الصيام لا يرتبط فقط بالإنسان، ولكن توجد كائنات عديدة تصوم وربما لفترات طويلة يعجزعنها الإنسان، وتدخل فيما يسمى بـ "البيات الشتوي" الذي تصوم فيه ليس فقط عن الطعام والشراب ولكن عن الحركة أيضًا، وقد يتخذ الصيام أشكالاً أخرى بعضها يتصف بالغرابة.
الأسد، ملك الغابة، من الكائنات التي تواظب على الصيام أسبوعيًا، فهناك فصيل يصوم يوم الجمعة عن جميع الأطعمة والمشروبات، وآخر يوم الاثنين من كل أسبوع، حيث يهدف ذلك الصيام إلى الحصول على سلامة صحية لأنه يضمن طرد سريع لحمض اليوريك السام الذي يعد أكثر ما يهدد ملك الغابة، خاصة أن طعامه عبارة عن لحوم فقط، مما يعني أن جسده أكثر عرضة للنقرس ومشاكل المفاصل والكلى.
والمواظبة على الطعام تؤدي إلى تدهور حركة الأسد لاعتماده على بروتينات بشكل مكثف ما يجعله أقل قدرة على مطاردة فرائسه بسبب السمنة، ويعتبر الصيام فائدة كبيرة للأسد لأن طبيعة الطعام الذي يأكله من لحوم فقط تجعل من المعدة أكثر اضطرابًا واستنزافًا للطاقة والقدرة على استكمال العمل، بالتالي يجد الأسد في صيامه ملاذًا صحيًا من كافة تلك المشاكل.
ويصل عدد أيام صيام الأسد خلال عام واحد حوالي 52 يومًا، باعتبار أن العام 52 أسبوعًا، يضاف إلى تلك الأيام، الأيام التي تعقب تناول فريسة كبيرة، إذ أن المعروف عن الأسد أنه يتناول نحو 40 كيلوجرامًا من اللحوم يوميًا، ومع تناوله تلك الكمية نتيجة إجهازه على فريسة يظل نائمًا لوقت قد يصل إلى 24 ساعة أخرى في حالة ثبات وعدم حركة حتى وإن مرت أمامه الفرائس والحيوانات فلا يتحرك من مكانه ويظل في صوم حتى تفرغ معدته.
وأكدت الدراسات أن للأسود ثباتًا وسكونًا، لكنه ثبات غير مستقر إذ إنها لا تنشط طوال اليوم، حيث يصل معدل ذلك الثبات إلى ما يصل 20 ساعة يوميًا، يكون فيها الأسد ساكنًا بينما الـ4 ساعات الأخرى يتنقل ويفترس فيها ويشبع كافة ملذاته، بشكل مشابه للإنسان الصائم في بلدان مثل أوسلو بالنرويج أو آيسلندا إذ يتخطى ساعات الصيام اليومية، في تلك البلدان 20 ساعة.
اقرأ أيضا |حيل فعالة لزيادة مستويات الأكسجين في الجسم
