أدوات العمليات الجراحية من أيام الفراعنة!

أدوات العمليات الجراحية
أدوات العمليات الجراحية

أحمد الجمَّال

كلما بحث علماء العالم عن أصل شيء وجدوه مصرياً.. وكيف لا ونحن أصل الحضارة والتاريخ فى علوم الطب والكيمياء والرياضيات والفلك وحتى فى الفن والرياضة والترفيه.. لا يكاد يخلو مجال من دون لمسة فرعونية ويد مصرية قديمة وضعت له حجر أساس.. وقبل نحو 66 عاماً نشرت آخرساعة تقريراً صحفياً تناول تأكيداً لعظمة أجدادنا القدماء، عندما عقدت الدهشة ألسنة أطباء أمريكيين اكتشفوا أن آلات الجراحة التى عرفها الطب الحديث أصلها فرعونى.. نعيد نشر تفاصيل هذه الواقعة فى السطور التالية بتصرف محدود:

هناك تقرير خطير سينشر فى مدينة كاليفورنيا الشهر المقبل (يونيو 1955) عن آلات الجراحة عند قدماء المصريين.. تقرير أعدته بعثة من الجراحين الأمريكيين، بعد أن أمضوا فى مصر 15 يوماً، فقد تأكد بعض علماء الآثار، وبعض الأطباء المصريين الذين وقفوا على سر بعثة الجراحين الأمريكيين أثناء وجودهم بمصر، أن المتحف المصرى وما فيه من مخلفات الفراعنة لم يعد مجرد مزار أو اأنتيكةب للسيّاح من أصحاب الملايين أو التجّار الأمريكيين والأوروبيين وأنما أصبح مرجعاً لإعداد البحوث والرسائل العلمية، وأنه لا بُد من ثورة جريئة تجعل هذا المتحف الكبير ينبض بالحياة بدلاً من أن يبقى هكذا رمزاً للعدم ومقبرة ضخمة للتماثيل والأحجار.

مقبرة طبيب فرعونى

فقد جاء إلى مصر، فى الأسبوع الماضى فوج من السياح الأمريكيين وكان بينهم بعثة من الجراحين يمثلون فرعاً من جامعة كاليفورنيا يختص بدراسة قدماء المصريين، ويعقد لهذا الغرض مؤتمر فى شهر يونيو من كل عام، تُلقى فيه المحاضرات وتُعرض البحوث فى فروع الطب والديانة والفلك والمعمار عند الفراعنة.

وبدأ بحث الجراحين بزيارة سقارة، وقادهم إلى هناك طبيبٌ مصري، وفى مقبرة أحد أطباء الفراعنة استطاعوا أن يسجّلوا صوراً للعمليات المختلفة المنقوشة على جدران المقبرة، ثم أرادوا إتمام أبحاثهم على الآلات الجراحية القديمة، فذهبوا إلى المتحف المصرى ليسألوا عن هذه الآلات، ودخلوا وسط الأبهاء والطرقات والسراديب، وأخذوا يدورون حول التماثيل والتوابيت الضخمة المكدّسة هناك من دون أن يعثروا على هدفهم.

وللمرة الأولى يسمع المترجمون والأدلاء بأسئلة من نوع غريب.. إنهم لم يسمعوا عن أجهزة العمليات الجراحية من قبل، فكيف يرشدونهم ويصفونها لهم؟ انتابتهم الحيرة.. كانوا يجيبون فى ابتسامة بلهاء بأن أدوات العمليات الجراحية يمكن تكون فى كلية الطب. 

الحجرة 34

واستغرق البحث أكثر من ساعتين قبل أن يكتشفوا بمحض الصدفة مجموعة من الآلات الجراحية والأدوات الدقيقة معروضة بالقاعة رقم 34 فى الدور العلوى.. ولم تفلح لباقة الطبيب المصرى المرافق لهم فى التخفيف من هول الصدمة التى انتابت الجراحين الأمريكيين حينما عثروا على هدفهم، فقد عقدت الدهشة ألسنتهم، ولم يصدقوا عيونهم عندما رأوا هذه الآلات الدقيقة تائهة فى قاعة ضيقة مشحونة بالفئوس والمحاريث والزحّافات وغيرها من أدوات الزراعة والحِدادة والنِجارة عند الفراعنة.

وأشار أحدهم إلى المشارط الجراحية التى كانت تستعمل فى التحنيط وهو يقول: الو كانت أمريكا تمتلك هذه المجموعة الفريدة من آلات الجراحة لأعدت لها متحفاً خاصاً، وجعلت منها شيئاً عظيماً بدلاً من تركها من دون تبويب وبلا نظامب. وقال طبيب آخر مندهشاً: اأهكذا تُعرض آثار العباقرة فى عالم الجراحة والتحنيط؟!ب.

وخرج الجراحون الأمريكيون ليعودوا فى الأيام التالية لتسجيل ملاحظاتهم.. أخذوا عشرات الصور الفوتوغرافية لكل قطعة ولكل مجموعة.. هذه مجموعات لآلات قطع الغضاريف والأعصاب، وهذه عشرات المشابك وملاعق كحت الجروح وآلات جبر الكسور ومشارط العمليات والتحنيط والطهارة.. والمسابر الدقيقة.. كلها سجلت فى أفلام وخرجوا فى نهاية المدة ليبحثوا عن أصدقائهم من الجراحين المصريين ليناقشوهم ويسألوهم الرأى.. فماذا كانت النتيجة؟

ما باليد حيلة

وسألت آخرساعة المدير العام للمتحف المصرى عن أثر زيارة هذه البعثة فى الخارج والرأى فيما ينتظر إذاعته عن هذا الموضوع؟ فقال: اصحيح أن كل مجموعة أثرية سواء كانت حجرية أو معدنية تحتاج إلى مبنى خاص تُعرض فيه عرضاً فنياً مناسباً للدراسة، ولكن ما باليد حيلة، فقد سبق أن طالب المتحف بقطعة أرض فسيحة بجواره ليقيم عليها متحفاً مستقلاً للدارسين والباحثين، ولكنه لم يستطع الحصول على هذه القطعة حتى الآنب.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي

 
 

 
 
 

ترشيحاتنا