شوقى حامد
مشوارى فــى بلاط صاحبة الجـلالـة زاخر بالمواقف حاشد بالأحداث ملـىء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيـة.. فقد اسـتحق التسـجيل واستوجب التدوين.. وعـلى صفحـات اآخرساعةب أروى بعضا مـــن مشاهده.
جدية بلا عقديات.. بساطة بلا مبالغات.. فطرية بلا محسنات.. تواضع بلا مجاملات.. يتحلى بالرجولة الحقة.. ويتمسك بالصدق المتناهي.. يملك قلب أسد.. وشجاعة وحش كاسر.. وجسارة نمر مفترس.. لم يتخل عن أصالته القروية.. ولم يبتعد عن نشأته الريفية.. ويعزو كل الخير الذى أدركه إلى والديه.. وكل الاستقرار الذى بلغه إلى عائلته.. وينظر إلى أسرته نظرة امتنان وعرفان بأنها صاحبة الفضل عليه، ويعترف بأنها منبع الحنان التى منحته كل الحب ووهبته كل الود وأجزلت له العطاء بوصفه العضو الأصغر بين الشقيقات والأشقاء ولذلك نشأ على السوية المطلقة والاستقامة الكاملة.. والكابتن وائل جمعة كابتن الأهلى والمنتخب والمدير الفنى الحالى من مواليد قرية الشين التابعة لمركز قطور محافظة الغربية فى ٣ أغسطس عام ١٩٧2، وكالعادة مارس الكرة فى شوارع قريته وخرج مع فريقها لمواجهة القرى القريبة ثم تقدم لاختبارات الناشئين بنادى غزل المحلة، واحتل مركز المدافع الأوسط متدرجا فى المراحل العمرية المختلفة إلى أن لعب للفريق الأول، وفى مواجهة المحلة مع الأهلى فى نهائى كأس مصر تألق الفتى بطريقة لافتة أبهرت كل الناظرين ودفع هذا التألق الكابتن الخبير حلمى طولان المدير الفنى للزمالك وقتها ولإنبى الحالى لضمه وقام بالتوقيع على بياض غير أن محمد عبدالوهاب عضو الأهلى المخلص وعدلى القيعى قديسه التقليدى سافرا للمحلة وأكملا الصفقة رسميا ووافقا على منح المحلة كل ما طلبته ماديا مقابل الانتقال .
ويشعر الفتى جمعة بأنه حقق حلم حياته وكانت أولى مشاركاته تاريخية أمام ريال مدريد الإسبانى وقام بمراقبة راؤول جونزاليس الهداف الأسطورى للملكى، ونجح كثيرا فى الحد من خطورته وكان ذلك فى بداية موسم ٢٠٠1/٢٠٠2، وكانت أولى مشاركاته الرسمية أمام بترو أتيلتيكو الإنجولى فى بطولة أفريقيا، وكان أول أهدافه فى مرمى أسيله الإيفواري، وفاز الأهلى يومها 2/1.. كان من الطبيعى أن ينضم وائل جمعة إلى المنتخب ويشارك فى كل مبارياته على كافة الأصعدة القارية والعربية.. ورغم قدراته الدفاعية الفائقة وإمكاناته الذهنية العميقة غير أنه كان يقلق عندما يكلف بمراقبة حسام حسن الذى يعتبره من أفضل المهاجمين فى العالم القادر على التهديف من أشباه الفرص، ويرجع الفضل فى صقل مهاراته وتعميق إنتاجيته للمدير الفنى البرتغالى مانويل جوزية الذى دام على رأس المديرين الفنيين للفريق زهاء العشر سنوات.
ويعتز بهدفه فى مرمى إبنى الذى تحقق به كأس السوبر المصرى ولا يندم على عدم اغتنامه فرصة الاحتراف فى الأندية العالمية كبلاك بيرن والأرسنال الإنجليزيين ويفخر بأنه أعجز المهاجم صامويل إيتو عن ممارسة مهارة التهديف بعد المراقبة الصلبة التى فرضها عليه.. وبعد اعتزاله البساط الأخضر لم يجد جمعة استعدادا فى نفسه لممارسة مهنة التدريب واتجه إلى التعليق على المباريات أسوة بصديقه أبوتريكة، كما وجد فى نفسه ميولا قيادية تمكنه من إدارة المنتخبات الوطنية وهو ما جعله يتخلى عن الأضواء والإبهار ويقبل بقيادة منتخب مصر مع البرتغالى كارلوس كيروش، ويتمنى أن يوفقه الله فى مهمته الجديد وليصل بأحفاد الفراعنة إلى تحقيق الانتصارات وإحراز البطولات هلى كافة الأصعدة والمجالات خاصة أن المنتخب على وشك الدخول فى مواجهات غاية فى الصعوبة فى التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم فى العام القادم.. ويتعامل جمعة مع اللاعبين على أنهم من الأشقاء وحتى الأبناء الذين يستحقون الرعاية والعناية دون تهويل أو تهوين.. ويضرب كابتن وائل المثل والقدوة لكل القريبين منه والمتعاملين معه من خلال تمسكه بالتعاليم الدينية وأدائه كل الفرائض والسنن، ويحصن الابنين اللذين أنعم الله عليه بهما وهما حبيبة وأحمد من قرينته وابنة خالته د. سالى بالاقتداء به والسعى إلى رضاء الله فى كل تصرف يواجهانه.. ولا يزال على علاقة وطيدة ببعض رفقاء الدرب وزملاء المشوار أمثال ياسر رضوان وسيد عبدالحفيظ وهادى خشبة وأحمد بلال ومن الرفاق أمثال هانى عباس ومصطفى سعيد وأحمد حسنى ومحمود البحيرى وأحمد الهطيل وخال أبنائه تامر ويعتز بأهلويته ويعتبر الأهلى قلعة رياضية أصيلة..