«البـلازما».. حـياة| أطباء يوضحون أهميتها وشروط التبرع

التبرع بالبلازما
التبرع بالبلازما

التبرع بالبلازما مشروع قومى جديد أطلقته الدولة المصرية فى 14 يوليو الماضى لإنقاذ حياة إنسان، وذلك فى إطار مبادرة رئيس الجمهورية للتصنيع والاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما.. فى هذا التحقيق نلقى الضوء على هذا المشروع، وننقل لكم آراء أطباء متخصصين بشأن عملية التبرع بالبلازما، والذين أكدوا أنها آمنة جداً ولا يوجد لها أى ضرر، ولكن بشروط معينة نتعرف عليها فى سياق السطور التالية:-

يسهم هذا المشروع فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من مشتقات البلازما لتوفير الأدوية المتعلقة بعلاج العديد من الأمراض المزمنة وأمراض الكبد والكلى والحروق، بدلاً عن استيرادها من الخارج.

وهناك 6 مراكز لتجميع البلازما فى 5 محافظات على مستوى الجمهورية لاستقبال المتبرعين، علماً بأن جميع المراكز مميكنة ومزودة بأحدث الأجهزة والوسائل التكنولوجية، وفقًا للمعايير العالمية وتحت إشراف خبراء من منظمة الصحة العالمية، تمهيدًا لاعتماد تلك المراكز دوليًا.

واستقبلت المراكز 1320 متبرعًا خلال شهر واحد منذ بداية المشروع، والمتبرع لأول مرة يتم تسلميه بطاقة تعريفية بها الاسم والرقم القومى وفصيلة الدم وأيضا QRCode يحمل جميع بيانات عملية التبرع، لاستخدامه فى المرات التالية للتبرع.

وفى هذا الصدد، يقول الدكتور مجدى الأكيابى، استشارى أمراض الدم، إن دم الإنسان يتكوَّن من خلايا الدم الحمراء والصفائح الدموية وخلايا الدم البيضاء، وكل ذلك يسبح فى سائل شفاف مائل للاصفرار يُعرف بـالبلازما.

تحتوى البلازما على البروتينات والأملاح والهرمونات والأجسام المضادة التى تدافع عن الجسم ضد كثير من الأمراض، ويمكن الاستفادة من كل ما سبق عن طريق استخلاص البلازما من الدم واستخدامها فى صنع العديد من الأدوية الهامة لعلاج بعض الأمراض مثل مرض سيولة الدم الوراثى أو ما يُعرف بـاالهيموفيلياب، ومرض نقص المناعة الوراثية أو المكتسبة، مرض الكبد والكلى، وأيضا الحروق والأمراض الجلدية.

ويوضح الأكيابى أن التبرع بالبلازما آمن جداً، ولا يوجد منه أى ضرر على الصحة، لكن هناك بعض الشروط الهامة التى يجب أن يضعها المتبرع بالبلازما فى اعتباره، وهى أن يكون السن يتراوح بين 18 و65 عاماً، وألا يكون مصاباً بأى أمراض معدية مثل الفيروسات الكبدية أو أمراض نقص المناعة وأيضا الأمراض المزمنة كالقلب والسكرى، والأهم أن يكون المتبرع منتظماً بحيث يتبرع بالبلازما بصورة متكررة مرة كل أسبوعين.

شروط التبرع

ويشير استشارى أمراض الدم إلى أن كمية البلازما التى تُؤخذ من جسم الإنسان تكون على حسب سن ووزن المتبرع وتتراوح غالبا بين 500 و800 سم، ويكفى شرب 2 كوب من الماء بعد الانتهاء من جلسة التبرع لتعويض الجسم فى الحال.

ويتابع: التبرع بالبلازما يستغرق مدة تتراوح بين 40 و60 دقيقة، حيث يتم وضع المتبرع على جهاز لسحب الدم وفصل البلازما ثم إعادة الدم مرة أخرى للجسم فى نفس الوقت، ويتم ذلك عن طريق مُستهلك معقم يستخدم لمرة واحدة فقط، ثم يتم التخلص منه وذلك لضمان صحة المواطنين.

ويؤكد الأكيابى أنه لا يشترط توافر فصيلة دم معينة للتبرع، حيث إنه يتم جمع كل عينات البلازما التى تم استخلاصها من المتبرعين، ليقوم المصنع بتجهيزها وفحصها بشكل دقيق جدا وبأكثر من مرحلة، ولذا فإن المواصفات الصحية المشترط توافرها فى المتبرع ضرورية حتى لا تتسبب فى انتقال عدوى ضمن عينات البلازما، كما أن البلازما التى تؤخذ لأول مرة من المتبرع لا يتم الإفراج عنها إلا عند تبرعه مرة أخرى وإجراء الفحوصات مجدداً للتأكد من أنه لم يكن فى فترة حضانة لأى مرض خلال المرة الأولى.

