فكرتى

افتح قلبك للناس!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

بقلم: صفية مصطفى أمين

منذ أكثر من ثلاثين عاما، وقف أستاذ الجامعى يلقى محاضرته، ولاحظ طالبة مكتئبة صامتة تجلس دائما فى الصف الأخير من المدرج. بعد انتهاء المحاضرة استدعاها إلى مكتبه، وسألها عن أحوالها، لكنها أصرت على الصمت. استمر يتحدث إليها حتى اطمأنت له، وشكت له أنها وحيدة، تشعر أن لا أحد يحبها، فأصبحت هى بدورها تكره كل الناس!

أحس الأستاذ بالعطف على الصغيرة وأعطاها رقم تليفون بيته وطلب منها إذا شعرت بتعاسة أن تتحدث إليه وإذا لم تجده تتحدث مع زوجته. ترددت فى البداية، ولكنها تشجعت وبدأت تتحدث مع أستاذ الجامعة وزوجته. بالتدريج، خرجت من عزلتها. بدأت تبتسم ثم تضحك. كانت تهمس ثم ارتفع صوتها. تعلمت أنها يجب أن تبدأ هى بحب الناس لكى يحبها الناس.

ويجب أن تعطى لتأخذ. فالقلوب المغلقة لا ترى إلا الكراهية والشك، لأنها ترى الأوهام حقائق!

بدأت الطالبة تحب من حولها، وترى فى كل واحد منهم زاوية مضيئة. خلال أقل من عامين، تحول الشياطين ( فى نظرها ) إلى ملائكة، وأصبحت تحب الحياة. تحولت من إنسانة عابسة بكماء منطوية إلى شخصية اجتماعية بشوشة رغاية، ثم أصبحت من المتفوقات!

قالت الطالبة لأستاذها أنها تدين لهما بالفضل، لان كل مشاكلها انتهت. فاحاديثهما معها واهتمامهما بشؤونها، دفعها لأن تثق بالناس . ففتحت قلبها للناس، ليدخل منه الأمان والحب وراحة البال!