عندما نظرت إلي ملامح وجه زوجي أثناء تصفح الجرائد علي الإفطار أدركت علي الفور أننا استيقظنا علي كارثة جديدة، تساءلت بصوت مرتعش: عملية إرهابية أم حادثة قطار أم انهيار مبني أم.. أم..؟ كان الرد فاجعة مؤلمة حلت بفلذات أكبادنا علي طريق البحيرة، تصادم مروع لأتوبيس مدرسة بسيارة لنقل المواد البترولية راح ضحيتها حوالي 40 شخصاً أغلبهم من الطلبة ما بين محترق ومتوف ومصاب، خسارة فادحة وآلام ومعاناة لآلاف من البشر من أهل وجيران وزملاء هؤلاء الضحايا. يد الإهمال واللامبالاة اغتالت هؤلاء الأبرياء، إنهم ضحايا فوضي الشارع المصري والإهمال أصبح كلمة السر في كل كارثة.. وعندما نحاول الكشف عن المتسبب أو الجاني تشير أصابع الاتهام إلي رعونة السائقين وتعاطيهم للمخدرات ومخالفة قواعد المرور و.. و.. ثم تهالك الطرق وعدم صيانتها مع سوء حالة الأتوبيسات وسيارات النقل العام والخاص، تدهور الإنارة، كثرة الحفر والمطبات ووسط كل هذا وخلافه تضيع الحقيقة ويستمر نزيف الأسفلت. أنا لا أنكر أنه في أعقاب حادثة البحيرة حدثت تحركات سريعة، أحال النائب العام المتسببين بالحادثة للمحاكمة الجنائية العاجلة وأمر بمثول قائد السيارة النقل إلي محكمة الجنايات بالاسكندرية لاتهامه بتعاطي المواد المخدرة أثناء القيادة مما أودي بحياة 18 شخصاً كما قام البوليس بحملات مشددة للكشف عن السائقين المتعاطين للمنشطات والمهدئات والمخدرات، نعم حدث نوع من الضبط والربط علي الطريق الزراعي والعديد من الطرق المهمة. وأتمني أن تستمر الجهود الرامية للحد من حوادث الطرق وألا تكون وقتية كرد فعل للحادث المروع وأن تكون هناك خطة واستراتيجية قومية لضبط النظام علي الشارع المصري، وفي محاولة دولية للفت النظر للارتفاع المطرد في حوادث المرور في العالم، تحتفل العديد من الدول باليوم العالمي لإحياء ذكري ضحايا حوادث المرور علي الطرق، وحددته الأمم المتحدة بالأحد الثالث من شهر نوفمبر من كل عام، وحملت احتفالية العام الماضي شعار »حان الوقت لاستخلاص العبر من الماضي»‬، ويقدر عدد من يفقدون حياتهم علي الطريق حوالي مليون و300 ألف شخص سنويا هذا إلي جانب أكثر من 20 مليونا من الجرحي والضحايا الذين تعرضوا لإصابات أحدثت إعاقات وعاهات ستستمر معهم طوال العمر.