عاجل

في الستينيات.. رئيس تحرير ينهي حياته والسر «ماجدة»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

ظروفه المالية تجعله يتمسك بالحياة ولا يهرب منها، أخلاقه تدل على استقامته، وليس له مغامرات عاطفية، واقعة انتحاره أثارت دهشة زملاءه وأقاربه، حيث مزق شرايين يده اليسرى، وشرب مبيد للحشرات.

وقائع هذه الحادثة تعود إلى العام 1963 حين نشرت جريدة أخبار اليوم تفاصيل انتحار عبدالحليم أحمد سليم رئيس تحرير الطبعة الفرنسية لمجلة المجلس الأعلى للشئون الإسلامية.

كان عبدالحليم يقيم بمفرده في شقة بالدور الثاني بالعمارة التي يمتلكها في  شارع رمسيس بالقاهرة، وكانت شقيقته تقيم في الشقة المقابلة له مع زوجها، بينما كان يقوم على خدمته بواب العمارة.

اقرأ أيضا| مظاهرة تجار الراديو ضد محمد عبدالوهاب

اعتادت شقيقته أن تعد له الإفطار كل صباح، وفي يوم الواقعة أخذت تطرق باب شقته لكنه لم يرد، فانصرفت معتقدة بأنه يغط في النوم، وبعد مرور ساعة توجهت إلى مسكنه مرة أخرى تطرق باب الشقة لكنه لم يرد أيضا، تسلل القلق إلى قلبها، وازدادت طرقاتها على باب الشقة يسبقها النداء عليه، ارتجفت أناملها، وتملكتها رعشة من أخمص قدمها إلى شعر رأسها، واستغاثت بشرطة النجدة التي جاءت على الفور، وأحضر الضابط المسؤول نجارا قام بكسر باب الشقة، وكانت المفاجأة.

انطلقت صرخات مكتومة من بين ثنايا فم الشقيقة، بعدما وقعت عيناها على جثة شقيقها ممدة خلف باب الشقة، وذراعه ممدة وشرايين يده اليسرى ممزقة، وحول فمه (رغاوي)، وبجوار رأسه نسخة من جريدة صباحية دفعها البائع من أسفل الباب بعد أن أنهى حياته.

انتقل رجال المباحث على الفور لمعاينة مكان الواقعة، وعثروا على سكين عليه آثار دماء، وزجاجة مبيد حشري بجوار السرير بغرفة نومه، وكشفت التحقيقات بأن رئيس التحرير، قرر إنهاء حياته وهو في غرفة نومه، وشرب مبيدا حشريا، ثم مزق شرايين يده، واندفع يبحث عن النجاة فسقط أمام باب الشقة، وذكرت شقيقته بأنه كان سعيدا بمعيشته، ولم يشك من أي مرض، وهو يمتلك عمارتين يكفيه إيرادهما ويزيد بالإضافة إلى مرتبه.

وأكد زملاؤه في العمل بأنه كان دمث الخلق، ويقضي معظم أوقاته في الاطلاع والقراءة، ولم يكن له علاقات عاطفية، بينما كانت المفاجأة التي توصل إليها رجال المباحث، وهي أن رئيس التحرير كان تربطه علاقة عاطفة، وقصة حب بفتاة اسمها (ماجدة)، وعندما تقدم لخطبتها رفضت عائلتها الزواج منه، وإنه قام بكتابة رسالة لصديق له بإحدى الدول العربية يبلغه بذلك، وعثر رجال المباحث على صورة من الرسالة، ويحتمل أن يكون قد أنهى حياته لهذا السبب، حيث أكد زملاؤه بأنه كان يعتز بكرامته قبل أي شيء. وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد العرض على الطب الشرعي.

مركز معلومات أخبار اليوم