أحرقه الرومان والبربر.. «الدير الأحمر» تحفة أثرية في صعيد مصر

 الدير الأحمر
الدير الأحمر

يعرف المواطنين المزارات الأثرية في القاهرة والإسكندرية ولكن العديد لم يعلم أن سوهاج لديها أجمل دير أثري في التاريخ لذلك نسلط الضوء في السطور التالية عن الدير الأحمر في سوهاج والذي يقع غرب سوهاج، بمسافة تبعد حوالي 21 كم، ويعتبر من أهم الأديرة التي شيدت في العصور المسيحية المبكرة.

أنشأ الدير الأنبا بشاي في أوائل القرن الرابع الميلادي، وقد استخدم الطوب الأحمر كمادة أساسية في تشييده لذا سُمي بالدير الأحمر، كما استخدم حجر الجير الأبيض وبعض الأعمدة من الجرانيت الوردى والأسود.

تعرض الدير للحريق مرتين الأولى أثناء الحكم الروماني والثانية بفعل البربر ولم يتبق منه سوى الكنيسة والحصن الذي يقع في الجهة الجنوبية من الكنيسة، كما يوجد بقايا أجزاء معمارية إلى الشمال من الكنسية يعتقد أنها أجزاء من مدينة صناعية.

ويتكون الدير من مزارات أثرية أساسية وهم: الكنيسة الرئيسية وهي عبارة عن مساحة مستطيلة مقسم إلى صحن يتكون من ثلاث أجنحة، كما يوجد فى الركن الجنوبي الغربي كنيسة ملحقة تعرف باسم السيدة العذراء.

الحصن: يرجح أنه يرجع لعصر الأمبراطورة هيلانة، وهو عبارة عن مبنى مربع تقريبًا، وعادة يحتوي على مجموعة من الوحدات التى تمكن الرهبان العيش لفترة طويلة بداخله ككنيسة والقلالي والمخازن ومصادر المياه.

يذكر أن قطاع الآثار الإسلامية بالمجلس الأعلى للآثار قد أنهى بالتعاون مع مركز البحوث الأمريكي أعمال تركيب مظلة لحماية الرسوم الجدارية الأثرية الموجودة على جدران كنيسة الدير الأحمر بمحافظة سوهاج.

وأوضح الدكتور أسامة طلعت رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بالمجلس الأعلى للآثار أن مركز البحوث الأمريكي قام بإعداد الدراسات اللازمة الخاصة بالمظلة من خلال معرفة اتجاه الأمطار وأشعة الشمس بما يضمن الحفاظ على الرسوم الجدارية الأثرية بالدير وحماية ألوانها من عوامل التعرية المختلفة وبما لا يحجب رؤيتها عن زائري الدير، بالاضافة إلى عمل نظام إضاءة لها، لافتا إلى أن أعمال الدراسات الخاصة بالمظلة استغرقت نحو عام كامل في حين تم الانتهاء من تركيبها خلال شهر.

تجدر الإشارة إلى أن الدير الأحمر مسجل في عداد الآثار الاسلامية والقبطية بالقرار الوزارى رقم 10357 لسنة 1951، ويعود تاريخ بنائه إلى أوائل القرن الرابع الميلادي حيث أنشأه الأنبا بشاي بغرب سوهاج، ويعتبر من أهم الأديرة التى شيدت في العصور المسيحية المبكرة.

وسمي بالدير الأحمر بسبب استخدام الطوب الأحمر في بنائه بالإضافة إلى استخدام الحجر الجيري والأعمدة الجرانيتية، كما يتميز الدير بوجود رسومات جدارية لقديسين وصلبان بصحن الكنيسة بداخله نفذت بأسلوب التمبرا.