مضاعفات بسيطة

وينوه الدكتور مجدى الأكيابى بأنه قد تحدث بعض المضاعفات البسيطة ، خصوصا عند التبرع بالبلازما للمرة الأولى، كالشعور بالدوخة أو هبوط فى الدورة الدموية أو حدوث تورم بسيط بالذراع نتيجة وضع إبرة العينات به لوقت طويل، لكن غالبا تكون نسب الحدوث قليلة جداً، لأنه يتم إعطاء المتبرع جزءاً من محلول تعويضى بعد إنهاء التبرع مباشرة وقبل إزالة الأداة المستخدمة من ذراعه.

ويشدّد الطبيب على تجنب تناول الوجبات الدهنية قبل الذهاب للتبرع بوقت كافِ، حيث إنها تجعل البلازما تحتوى على كمية كبيرة من الدهون المزعجة، كما يفضل تناول بعض السكريات بشرط أن تكون من مصادر طبيعية من الفواكه أو العصائر الطازجة مع شرب كمية وفيرة من الماء.

الأكثر احتياجا

فى السياق، يؤكد الدكتور علاء نوح، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بكلية طب قصر العينى، أن البلازما من أكثر أنواع العلاج أهمية لمرضى الكبد، خصوصاً الحالات المتأخرة التى تعانى الاستسقاء ونقص بروتينات الدم، ما يجعلهم فى أمس الحاجة لتناول البلازما كما هى بكل ما تحتويه من عناصر للمساعدة على الشفاء وزيادة مناعة الجسم.

كما توجد حالات أخرى تحتاج عناصر محددة من البلازما، وهذا ما تهدف إليه حملة الرئيس من تصنيع البلازما ومشتقاتها، حتى نتمكن من توفير علاج لكل مرض وحالة على حدة، وحتى يمكن إمداد الحالات المختلفة بالعناصر المفقودة لديها نتيجة عيوب خلقية أو أمراض مكتسبة.

ويشير إلى أن إنتاج مشتقات البلازما محلياً يتم عن طريق فصل المكونات التى تحملها وتعقيمها وتركيزها ووضعها فى أمبولات جاهزة  للبيع أو للاستخدام ليتم نقلها للمريض بنفس الطرق المتبعة لنقل الدم عن طريق الوريد.

 

من جانبها، تشير الدكتورة داليا العبودى، طبيبة الأمراض الجلدية وعضو الجمعية الأفروآسيوية لتجميل الجلد والليزر، إلى أنه يتم استخدام البلازما بأشكال مختلفة فى حالات الحروق وتعطى نتائج إيجابية وسريعة عن غيرها، حيث يمكن استخدامها بشكل موضعى أو عن طريق الوريد.

ويساعد الاستخدام الموضعى على سرعة التئام الجلد وترطيب الجلد مقارنة بالكريمات والعلاجات المستخدمة، وقد أثبت العديد من الأبحاث العلمية أن البلازما تساعد بشكل قوى على زيادة سماكة الجلد الذى تعرض للحروق عن طريق زيادة إنتاج مادة الكولاجين، فضلا عن احتوائها على مواد مضادة للالتهاب، بالتالى تساعد على تقليل الشعور بالألم وإخفاء الآثار التى قد تبقى بعد التئام الجروح الناتجة عن الحروق.

أما النوع الثانى وهو نقل البلازما عبر الوريد، فتقوم بحماية الجسم من نقص السوائل التى حدثت له بسبب الحريق، كما أنها تعمل على توفير بروتين الألبيومين وهو البروتين الأساسى الموجود فى الدم الذى يساعد على الشفاء سريعاً، فضلا عن الصفائح الدموية التى تحسِّن عملية التئام الجروح وتحفز نمو الخلايا من جديد.

وتنوه الطبيبة إلى أن البلازما تعتبر أيضاً من أنجح العلاجات التجميلية التى أصبح يلجأ إليها الكثيرون، حيث إنها تلعب دوراً كبيراً فى علاج تساقط الشعر وإعادة تنشيط البصيلات مجدداً، كما تحفز نضارة البشرة، لكن يفضل تناول الأطعمة الورقية الخضراء يوم حقن البلازما والامتناع عن السكريات والمعلبات والأغذية الدهنية، وتأجيل الاستحمام على الأقل لمدة  24 ساعة بعد إجراء الجلسة.