أحمد سلامة : أسرتى تحمل «جينات فنية» !

الفنان أحمد سلامة
الفنان أحمد سلامة

ندى الحسينى 

يبقى المسرح هو المدرسة الأولى لأي فنان في مصر، لكن غالبا يصبح الهروب منه أمر تقليدي بمجرد إحترافه في عالم السينما والتليفزيون، وذلك بسبب حاجة المسرح لتفرغ كامل، وقلة العائد المادي الذي يحصل عليه الفنان في العمل به، لكن يستثنى من ذلك عدد من عشاق المسرح، منهم الفنان أحمد سلامة الذي رغم إنشغاله بعدد من الأعمال التليفزيونية إلا إنه لا يتخلى عن عشقه للمسرح.. في السطور التالية يتحدث سلامة عن تجربته الجديدة في المسرح من خلال عرض في انتظار بابا.. 

 فى البداية.. تعود للمسرح كل فترة بعمل جديد.. ما تفاصيل عرضك الجديد «في انتظار بابا»؟ 

 المسرحية إخراج سمير العصفوري، وهو نجم العرض الحقيقي، والعرض فنانون يملكون رصيد كبير من الحب لدى الجمهور، على رأسهم سماح أنور، التي تعود بعد غياب طويل عن المسرح، وأيضا تشاركنا البطولة انتصار بـ»خفة دمها» المعتادة، ومفيد عاشور بخبرته المسرحية الطويلة، وأيضا سميحة عبد الهادي،  وهو رهان لدى الفنان إيهاب فهمي الذى يرأس «المسرح القومي» في تحدي منه لإعادة العروض ذات القيمة لـ»القومي»، ويبقى شرف لأي فنان أن يقف على خشبة «القومي»، والعرض ينقاش «عقدة إلكترا» الشهيرة، وأنا أجسد دور «شريف» وهو محامي نصاب يريد الإستحواذ على ميراث «عزيزة» التي أختفى والدها، بينما تنتظر «عزيزة - سماح أنور» عودة والدها الغائب لينقذ عائلته المفككة، والمسرحية هي إعادة تقديم للمسرحية العالمية «في انتظار جودو الغائب».

 هل يمكن أن تحقق المسرحية نجاحا في ظل تراجع إهتمام الجمهور بالمسرحيات الكلاسيكية؟

 لو كنا في الظروف العادية بعيدا عن «كورونا» أعتقد أن هذا العرض كان سيبقى لفترة طويلة، مثل «الملك لير» التي قدمها القدير الدكتور يحيى الفخراني، لكن في ظل «كورونا» أتمنى أن يحصل العرض على الفرصة كاملة لتحقيق النجاح، خاصة أن أعمال العبقري سمير العصفوري تعيش طويلا.

  لماذا تعود للمسرح حتى في ظل إنشغالك بأعمال تليفزيونية وسينمائية؟ 

 حياتي كلها في المسرح، بدأت بمسرحية «الإسكافية العجيبة»، للشاعر الإسباني فيديريكو جارثيا لوركا، وإخراج نبيل الألفي، وبعدها توالت أعمالي على خشبة «الطليعة» و»القومي»، حيث قدمت أعمال لكتاب بقيمة عبد الرحيم الزرقاني وصلاح عبد الصبور، لكن النجاح الأكبر كان بمشاركتي في مسرحية «الملك لير» مع يحيى الفخراني، لأن هذا العرض حقق نجاح لم يسبقه له عرض آخر، هناك نقلة أخرى في حياتي المسرحية حينما حصلت على جائزة أفضل ممثل مسرحي فى مصر باستفتاء الجمهور والنقاد عام 2007، وأعتقد أن «في انتظار بابا» سيتوج مسيرتي المسرحية.

 ماذا عن أعمالك التليفزيونية بعد غيابك عن موسم رمضان الماضي؟ 

 أحضر الآن لـ3 أعمال جديدة، لكنها لازالت في نطاق الكتابة والتحضير لباقي فريق العمل، كما أصور حاليا مسلسل بعنوان «شارع 9» إخراج محمد عبد الخالق، وبمشاركة عدد من النجوم المتميزين على رأسهم محمود عبد المغني ورانيا يوسف ونرمين الفقي ونضال الشافعي، والمسلسل يعرض في 45 حلقة خارج الموسم الرمضاني.

  قدمت العديد من الأدوار بين الشر والخير.. أيهما الأقرب لك؟

 الأمر لا ينقسم لدي بين الخير والشر، بل هي وجوه مختلفة أقدمها، مثلا قدمت دور الخير بشكل متميز في مسلسل «للعدالة وجوه كثيرة» عام 2001 إخراج محمد فاضل وبطولة يحيى الفخراني، كما قدمت دور شر متميز في مسرحية «الملك لير» مع الفخراني أيضا، وأنا أكره تنميط الفنانين، أي أن الفنان حين يتميز في دور «طبيب» يستمر المخرجين في تقديمه بنفس الدور، لكنني أكتشفت أن أدوار الشر تجذب الجمهور أكثر.

 تتذكر كثيرا دورك في مسرحية «الملك لير».. لماذا هذا العمل بالتحديد؟ 

 حينما طلبني المخرج أحمد عبد الحليم للمشاركة في مسرحية «الملك لير»، طلبت أن أقدم دور «إدغار»، لكنهم قدموا لي شخصية «إدموند»، وهو شخص قد يبدو شرير، لكنه في الواقع يبحث عن حقه بعد أن عانى من والده الذي يفرق بينه وبين أخيه الأبن الشرعي له، والجمهور فوجئ بأدائي للشخصية، كما كانت فرصة لي أن أخرج من شخصية الطيب، وبعد تقديمي «إدموند» أصبح الجميع يختاروني في أدوار الشر، حتى أن دوري الذي أقوم بتصويره حاليا في مسلسل «شارع 9» شر أيضا، لكنه «شرير ناعم».

 ما تعليقك على غياب سارة سلامة فنيا؟ وهل يمكن أن نراها في عمل فني قريبا؟ 

 عملت مع سارة في مسلسل «حواري بوخارست»، ولا أعلم أن كان سيجمعنا آخر قريبا أم لا، وبالنسبة لسارة فهي تريد العودة بعمل قوي، وهي لا تتسرع النجاح، لكن خطواتها محسوبة بدقة.

  أيضا ابنتك زينب هل يمكن أن نراها في عمل قريب بعد مشكلتها الأخيرة في مسلسل «أبو العروسة»؟ 

 زينب تقدم جزء ثالث من «أبو العروسة»، وهي ممثلة موهوبة، وأنا لم أتخيل أنها تملك هذه الموهبة، وسارة من قبلها فاجأتني بموهبتها، لكن المثل يقول «ابن الوز عوام»، لأن زينب وسارة تم تربيتهما في «البلاتوهات» والمسارح، والوسط الفني ليس غريب عنهما، أيضا أبنتي منار تخرجت من قسم إخراج بالمعهد العالي للسينما، وهي الأولى على دفعتها، والمخرج الكبير علي بدرخان فخور بها، لذلك فأسرتي كلها بها «جينات فنية».