د. عبد المنعم فؤاد أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر:

جهود المؤسسات الدينية للنهوض بالمستوى الأخلاقي تحتاج تكامل الجهات الأخرى

رجال الدين ابتعدوا عن مواجهة مشاكل المجتمع وخطابهم يرفض مواكبة العصر
رجال الدين ابتعدوا عن مواجهة مشاكل المجتمع وخطابهم يرفض مواكبة العصر

الأخلاق.. أساس الازدهار، بها تعلو الدولة وتتقدم، تعكس صورة المجتمع ورقيه، ولطالما كان الشعب المصرى متمسكاً بالقيم الحميدة والتعاليم الدينية ليُضرب به المثل فى ذلك، لكنه يشهد خلال هذه الفترة مظاهر دخيلة لا تعبر عن أصالة وأخلاقيات المجتمع المصرى، لذلك يجب التعامل معها ودحضها حتى لا تستمر فى الانتشار..

جهود كبيرة تقوم بها الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لبناء الإنسان وتوفير حياة كريمة من جميع الجوانب، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المستوى الأخلاقى فى المجتمع، وما تقوم به الدولة من جهود فى هذا الشأن ما هو إلا حلقة تحتاج أن تتكامل، فمسئولية حماية القيم المجتمعية والأخلاقية تقع على عاتق الجميع..

«الأخبار» تناقش فى هذا الملف ما يشهده المجتمع من تراجع أخلاقى، وما يمكن أن يُبذل من جهود فى سبيل معالجة هذه المشكلة، بالحديث مع المسئولين والخبراء فى جميع جوانب القضية. 


الدين.. لطالما كان كلمة السر فى نشر القيم والأخلاق الحميدة بين البشر، ويعد حالياً من الوسائل التى لا غنى عنها فى النهوض بالمستوى الأخلاقى للمجتمع، بالتركيز على نشر وغرس قيم الإخاء واحترام الرأى الآخر وغيرها، وللمؤسسات الدينية جهود كبيرة فى هذا الشأن.


يعد الأزهر أبرز المؤسسات الدينية التى لها تأثير كبير، حيث قام بجهود كبيرة لأداء واجباته وفقاً لتطورات العصر والمجتمع، بتطوير مناهجه بما يتناسب مع الواقع، وإنشاء مركز الأزهر العالمى للرصد والفتوى الإلكترونية، لمتابعة مستجدات الواقع المعاصر، وتجديد الرؤية الشرعية للعديد من القضايا الفقهية المستحدثة.


كما أطلق برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية لتنمية مهارات التواصل الأسرى، وتأهيل المقبلين على الزواج، ومواجهة الظواهر المجتمعية السلبية خاصة المنتشرة بين الشباب.


ويقول د. عبد المنعم فؤاد، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن دور الأزهر الشريف لم يتوقف عند التوعية الدينية فقط، بل التوعية الأسرية أيضاً من خلال التركيز على القضايا المجتمعية التى تحتاج للتوعية مثل عقوق الوالدين والقتل الأسرى والعنف بأشكاله المختلفة، وذلك بهدف نشر ثقافة التعايش السلمى فى المجتمع.


ويؤكد أن دور المؤسسات الدينية للنهوض بالمستوى الأخلاقى، يحتاج إلى تعاون من المؤسسات الأخرى فى المجتمع مثل المؤسسات التعليمية ومن خلال التركيز على العمل التوعوى، وإضافة مواد الثقافة الدينية سواء الإسلامية أو المسيحية لمدارسنا، فضلاً عن طرح قضايا المواطنة وحب الأوطان بطريقة واعية، كذا استحداث مفاهيم جديدة مثل احترام الآخر، والتنوع والتعددية وتقدير الآراء المخالفة.
 

إقرأ أيضاً|المجتمع المدنى غائب عن مواجهة أزمة الأخلاق