«البحوث الإسلامية»: كلُّ رسولٍ يؤيَّدُ بمُعجزةٍ حسيَّةٍ تناسِبُ رسالتِهِ

مجمع البحوث الإسلامية
مجمع البحوث الإسلامية

قال الدكتور نظير عياد، أمين مجمع البحوث الإسلامية: «لقد اقتضتْ رحمةُ اللهِ تعالى بالناسِ ألَّا يعاقِبَهُم حتَّى يُرسلَ إليهم رسولًا يُرشِدُهم إلى طريقِ الهدايةِ ويُحذِّرُهم طرُقَ الغواية» «وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولا" (سورة الإسراء: 15)؛

ولذا لَمْ تخل أمةٌ في أيِّ عصرٍ مِن رسالةٍ ورسولٍ قال تعالى:  " إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا  وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ" (سورة فاطر: 24)، ولمَّا كانَ بعضُ الناسِ يَجحدُون ويكفُرُون بالرسلِ -عليهِمُ السلامُ- أيَّدَ اللهُ الرسلَ بالمعجزاتِ الباهراتِ التِّي تدُلُّ على صدقِ نبوَّتِهِم ورسالتِهم.

وكانتْ معجزةُ كلِّ نبيٍّ مِن جنسِ ما اشتَهرَ بهِ قومُه، فقد اشتَهرَ قومُ موسى عليه السلام بالسِّحْرِ، فكانت معجزةُ مُوسى عليه السلام العَصا التي تلقَفُ ما صَنَعُوا، كما اشتَهرَ قومُ عيسى عليه السلام بالطبِّ فكانتْ مُعجزةُ عيسى عليه السلام إبراءَ الأكمهِ والأبرصِ وإحياءِ الموتى وغير ذلك؛ آياتٌ صادقاتٌ على نبوَّةِ الأنبياءِ، وإرغامًا للكافرينَ المعاندينَ، عسى أن يؤمنوا عند رؤية هذه المعجزاتِ الظاهراتِ.

وأوضح، خلال افتتاح مسابقة القرآن الكريم، انَ كلُّ رسولٍ يؤيَّدُ بمُعجزةٍ حسيَّةٍ تناسِبُ خُصوصيةَ رسالتِهِ ومحدُودِيَّتَها زمانًا ومكانًا وقومًا، فتُقِيمُ الحُجَّةَ وتَشْهدُ بصدقِ الرَّسولِ، فِإذَا مَا ضَعُفَ تأثِيرُ تِلْكَ المُعجِزَةِ وانقْضَى زَمَنُ تِلْكَ الرِّسَالَةِ أرْسَلَ اللهُ رسولًا جديدًا وأيَّدَهُ بمُعجزةٍ جَدِيدَةٍ.
  
وتابع، حتَّى إِذا جَاءتْ رسالةُ سيِّدِ المُرْسَلينَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وخاتمِ النبيينَ كانتْ رسالةً عامةً وخاتمةً.

اقرأ أيضا :- «البحوث الإسلامية» يطلق حملة توعية موسعة بعنوان «فطرة سليمة ومجتمع قويم»


  فهي عامةٌ: لأنَّها إلى الناسِ أجمعين عرَبِهم وعَجَمِهم قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ" (سورة سبأ: 28)، وقالَ صلى الله عليه وسلم: "وكانَ النبيُّ يُبْعَثُ إلى قَوْمِهِ خَاصَّةً وبُعِثْتُ إلى النَّاسِ عَامَّةً" متفق عليه.
 
وهي خاتمةٌ: لأنَّها الرسالةَ الباقيةَ إلى قيامِ الساعةِ قال جل جلاله: " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَٰكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ  وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" (سورة الأحزاب: 40)
   
وأردف: لقد كانَ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم معجزاتٌ حسيَّةٌ عديدةٌ كغيرِهِ مِنْ إخوانِهِ الأنبياءِ صلواتُ الله وسلامُهُ عليهِمْ ومعَ ذلكَ كانَ لابُدَّ لهذهِ الرسالةِ مِنْ معجزةٍ تُلائِمُ طَبيعتَهُم، فتَتَعدَّدُ وجوهُ إعجازِها لتقيمَ الحُجَّةَ علَى الخلْقِ كافَّةً وتستَمِرَّ وتَتَجَدَّدَ علَى مرَّ الأيامِ لِتظلَّ شاهدةً علَى الأجيالِ المتلاحقةِ بصدقِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم وربَّانيَّةِ رسالتِهِ.
    
وقال: ولمْ تكُنْ المعجزةُ الكُبرى الدائمةُ للمصطفى صلى الله عليه وسلم معجزةً حسيةً كمعجزاتِ غيرِهِ مِنَ الأنبياءِ مِنْ قبْلِهِ؛ لأنَّ المعجزةَ الماديَّةَ لا تُؤدِّي هذا الدَّوْرَ ولَا تَصلُحُ لهذهِ المُهِمَّةُ، وإنَّمَا كانتْ مُعجزَتُهُ معنويَّةً خالدةً ألَا وهِيَ القرآنُ الكريمُ كلامُ ربِّ العالمينَ قالَ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنَ الأنبياءِ مِن نبيٍّ، إلَّا وقدْ أُعطَى مِنَ الآياتِ مَا مِثلُه آمنَ عليه البشرُ، وإنَّمَا كَانَ الذِّي أُوتيتُهُ وَحْيًا أوحَاهُ اللهُ إليَّ، فأرجُو أنْ أَكُونَ أكثرَهُمْ تَابعًا يَوْمَ القيامَةِ"