أسرار من أصحاب العيون الزرقاء.. لونها في الأصل «بني»!

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تكشف تقارير طبية أن حوالي نصف عدد الأمريكيين لديهم عيون زرقاء، بينما في جميع أنحاء العالم فإن أقل من 9٪ من الناس لديهم هذا اللون لأعينهم.

 

ومنذ ما بين 6 آلاف و10 آلاف سنة، ولد طفل في أوروبا ذو عينين ذرقاوين بطفرة جينية غير ضارة؛ حيث أكد ذلك الصورة الضوئية الصغيرة للحمض النووي، وفقًا لباحثين في جامعة كوبنهاجن بالدنمارك.

 

أما المفاجأة التي يتحدث عنها هانز إيبرغ، الأستاذ المساعد في قسم الطب الخلوي والجزيئي بالجامعة فهي أنه: «في الأصل كانت عيون جميع البشر بنية لكن طفرة جينية أثرت على جين OCA2 في كروموسوماتنا أدت إلى إنشاء مفتاح، أدى حرفيًا إلى إيقاف القدرة على إنتاج عيون بنية».

ويعتمد لون العين على كمية صبغة الميلانين التي تعيش في قزحية العين، والميلانين مسؤول أيضًا عن لون البشرة والعينين والشعر، بحسب ما ذكره موقع allaboutvision.

 

ولعل هذا التبديل الجيني الخاص بكمية الميلانين التي يتم إنتاجها في قزحية العين أثر على تخفيف اللون البني في العيون بشكل فعال حتى يتحول إلى ظل أزرق.

 

اقرأ أيضًا| مفاجآت حول «الأسنان».. ليست عظاما وأقوى عضو بالجسد 

 

ويعني ذلك أن أصحاب العيون الزرقاء لديهم كمية أقل بكثير من الميلانين في قزحية العين مقارنة بالأشخاص ذوي العيون البنية أو العيون الخضراء فالأفراد ذوي العيون الزرقاء ليس لديهم اختلاف كبير في جزء الحمض النووي المسؤول عن إنتاج الميلانين.

بينما الأفراد ذوو العيون البنية لديهم الكثير من الاختلاف في إنتاج الميلانين، وهنا يقول إيبرغ: «من هذا يمكننا أن نستنتج أن جميع الأفراد ذوي العيون الزرقاء مرتبطون بأجدادهم.. لقد ورثوا جميعًا نفس المفتاح في نفس المكان بالضبط في حمضهم النووي».

 

يعتمد لون أعيننا على كمية الميلانين الموجودة في القزحية. تحتوي العيون البنية على أكبر كمية من الميلانين في القزحية ، أما العيون الزرقاء فتحتوي على أقل نسبة.


في وقت من الأوقات، كان يُعتقد أن لون العين بما في ذلك العيون الزرقاء، هو سمة وراثية بسيطة؛ حيث يعتقد الكثيرون أنه يمكن التنبؤ بلون عين الطفل إذا كنت تعرف لون عيون والديه وربما أجدادهم وهذا غير حقيقي.

 

حاليًا يؤكد علماء الوراثة أن 16 جينًا مختلفًا تؤثر على لون العين إلى حد ما، بعيدًا عن الجين أو الجينين اللذين كان يعتقد أنهما يحددان لون قزحية العين.

 

 

بمعنى آخر، من المستحيل معرفة ما إذا كانت عيون أطفالك زرقاء أو أي لون آخر على وجه اليقين، وقد يكون لدى كلا الوالدين عيون زرقاء جليدية، لكن هذا لا يضمن أن عيون أطفالهم ستكون زرقاء على الإطلاق.

 

أما الأمر الأكثر صدمة أن العيون الزرقاء عند الولادة لا تعني العيون الزرقاء مدى الحياة؛ حيث لا تحتوي عيون الإنسان على الكمية الكاملة من صبغة الميلانين عند الولادة، وهذا هو السبب في أن العديد من الأطفال يولدون بعيون زرقاء ثم يتغير لون عيونهم حيث يطور قزحية العين المزيد من الميلانين خلال مرحلة الطفولة المبكرة.

 

لذلك لا تقلق إذا بدأ طفلك يفقد لون عينه الزرقاء، فمن الطبيعي تمامًا رؤية اللون الأزرق يصبح بنيًا أو عسليًا أو حتى أخضر مع تقدمهم في السن، ويمكن أن يستغرق هذا الانتقال اللوني في أي مكان من بضعة أشهر إلى ثلاث سنوات ليأخذ مجراه.