إنها مصر

الروح الوطنية

كرم جبر
كرم جبر

سر التفاف المصريين حول الرئيس السيسى هو إيقاظ الروح الوطنية فى النفوس، والتذكير بأن مصر دولة عظيمة وكبيرة ولها من الأمجاد ما يستحق أن نحافظ عليه، ونضحى من أجله بالأرواح.


عظم الرئيس فى نفوس المصريين الاعتزاز بهوية الوطن وترسيخ مفهوم رضاء المصريين جميعاً مسلمين وأقباطا، أن تكون علاقتهم على قاعدة المواطنة والمساواة، وعندما حاول الإخوان اللعب فى الهوية الدينية، خاب سعيهم فى افتعال معارك تشق وحدة عنصرى الأمة.


وعمود الدولة الوطنية جيش قوى يجسد القدرة على حماية مصالحها وصون أراضيها واستقلالها، وتحقيق «استراتيجية الردع» دون حروب، التى تستند على افتراض مفاده أن القوة هى أفضل علاج للقوة، فقوة الدولة هى العامل الأساسى لكبح جماح الآخرين، وقدرتها على فرض إرادتها.
> > >
أثبتت التجارب أن الجيوش هى صمام الأمان للدول والشعوب، ولذا فالجيش المصرى خط أحمر، لأن أمن البلاد وسلامتها واستقرارها مرهون بالحفاظ على الجيش الذى حافظ على الدولة ومنع سقوطها وأعاد بناء مؤسساتها، بينما انهارت الدول حولنا يوم سقطت جيوشها الوطنية، والإعلام الوطنى هو الذى يقف فى ظهرها ويدعم قوتها.


الدستور والقانون هما صمام الأمان والفيصل بين الجميع، ويستقيم الأمر بتفعيل استراتيجية إعلامية متكاملة، تقوم على مراعاة القواعد المهنية والوطنية التى تحترم مؤسسات الدولة، وهذا ليس كلاماً نظرياً لأن تشكيل الوعى عملية تراكمية يساهم فيها إعلام مستنير.


الإعلام الوطنى هو الذى يرسخ قيم المواطنة الكاملة، بنشر ثقافة المساواة التامة بين الجميع فى الحقوق والواجبات، فلا يميز ولا يفرق ويعمل على إعلاء قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر واحترام الأديان والمعتقدات لكافة الفئات.


نقل الإعلام حقيقة لما يجرى الآن فى مصر بمهنية وموضوعية، يجعلها لا تحتاج من يدافع عنها، لأن إنجازاتها أفضل من أى كلام منمق، ومصر تتحدث عن نفسها بما يحدث فى أراضيها.
ليس مقصوداً أبداً أن يكون إعلام الصوت الواحد والرأى الواحد، ولكن إعلام العقول المفتوحة والقنوات المتفاعلة مع المجتمع والناس، وليس مطلوباً التهويل ولا التهوين، ولكن نقل ما يجرى على أرض الواقع.

الإعلام شريك أساسى فى بناء الوعي، والدفاع عن الدولة الوطنية وهويتها وثوابتها، ونجاحه فى مهمته مرهون بالحفاظ على الدولة والحريات العامة، فلا يضيِّق نطاقها ولا يفرض قيوداً، وإنما يوسع أطر الحوار على قاعدة أن أخطاء الديمقراطية يتم علاجها بمزيد من الديمقراطية بما يتناسب مع الدستور والقانون وحرية الصحافة والإعلام، فى ضوء محددات واضحة لرؤية استراتيجية يتم العمل بمقتضاها.


الالتزام بالقانون هو الذى يمنع التعاون أو التعاطف مع أى اتجاهات تضر بسلامة المجتمع، مثل الترويج لأى جماعة إرهابية يتم تصنيفها قانوناً على أنها جماعة إرهابية، وهذا ليس تعطيلاً للديمقراطية، لأن القوانين المعمول بها فى الدول المتقدمة تحظر مجرد التعاطف مع الجماعات التى تعتبرها قوانينها إرهابية.