محمية فيرونجا.. أول حديقة في أفريقيا تصبح مستنقعًا للصراع والمتمردين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

قبل ما يقرب من قرنٍ من الزمن، كانت حديقة "فيرونجا" تُفتتح في الكونغو الديمقراطية، المستعمرة البلجيكية آنذاك، في عام 1925، لتصبح أول حديقة وطنية في تاريخ قارة أفريقيا.  

لم تكن وقتها تتخذ من "فيرونجا" اسمًا لها، فكانت تُسمى حديقة "ألبرت الوطنية"، نسبةً إلى الملك ألبرت الأول، ثالث ملوك بلجيكا، والذي كان يتولى الحكم وقت إنشاء الحديقة.

ومع زوال الاستعمار البلجيكي للكونغو الديمقراطية عام 1960، واستقلال الكونغو الديمقراطية تحت مسمى "جمهورية الكونغو"، تغير اسم الحديقة لتحمل اسم "فيرونجا"، نسبةً إلى جبال فيرونجا، التي تمتد منها الحديقة، بدلًا من اسم الملك البلجيكي، الذي تأسست في حقبته.

حديقة فيرونجا

وحديقة فيرونجا الوطنية هي محمية طبيعية تبلغ مساحتها 7800 كيلومتر مربع تقع في شرق أفريقيا وتمتدُّ من جبال فيرونجا جنوبًا إلى جبال رونزوري شمالًا، حيث تحدُّ حديقة البراكين الوطنية في راوندا وحديقة جبال رونزوري الوطنية وحديقة الملك إلزابيث الوطنية في أوغندا.

وحازت الحديقة كذلك على لقب موقع تراثٍ عالمي من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" في عام 1979، وهي تقع حاليًا تحت إدارة سلطات الحدائق الوطنية الكونغوية.

ومحمية فيرونجا تشتهر بالغوريلا الجبلية، التي تعيش في الجزء الجنوبي من الحديقة.

لا أمان

ورغم كل هذا، لم تعد الحياة البرية في المحمية آمنة، بل العكس باتت معرَّضة مؤخرًا لأخطار وتهديداتٍ بالغة نتيجة الحرب الأهلية، التي وقعت في المنطقة والصيد غير القانوني المكثَّف الذي يجري في أعقابها.

وفي الوقت الراهن، تشن قوات الجيشين الكونغولي والأوغندي حملات عسكرية داخل المحمية، وذلك لاستهداف متمردين يتخذون من محمية فيرونجا ملاذًا لهم.

ويستخدم المتمردون المحمية كقاعدة خلفية لإيواء مجموعات مسلحة عدة بينها "القوات الديمقراطية المتحالفة" في شمالها، وذلك منذ ربع قرن في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية.

وأصبح تدخل القوات الجوية والمدفعية الأوغندية واقعًا منذ 30 نوفمبر المنصرم، وذلك ضد قواعد متمردي "القوات الديمقراطية المتحالفة" في شرق الكونغو الديمقراطية.

ومع استمرار المواجهات والقتال الدائر هناك، لم تعد المحمية الطبيعية مكانًا آمنًا لمرتاديه، فصوت طلقات الرصاص في بعض الأحيان تكون أقوى من أصوات الحيوانات النادرة هناك.