أظهرت إحدى الخرائط التابعة للأرصاد الجوية، حركة 20 نسرًا على مدى عام كامل، انتقلوا خلاله عبر القارات، حيث قام الخبراء بتركيب جهاز التعقب يعمل بالطاقه الشمسية في روسيا على ظهر النسور.
واندهش الجميع عندما وجدوا المدى الذي قطعته هذه النسور خلال عام من حياتها، والمسافات التي قطعتها تلك النسور عبر العديد من البلدان.
ومن المثير للاهتمام أيضًا الإشارة إلى الطريقة التي تجنبت بها عبور البحر الأحمر، فوجدوا بوضوح المكان الذي سلكوا فيه أطول طريق لمجرد الاستمرار في الطيران فوق الأرض، ليجدوا أنه تقضي العديد من أنواع الطيور حياتها كلها تحلق فوق البحر الأحمر، ولكن هناك شيء واحد مؤكد وهو أن هذه النسور تجنبت عبور البحر.
وتقوم ملايين الطيور بالهجرة مرتين في العام قاطعين مسافات هائلة عبر الصحاري وقمم الجبال العالية والمحيطات. بدقة عالية للغاية لتصل هذه الطيور إلى هدفها في وقت واحد يتطابق مع الوقت التي وصلت فيه في العام السابق.
وفي كل ربيع وصيف تنطلق ثلث أنواع الطيور في العالم مهاجرة في رحلات مختلفة المسافات والاتجاهات، فـالطيور في نصف الكرة الشمالي تسلك مسارًا شماليًا جنوبيًا في الخريف، وتسلك الاتجاه المعاكس في الربيع، وتهاجر الطيور في شمال أوروبا إما عبر تركيا أو مضيق جبل طارق.. ويذهب كثير منها جنوبًا نحو أفريقيا كطيور القوق، الهدهد، السمنة وغيرهم.
وهي رحلة موسمية تقوم بها أسراب من الطيور قاطعين مسافات هائلة، وبعض الأنواع تصل المسافة التي تقطعها في هجرتها إلى 50 ألف كيلومتر في السنة، البعض الآخر تستمر بالطيران بدون انقطاع لمدة تصل إلى 100 ساعة.
وبالرغم من أن هذه الارقام تثير الاندهاش، إلا أن منظومة تحديد الاتجاهات عند الطيور هي التي أعطاها العلماء اغلب اهتماماتهم. فبعض الأنواع لها القدرة على الطيران لمسافات طويلة، ليلا ونهارا، دون توقف وهذه القدرة هامة للغاية للتمكن من عبور الصحاري الكبرى الممتدة لآلاف الكيلومترات بدون طعام أو ماء، قبل بدء رحلتهم لعبور الصحراء تقوم الطيور بأكل طعام غني بالدهون مثل حبوب الذرة.
