العالم في أمس الحاجة لنشر ثقافة الحوار والتعايش

المفتي: «الحوار مع الآخر» من موضوعات الساعة ويجب طرحة للنقاش | فيديو

الدكتور شوقي علام ،مفتي الجمهورية
الدكتور شوقي علام ،مفتي الجمهورية

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، إن موضوع الحوار مع الآخر من موضوعات الساعة التي يجب أن تطرح للنقاش مرارًا وتكرارًا لأهميته؛ فالعالم الآن في أمسِّ الحاجة إلى نشر ثقافة الحوار والتعايش، ونبذ كل ما يدعو إلى الصدام أو العنف، من أجل دفع حركة البشرية إلى طريق الخير والحق.

اقرأ أيضا| المفتي: العالم الآن في أمسّ الحاجة إلى نشر ثقافة الحوار والتعايش

وأضاف" علام" خلال لقائه مع الإعلامي حمدي رزق ، في برنامج "نظرة" المذاع على قناة "صدى البلد"، اليوم الجمعة، أن الأديان السماوية لم تأتِ للصراع، بل جاءت للارتقاء بحياة البشر جميعًا وعمران الأرض، وإصلاحها والحفاظ عليها باستخلاف الإنسان فيها كما قال الله عز وجل: "وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة".
 
وعن مشاركته في مؤتمر "روسيا- العالم الإسلامي"، والذي انعقد مؤخرًا في مدينة جدة بالسعودية تحت شعار "الحوار وآفاق التعاون"، أوضح "علام"، أن تفعيل ثقافة التسامح والعيش المشترك عبر تعزيز التفاهم والحوار بين مختلف الأديان والثقافات، هو قضية محورية من القضايا الإنسانية الكبرى.
 
وأشاد: "مفتي الجمهورية" بالدَّور الكبير الذي تقوم به وزارة الشئون الإسلامية بالمملكة العربية السعودية، والوزير الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، ودعمه للمؤتمرات واللقاءات المهمة التي تجمع علماء الأمة ومفكريها من مختلف دول العالم من أجل مناقشة القضايا المعاصرة والمستجدة التي تهم المسلمين جميعًا.
 
وثمن "علام"، التجديد المنضبط الذي تقوم بها كثير من الدول الإسلامية كالسعودية وغيرها، وهذا أمر منطقي وطبيعي نظرًا لتطور طبيعة الحياة؛ مشيرًا إلى أن الأمة عبر تاريخها قد عملت على ضبط حركة الحياة بالأحكام الشرعيَّة في تناسق حكيم؛ وذلك لأنهم فهموا ماهية "الشرع الشريف" فهمًا صحيحًا على وفق مراد الله تعالى ومراد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.
 

وشدد"مفتي الجمهورية "على ضرورة الوسطية في النقل من التراث عند التعامل مع الواقع والمستجدات فيجب أن تتم دون غلو أو تفريط، مشيرًا الى أنه من العوار أن نستصحب ما كان لما هو كائن الآن وبعقل ليس فاهمًا، وكذلك فمن الخطأ رفض ما قعَّده الفقهاء وما تركوه لنا من ثروة فقهية بدعوى تغيُّر الزمان والمكان، فمن دعا للاستغناء عن هذا التراث جملة وتفصيلًا فقد ضاع وضيَّع غيره وضل الطريق، فلا بد من الاستفادة من هذا التراث ولكن بعقل منفتح.
 
ولفت "مفتي الجمهورية" إلى أن الفقهاء اهتموا بالتعامل مع المسائل والقضايا غير الموجودة في القرآن والسنة بصورة جزئية تفصيلية من المستجدات والنوازل وقعَّدوا القواعد الضابطة لاستنباط الأحكام لها.