الخبراء: يلهثون وراء المال.. والفن الراقى سلاح لعودة المستوى الأخلاقى للمجتمع

بعد هوسة «شيماء» وتصدر مهرجان «منى».. «خلطة التريند» تفسد الذوق العام

مهاويس التريند ومحاولة افساد الذوق العام
مهاويس التريند ومحاولة افساد الذوق العام

دون جهد أو تعب، تجد شخصا ما أو فيديو تافهًا بلا قيمة تحول إلى تريند على المنصات.. وعندما تتصفح هذه المنصات ستجد «عبيد التريند» واللاهثين وراءه يفتشون بحثًا عن المادة .. ستجد تجار الأزمات ومجانين الشهرة والمنظرين فى إنتظار «اللايك والشير».. !! أسئلة عديدة نحاول البحث لها عن إجابة.. لماذا يطفو دائما الجهل وهوس الشهرة على التريند ..؟! ولماذا نحولهم إلى نجوم وأيقونات مجتمعية.. فبعد ضجة وانتشار وهوس أغنية «شيماء»، بأكثر من 8 ملايين مشاهدة على منصات التواصل الاجتماعي، تبعها أغنية «اسماء».. وقبل ساعات من مثول الجريدة للطبع تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، أغنية جديدة تحمل اسم «مهرجان منى»، الأمر الذى يدفعنا  إلى التساؤل.. هل سنكون أمام موجة جديدة من مثل هذه الأغانى التى تحقق الكثير من الانتشار والمشاهدات على الرغم من الانتقاد الكبير لها، والمستوى الفنى الرديء الذى تظهر به وإفساد الذوق العام؟!!

خلطة التريند
ولو أننا أخذنا جولة مطولة على السوشيال ميديا هذه الأيام فسنجد الكثير من هؤلاء المهاويس فى شتى المجالات باختلاف أفكارهم؛ أهم شئ تصدير محتوى غريب وغامض ومن ثم وستجد نفسك مشهورا وتجنى أرباحا خيالية وسيصفق لك وستنهال عليك عروض الاستضافة فى وسائل الإعلام.. وإذا انتقلنا إلى ردود الأفعال على مواقع التواصل الاجتماعي، وتنوعت التعليقات على كليب «شيماء» بين المطالبين بمعاقبة مؤدى الأغنية، وبين السخرية على الكليب، وكذلك السخرية من اسم شيماء عن طريق الكوميكسات، ولأن الشهرة هوس وجنون، وبعد أن أصبح فيديو «شيماء» تريند، قام آخرون بركوب الموجة التافهة قام شباب آخرون بعمل فيديو لأغنية أسماء ومهرجان «إنتى فين يا منى» من أجل تحقيق الشهرة وزيادة المال، وهناك نماذج من مشاهير معروفين يقومون بنفس التصرفات غير المنطقية مقابل حفنة من الدولارات وكم من المشاهدات..

ويرى المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات أن هناك عناصر معينة تضمن للأغنية أو المحتوى لكى يكون تريند، أهم الفكرة وطريقة التناول مع إضافة الشق الاجتماعى لكى يكون مؤثرا لدى الكثير من المصريين؛ ويتخوف حجاج من أن تزيد الظاهرة وتصبح بشكل أكثر فجاجة، مضيفا بأن هناك حالة من الإحباط يتم تصديرها للكثير من الشباب بسبب رواج التريندات التافهة عبر المنصات المختلفة وكان آخرهم كليب شيماء وأسماء ومني؛ وأشار حجاج أن هذا الذوق أصبح هو المحتوى الأكثر رواجا بسبب أنه يعجب الناس، المفترض أن اللوم يقع على المستخدم أو المشاهد لهذا المحتوى، فنحن من نقوم بالمشاهدة والشير واللايك وفى نفس الوقت نهاجمهم وهى ازدواجية فى المعايير.
قوى ناعمة

إقرأ أيضاًَ | إنفوجراف| 6 نصائح للتأكد من صحة الأخبار التي تنشر على السوشيال ميديا

أما د.سامية خضر أستاذ علم الاجتماع فترى أن هذه المشاهدات التى تقدر بالملايين ليس لها قيمة، وكل ما تفعله هو زيادة الشهرة والمال لمروجى هذا النوع من المهرجانات فى محاولة لإفساد الذوق العام؛ وأضافت خضر أن الرئيس السيسى فى الإحتفال بأصحاب الهمم قدم المايسترو عمر خيرت وأشاد به وكانت هناك أصوات جميلة وهى رسالة من الرئيس لكل أجهزة الدولة للعمل على الارتقاء بالذوق العام فقد تكاسلنا كثيرا فى هذا الملف فحدث ضمور فنى فى البحث عن الأفضل ؛ وأضافت أستاذ الإجتماع أن الفن بشكل عام مراة للمجتمع وقوى ناعمة مهمة لمصر وللمصريين، وأكدت بأن نجاح مروجى هذا النوع من التريندات يأتى نتيجة الفراغ وغياب القدوة، لذلك يجد البعض فى تفاهة المحتوى الذى يتم تقديمه وسيلة للمتعة والتقليد، مؤكدة أن الدراما والإعلام يلعبان دورا مهما فى المستوى الأخلاقى للمجتمع، فهناك صراع دائم بين القيم والأخلاقيات وبين التكاسب على السوشيال ميديا بشكل خاص؛ واختتمت خضر بأنه يجب على المستخدمين لهذه المنصات أن يكون لديهم وعى قبل إشهار هؤلاء فهم يصنعون التفاهة ويصدرونها للمجتمع.