ماذا تنتظر أفريقيا من منتدى داكار للسلم والأمن؟

ماكي سال يتوسط زعماء أفارقة
ماكي سال يتوسط زعماء أفارقة

انطلقت أعمال منتدى داكار للسلام والأمن في أفريقيا بالعاصمة السنغالية داكار في دورته السابعة، تحت عنوان "تحديات استقرار وبزوغ أفريقيا في عالم ما بعد جائحة فيروس كورونا".

ويشارك في المنتدى مجموعة من صانعي القرار من القارة الأفريقية ووزراء وكبار المسئولين من مختلف دول العالم، إضافة إلى ممثلي العديد من الشركاء والمنظمات الدولية والإقليمية.

وتطرقت الجلسة الافتتاحية إلى كيفية مساعدة أفريقيا للنهوض من الكبوة الاقتصادية والاجتماعية التي أصابت دولها جراء جائحة كورونا، وأن الشرط الأساسي لتحقيق ذلك هو توفير اللقاحات المضادة للفيروس أو تصنيعها محليا وتشجيع الاستثمارات والكف عن تعظيم المخاطر في القارة.

ويتيح المنتدى، الذي يترأس أعماله الرئيس السنغالي ماكي سال، لصانعي القرار مناقشة التهديدات الأمنية الجديدة في أفريقيا، وتأثير التزايد السكاني وتغير المناخ على الأمن والاستقرار.

وتعليقًا على هذا الموضوع، قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد الناير: "المنتدى يشكل أهمية كبيرة باعتبار أن القارة الأفريقية تعاني من تعقيدات سياسية وأمنية، وبالتالي فإن تحقيق السلام والأمن يشكل أولوية كبيرة جدًا، ويعتبر هو الدافع الأساسي لتحقيق الاستقرار الاقتصادي".

وأضاف أنه من المفترض أن يسهم المنتدي في التطوير من نهج القارة الأفريقية وتجاوز النزاعات والحروب التي تؤثر سلبًا على اقتصادات هذه الدول، خاصة أن المشاكل الداخلية التي تعاني منها القارة الأفريقية تأتي مقرونة بالمشاكل الإقليمية والدولية المتعلقة بجائحة كورونا.

وشدد على أهمية الدعم الدولي في هذا الإطار حيث لا يمكن النهوض بالدول الأفريقية من خلال إمكانات القارة وحدها.

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية ناصر زهير: "ما يمكن الخروج به من هذا المنتدى هو تعزيز التعاون الأمني فيما يتعلق بمكافحة الجماعات المتطرفة ومكافحة قضية الهجرة غير الشرعية ونمو الجماعات المسلحة، خاصة أن القارة الأفريقية تشهد مزيدًا من النزاعات العسكرية والانفلات الأمني حيث إن آلية التعاون الأفريقي الداخلي تمت زعزعتها".

وتحدث زهير عن تراجع الدور الأجنبي سواء أكان الدور الفرنسي أو الأوروبي أو الأمريكي، معربًا عن اعتقاده بصعوبة الوصول إلى نتائج متقدمة من خلال المنتدى، نظرًا لأن المساعدات التي تم تقديمها لأفريقيا لم تكن بالمستوى المطلوب خاصة فيما يتعلق بحزم الإنقاذ الاقتصادي الكبيرة.

أما رئيس المؤسسة العربية للتنمية والدراسات الاإتراتيجية العميد سمير راغب، فيرى أن "كورونا أثرت بشكل كبير على الكثير من المجالات وخاصة على اقتصادات الدول الأفريقية، الأمر الذى أدى إلي التأثير على الاستقرار داخل الدول التي تعاني أصلا من عجز في توفير الخدمات للمواطنين".

وأضاف أنه كلما زاد الضغط في طلب موازنة للصحة والتعليم فإن ذلك يكون على حساب التسليح والأمن والدفاع الأمر الذي يتيح للجماعات الإرهابية القيام بعمليات تهدد الكيان الوطني للدول الأفريقية، وأن هذا ما حدث في تشاد والنيجر ومالي، مشددًا على أهمية المنتدى في إيجاد رؤية للنهوض بدول أفريقيا بعد الجائحة وتوفير اللقاحات وذلك من خلال الجهد المصري حيث تشكل القاهرة جزءًا كبيرًا من القوى الناعمة لأفريقيا، كما أكد أن المؤتمر لن يكتفي بالتطرق إلى موضوع اللقاحات فقط وإنما إلى كيفية مواجهة التراجع الاقتصادي، والتعاون الإستراتيجي وموضوع اللاجئين، خاصة اللجوء الناتج عن الصراعات في القارة.

اقرأ أيضًا: وزير الخارجية يشارك في منتدى داكار الدولي حول السلم والأمن في أفريقيا