عاجل

قاتل زوجته بالمنوفية: منعت نفسها عني .. فخنقتها

قتل زوجته
قتل زوجته

إيمان‭ ‬البلطي

ربما‭ ‬وجد‭ ‬ضالته‭ ‬فى‭ ‬رقبتها،‭ ‬فأحكم‭ ‬قبضته‭ ‬عليها‭ ‬حتى‭ ‬فارقت‭ ‬الحياة‭ ‬بين‭ ‬يديه،‭ ‬ربما‭ ‬رأى‭ ‬أن‭ ‬بخنقها‭ ‬نهاية‭ ‬آلامه،‭ ‬فما‭ ‬برح‭ ‬إلا‭ ‬وهى‭ ‬تلفظ‭ ‬أنفاسها‭ ‬الأخيرة‭ ‬أمامه،‭ ‬ربما‭ ‬ألهمة‭ ‬رشده‭ ‬إلى‭ ‬حقيقة‭ ‬الموت،‭ ‬فأراد‭ ‬أن‭ ‬يُرسل‭ ‬زوجته‭ ‬قبله‭ ‬حتى‭ ‬يتسنى‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يراه‭ ‬عن‭ ‬قرب‭.. ‬ربما‭ ‬وربما‭ ‬وربما،‭ ‬أسئلة‭ ‬كثيرة،‭ ‬لكن‭ ‬مع‭ ‬كثرتها،‭ ‬هي‭ ‬حقيقة‭ ‬واحدة،‭ ‬قتل‭ ‬زوجته،‭ ‬والسبب،‭ ‬امتناعها‭ ‬عنه،‭ ‬أو‭ ‬هكذا‭ ‬ادعى‭  .

‬تفاصيل‭ ‬تلك‭ ‬الواقعة‭ ‬المؤلمة‭ ‬التى‭ ‬شهدتها‭ ‬قرية‭ ‬أبنهس‭ ‬التابعة‭ ‬لمركز‭ ‬قويسنا‭ ‬بمحافظة‭ ‬المنوفية‭ ‬ترويها‭ ‬السطور‭ ‬التالية‭.‬

قبل ثلاثة عشر عامًا، تزوج "حسام ح م" بـ "أسماء م.س"، وكان زواجهما طبيعيًا لا مشكلة فيه، ولأن من قالوا قديما أن الزواج فى بيت عائلة يحمل المشاكل للزوجين قد صدقوا، كانت كل مشاكلهم وأصل معاناتهم بسبب بيت العائلة، والزيجة التى بدأت بتوزيع أكواب الشربات والزغاريد انتهت بالقتل والصراخ.

كانت شقة حسام والتى تزوج فيها في قرية شبرا بخوم، واتخذ من هذه الشقة مسكنًا وعشًا للزوجية لأنها فى نفس البناية التى يعيش فيها عائلته، ولأن البدايات دائمًا ما تحمل الخير، أو هكذا كان يبدو، كانت حياتهم تسير بشكل لا خلاف فيه، وزواجهم مستقر، وشاء الله أن يهبهم أول فرحتهم معًا، مولودًا أسموه حسن.

كان "حسام" يعمل فرد أمن فى أحد المصانع بمدينة السادات، ولطبيعة عمله كان يغيب عن البيت لأكثر من 12 ساعة، وهذا ما جعله فى كثير من الأحيان أعصابه متوترة، ودائم الغضب، لذلك لم يكن يتحمل شكوى زوجته "أسماء" من معاملة أهله لها، وبدلًا من أن يسمعها ليحاول إصلاح المشكلة كان يتطاول عليها، ويصل فى أحيان كثيرة هذا التطاول إلى الضرب، الأمر الذي جعل الحياة الزوجية بينهما شبه مستحيلة، أو في طريقها الى النهاية السوداء؛ لكن لأن "أسماء" صابرة، أحتسبت ما تعانيه من زوجها وأهله، حتى رزقها الله بمولودها الثاني، محمد، ورأت أن الحياة فى كنف طفليها تستحق المعاناة، ولكن كل يوم عن آخر مشاكلها تزيد، ولا نهاية لها، ورأت أنها طالما مستقرة فى البيت ستزداد المشاكل، وعليه اقترحت على زوجها أن تعمل، وعندما وافق، عملت أسماء بإحدى سناتر الملابس، تستيقظ من الصباح وتعود الساعة السادسة مساءً، وعلى هذا الحال مرت سنوات تحملت فيها ما تحملت من إهانات ومشاكل لا حصر لها.

ليلة

كان امتناعها عنه فى أيام قليلة نتيجة للجهد البدني الواقع عليها من عملها تارة وأولادها تارة آخرى يثير غضبه وكثيرًا ما وقعت بينهما مشاكل لهذا السبب، لكن هذه المشاكل كانت أكثر تعقيدًا من مشاكلها مع أهله، وكان هذا الأمر يجعله يغضب عليها غضبًا شديدًا، يضربها ويعاملها أسوء معاملة، ولا يتوانى عن أذيتها بكل الطرق.

لم يكن امام اسماء الا أن تهرب من تلك المعاملة القاسية بالإنشغال فى العمل، وفى تربية الأطفال وتعليمهم، وتجهيز وشراء كل ما ينقصها فى البيت، وبالفعل استطاعت من حر مالها أن تلحق أولادها بمدرسة تجريبية وتكفلت بمصاريف دراستهما، علاوة على ذلك كانت تشتري أجهزة كهربائية بالتقسيط وتسدد هذه الأقساط من مرتبها الشهري، وتحمت وحدها كل هذا دون أن تطلب منه جنيهًا واحدا، ومع هذا لم يراعِ مجهودها، ولا يراها إلا ويضربها بسبب كان أو بدون، حتى ضاقت به ذرعًا من كل هذا.

