل لم يقتصر على الأدب العربي فقط، بل يمتد للأدب العالمي كالإنجليزي والفرنسي والألماني متطرقا للرواية والشعر والقصة.

ثم استعرض الشيمي فذكرعددًا من الكُتاب والأدباء والشعراء العالميين الذين تأثروا بنهر النيل في إبداعاتهم، منهم المؤرخ هيرودوت الذي تناول في كتاباته النيل ومنابعه وفيضانه، والاسكتلندي جيمس بروس، والكاتب إيميل لودفيك الذي ألف كتاب "النيل حياة النهر".. فهو عاشق للنيل.

واستطرد قائلا: النيل الوحيد الذي يحظى باهتمام العالم في جميع الكتابات الأدبية والإبداعية، على الرغم من وجود أنهار طويلة كما في الصين.. فهناك الكثير من الأبحاث العالمية التي كتبت عن نهر النيل بلغات عديدة منها الإيطالية والألمانية.

وأكد أن الحديث عن النيل في الثقافة العالمية حديث ثري جدًا، فالكتب والدراسات التي أُنجزت عن النيل، والحضارة التي نشأت حوله، والصراعات التي دارت بسببه مباشرة أو بشكل غير مباشر متعددة جدا، كما تم تدوينها في كتب ومقالات ودراسات، فالباحث عليه أن يجد لنفسه موضعًا أو زقاقًا أو طريقا خاليًا يسير فيه لما يجده من منطقة مزدحمة.

من جانبه قال د.أحمد تمام نحتاج في بعض أبحاثنا للتأكيد على هويتنا.. فالقرآن الكريم تحدث عن النيل وفي العصر الحديث وأكد أن النيل  في العصر الحديث رافد مهم من روافد الهوية ووجدنا الألقاب مثل شاعر النيل. 

وأشار إلى أن بعض الشعراء استلهموا النيل في أعمالهم الإبداعية كوسيط بين المسلمين والمسيحين في التماسك والوحدة.
وأشار تمام إلى أنه من إعجاز الله في خلقه أن جعل التقاء مياه النهر العذبة بمياه البحر المالحة، في خلال منطقة تسمى في القرآن الكريم بالبرزخ وتعني الحاجز، دون امتزاجٍ بينهما أو طغيان أحدهما على الآخر، على الرغم من اختلاف مستوى كل منهما.

وأكد أن القرآن الكريم أطلق اسم البحر على النهر من قبيل التغليب، بدلا من أن يقول: (مرج البحر والنهر)، قال: (مرج البحرين).

وتابع حديثه: النيل له عمق في النصوص الدينية والشعرية، كما أنه أحد سمات العظمة في مصر، واختتم حديثه قائلا: عجائب النيل رافد مهم من روافد القصة العربية.

اقرأ أيضا| إنجازات حياة كريمة أبرز فعاليات اليوم الثاني من المسرح المتنقل بساقلته