هذا الاقتراح يحتاج إلي حكومة قوية.. وليس حكومة مصابة بالشلل الرعاش.. نريد صاحب قرار مثل السيسي.. ليس معقولا أو مقبولا أن نرمي علي الرئيس افكارنا بل نستعين برؤيته قبل اتخاذ القرار مادامت الفكرة المطلوب تنفيذها ترتبط باسم مصر..
- والفكرة هنا هي تحويل أرض مبني الحزب الوطني علي كورنيش النيل إلي اكبر وأطول ناطحة سحاب في العالم.. فمصر لا تقل عن جيرانها سواء كانت السعودية او الامارات.. فما الذي يضيرنا أن نبني برجا مثل « برج الخليفة» في دبي الذي نقل دبي إلي العالمية باحتضانها أطول ناطحة سحاب في العالم.. وبرج المملكة وبرج الفيصلية في الرياض وقد تصدرت الابراج الثلاثة موسوعة « جينيس»..
- إن برج القاهرة الذي نتباهي به في مصر لا يكفينا في انتقالنا إلي العالمية بعد أن ظهرت له ابراج منافسة في المنطقة العربية في أشكال معمارية تتفوق علي تاريخنا في العمارة كمصريين.. ومن لم يسمع عن برج الخليفة فإليه هذه المعلومة.. إن هذا البرج يعتبر أطول برج في العالم في الارتفاع والاستخدام السياحي، إذ يبلغ 828 مترا.. وبرج القاهرة ١٨٧ مترا وقد دخلت السعودية في المنافسة فأقامت برج المملكة ثم برج الفيصلية في الرياض بارتفاع 267 مترا وقد تم بناؤهما بتمويلات حرة لا دخل لميزانية الدولة في تكاليف البناء.. ويجري الان دراسة إقامة برج في جدة بارتفاع 1000 متر ليكون اشهر برج في العالم.
- آقول هذا لأننا لسنا أقل من جيراننا تاريخيا بل نحن أصحاب التاريخ ونتباهي ببرج القاهرة اليتيم وفي مقدورنا أن نقيم أطول ناطحة سحاب في العالم تكون علما وعنوانا لمصر.. في استطاعتنا أن نطرح أرض الحزب الوطني أمام الاستثمار العالمي ولموقعنا الجغرافي ستنهال علينا العروض من الغرب والشرق تحمل أرقاما خيالية.. مصر في حاجة إلي مخلصين يدرسون هذا المقترح بشرط أن يكون في داخلهم الحس الوطني ويعرفوا ما معني أن تكون لدينا ناطحة سحاب..
- صدقوني أن الاستثمار في برج عالمي هو ينبوع الخير للسياحة العالمية.. وقيمته لن تقل عن قيمة قناة السويس.. وخاصة يوم أن نقيم فيه سلسلة من الفنادق والمطاعم والمعارض الدولية ونستخدم بعض طوابقه في الإسكان الاداري.. إن بناء برج الخليفة في دبي لم تدخل فيه أية استثمارات حكومية لأن الشركة المالكة هي شركة وطنية ارادت أن تتوج اسمها بهذا العمل العملاق فأنفقت مليارا ونصف المليار دولار أمريكي.. وبهذا العمل اصبحت شركة إعمار العقارية واجهة إمارة دبي.. والبرج يضم ٤٩ طابقا للإسكان الاداري و١٠٤٤ شقة سكنية وفي باطنه مجموعة من الجراجات تتسع لثلاثة آلاف سيارة ويحتضن ٥٧ مصعداً.. مدينة داخل مدينة بسبب الحركة والنشاط والبشر..
- وتصل قيمة الغرفة في فندق الشراع ببرج الخليفة إلي اكثر من خمسة آلاف دولار في الليلة معني الكلام أن الأجنحة الملكية تصل اسعارها إلي عشرين ألف دولار في الليلة الواحدة ومع ذلك هناك إقبال شديد علي الفندق.. حيث يوجد طابق للنشاط البشري وفوقه أعلي مسجد وأعلي مطعم وأعلي حوض سباحة تعوم في السحاب وأنت داخله..
- للأسف.. نحن المصريين أصبنا بالكسل والعالم من حولنا يسابق الزمن.. ويوم أن أخذ السيسي بأيدينا لمشروع المجري الملاحي الجديد لقناة السويس بعضنا لم يصدق المعجزة مع أن السيسي كان لديه اصرار علي الانتهاء من التنفيذ في عام لأنه يعرف قدرة المصريين ونحن للأسف لا نعرف قدرتنا ونجح الرجل في أن يعيد الثقة إلينا بعد أن أصبح المجري الملاحي حقيقة.. وأن افتتاحه سيكون في موعده..
- وهنا يحضرني سؤال : اذا كنا بالفعل أصحاب معجزة بعد أن استخدم عبد الفتاح السيسي آلياته وأعاد فينا الثقة.. لماذا نفرط في مثل هذا الاقتراح ولا نتمسك بأن يكون عندنا أطول ناطحة سحاب في العالم؟ الذي اتخذ قرار المجري الملاحي الجديد لقناة السويس هو السيسي وليس الحكومة.. والذي اتخذ قرار بناء برج القاهرة هو جمال عبد الناصر وليس الحكومة.. ومعلومة يجب أن تدرس للاجيال عن قصة بناء هذا البرج والتي تحملت تكاليفه الولايات المتحدة الأمريكية وهي لا تعلم فكانت قد ارسلت لجمال عبد الناصر تحت مسمي مساعدة رؤساء الدول الصديقة ستة ملايين جنيه مصري مع حسن التهامي وكان وقتها مستشارا للرئيس عبد الناصر وأتي التهامي إلي مصر والمبلغ يحمله نقدا علي الطائرة فقد كانت امريكا تسعي إلي التقرب من عبد الناصر لكن المبلغ لم يدخل جيبه بل خصصها لبناء برج القاهرة لكي يكون رمزا لكرامة المصريين، فأمريكا ارادت أن تشتري كرامة عبد الناصر فرد اعتبار المصريين في إقامة برج القاهرة كعنوان للكرامة المصرية.. لذلك نعتز ببرج القاهرة ومن هنا كان السيسي حريصا علي تناول طعام الغداء مع ضيفه الرئيس الروسي بوتين في المطعم الرئيسي للبرج..
- كلمة أخيرة هل بعد هذا السرد لديكم الرغبة في أن نقول « المصريين أهم « ؟أكيد ليس هذا ببعيد إذا أقمنا ناطحة السحاب فوق المقر الذي افسد الحياة السياسية في مصر..