كان خروج "أسماء" من بيت العائلة تراه حلا لمشاكلها فى بادئ الأمر، لكن عندما انتقلت لتعيش في أبهنس، مسقط رأسها، كان زوجها بعد أن يعود من زيارة أهله يوبخها ويستمر فى ضربها، دون أى سبب يذكر، ويرجع هذا إلى أن موقف الأهل من ابنهم كان دائمًا أنه ضعيف الشخصية مع زوجته وأنها مسيطرة عليه، وهذا الكلام كان يحمل بداخله كرهًا يكبر شيئًا فشيئا، وهذا الكره وصل به إلى قتلها.

ولأنها لم تكن مسيطرة كما كان يدعى أهله، ولأنها لم ترفض العيش مع أهله بالرغم ممن لاقته من العذاب وهى تعيش معه، أقنعته مرة أخرى أن يعودا للعيش فى منزل عائلتها وأن يكونا بجوارهما، تارة لتحاول أن تصلح ما بينهما من مشاكل، وتارة لأن المسافة بين مسكنها الجديد وعملها مسافة كبيرة، وأصابها هذا بإرهاق بدني كبير، عانت منه أشد المعاناة، مما جعلها تهمل بعض الشيء فى رعاية ابنيها وزوجها، وعندما رأت أنها ستقصر عادت مرة آخرى طواعية إلى بيت أهله، وهى تظن أن بموقفها هذا النبيل سيأخذانه الأهل بادرة خير، لكن وأى خير هذا.

زادت المشاكل إلى الحد الذى معه أصبح الاستمرار فى الزيجة لا فائدة منه، وبالفعل استقر الطرفان على الطلاق، وانفصلا عن تراضيٍ منهما، لكن بعد طلاقهما بفترة قليلة عاد "حسام" مرة أخرى إلى زوجته يسترضيها بكل الطرق، ويقسم لها بأنه سيتغير لأجلها، وأنه أدرك خطأه وأنه لن يكرره مرة أخرى، وبالفعل استمال عاطفة أسماء، وفكرت مرة آخرى فى العودة إليه من أجل أولادها فى المقام الأول، وأنها توسمت فيه خيرًا. وبالفعل عن طريق المأذون وإصلاح ما بينهما فى مجلس عرفي رجعت أسماء مع زوجها إلى عش الزوجية مرة أخرى، وهى تفتح صفحة جديدة له، لكنها لم تكن تعرف أن هذه الصفحة ستغلقها بدمها.

النهاية

تحكي والدة أسماء لـ "أخبار الحوادث" قائلة: "كل يوم متعودة اتصل بأبنائي الساعة ٧  لاطمئن عليهم، وأسماء بالأخص لكى أوقظها لمدارس الأولاد، ظللت على هذا الحال، وقبل الحادث بيوم كانت أسماء تعود من عملها الساعة ٦ لتأخذ أبناءها كالعادة، ويومها قال لها ابنها حسن ماما المدير عايزك تروحى الصبح المدرسة لأن التحويل بتاعى للمدرسة الجديدة فيه مشكلة، فردت أسماء وقالت له إن شاء الله يا حبيبي حروح بكرة واشوف إيه الحكاية، وقالت لى عايزة حاجة يا ماما وأنا قولت لها حتيجي بكرة يا أسماء قالت لي حروح المدرسة الأول اشوف إيه مشكلة التحويل وربنا يسهل يا أمي".

واستكملت: "فى اليوم التالي اتصلت بها الساعة 7 صباحا، مردتش عليا، وكذا مرة اتصل بيها ومتردش، بعدها اتصلت بأختها الكبيرة إيمان وقلت لها أسماء مش بترد عليا، قالت لي تلاقيها في المطبخ أو راحت الشغل وبعد نص ساعة اتصلت تاني واستمريت في الاتصال وهى مبتردش لحد الساعة ٩، واتصلت بأختها إيمان وقالت أنا اتصلت بها ومردتش ايضا، فطلبت منها أن تذهب وتطمئن على أختها، إيمان وقتها كانت مشغولة وقالت لى خدى توكتوك وروحي شفيها يا ماما، وبالفعل لبست ورحت لها سألت بتاعة المحل تحتها هى اسماء شفتيها راحت الشغل النهاردة قالت أنا شفتها كانت واقفة من البلكونة وبتودع أطفالها وهما رايحين للمدرسة".

واختتمت: "قلت لها يعنى مشفتهاش خرجت قالت لا وفى نفس الوقت أختها الكبيرة اتصلت بصاحب العمل التى تعمل به أسماء وأكد لها أنها لم تذهب اليوم، ولما صعدت للشقة واستمريت بطرق الجرس والباب، ولم يرد أحد ورنيت التليفون ولم يرد أحد، ورنيت على زوجها كذا مرة ومردش، وبعد كده كنسل ومردش، فقلقت، واتصلت بأختها وبعتت جوزها بالتوكتوك وكسرنا الباب فوجدنا بنتى أسماء على السرير، ومتغطي جسمها كله بالملاية، ولما كشفت الملاية لقتها ميته، وعرفنا بعدها أن زوجها قام بلف سلك حول رقبتها وقتلها وبعدين راح سلم نفسه واعترف بجريمته.