التريند.. أزمة أخلاق.. والفاعل «معلوم»!

التريند
التريند

الأخلاق.. أساس الازدهار، بها تعلو الدولة وتتقدم، تعكس صورة المجتمع ورقيه، ولطالما كان الشعب المصرى متمسكاً بالقيم الحميدة والتعاليم الدينية ليُضرب به المثل فى ذلك، لكنه يشهد خلال هذه الفترة مظاهر دخيلة لا تعبر عن أصالة وأخلاقيات المجتمع المصرى، لذلك يجب التعامل معها ودحضها حتى لا تستمر فى الانتشار..

جهود كبيرة تقوم بها الدولة تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، لبناء الإنسان وتوفير حياة كريمة من جميع الجوانب، وهو ما سينعكس بالإيجاب على المستوى الأخلاقى فى المجتمع، وما تقوم به الدولة من جهود فى هذا الشأن ما هو إلا حلقة تحتاج أن تتكامل، فمسئولية حماية القيم المجتمعية والأخلاقية تقع على عاتق الجميع..

«الأخبار» تناقش فى هذا الملف ما يشهده المجتمع من تراجع أخلاقى، وما يمكن أن يُبذل من جهود فى سبيل معالجة هذه المشكلة، بالحديث مع المسئولين والخبراء فى جميع جوانب القضية. 
 

دماء جارية يتخللها بعض الكلمات، ومقاطع فيديو تتطاير فيها الأشلاء، حيوانات يتم تعذيبها، وحوادث تحرش واغتصاب أصبحت تسيطر على المشهد، سيد القوم لم يعد خادمهم، وخادم القوم أصبح مهانا، فتضخيم السلبيات وإخفاء النبل والأخلاق والمبادرات الإنسانية صار أساس صناعة «التريند» على مواقع التواصل الاجتماعي، والخروج عما هو مألوف ولو كان على حساب المبادئ والقيم هو سبيل الشهرة السريعة التى يسعى إليها البعض لتحقيق عائد مادى كبير من خلال تلك الوسائل، فانتشار العنف والمشاهد الدامية التى يتم تضخيمها بمثابة كارثة تهدد المجتمع.


وأبرز مثال على ذلك انتشار مشهد قطع رأس رجل فى الشارع والذى عرف بحادث الإسماعيلية، كالنار فى الهشيم وأصبح متصدرًا للسوشيال ميديا وكافة المواقع لعدة أيام، وكذلك انتشار صورة انتحار فتاة المول على معظم الصفحات والمجموعات مع تحليلات وتعليقات مختلفة، وأيضًا مشهد ضرب مبرح لأب لابنته الصغيرة التى لا يريد الاعتراف بها، وكان من أبرز المقاطع التى أثارت الغضب وبالتأكيد تصدرت محركات البحث فيديو للطبيب الذى يأمر الممرض بالسجود للكلب وينهال عليه بالضرب والسباب، وكأن مشاهد العنف تباع مقابل ضياع الإنسانية.


يقول د. سيد سعد، خبير التعليم عن بُعد والاختبارات الدولية، إنه لابد من مواجهة تلك المنصات التى تحرض على العنف بتأسيس منصة اعلامية تستثمر فيها الدولة، ولابد من تكاتف جميع مؤسساتها من أجل نجاحها وتزويدها بقدرات وكوادر حتى تصبح ذات تأثير حقيقى على أرض الواقع، بالإضافة إلى تحديد القيم والمبادئ والأخلاقيات التى تسعى الدولة إلى تمريرها وغرسها فى المتلقي، بل وتحديد الفئة العمرية التى تستهدفها المنصة، وكذلك الوقوف على معايير الأخلاقيات، على سبيل المثال ماهو الحق، وماهو الاحترام، ومتى نقول على فلان «محترم» ومتى نقول على فلان «ناجح» أى لابد من تحديد معايير تلك الكلمات والقيم، وكذلك آليات التمرير التى يمكن استخدامها.


وأوضح خبير التعليم عن بُعد، أن تلك المنصة لابد من استعانتها بكافة الخبراء والمتخصصين فى جميع المجالات سواء خبراء علم نفس وعلم اجتماع وخبراء تعليم ومتخصصين من المؤسسات الدينية، وكذلك التربوية والاعلامية حتى يتم الوقوف على المحتوى الذى سيتم تقديمه ومخاطبة الجمهور بحسب الفئة العمرية المستهدفة لأن «لكل مقام مقال» فلا يمكن شرح قيمة الحق للطف فى الصف الأول الابتدائي، مثلما يتم شرحها لطالب الثانوية على سبيل المثال.
ويضيف سعد، أن الطرق الحديثة بأكملها أصبحت تبتعد عن التلقين والأمر المباشر، بل يتم تضمينها وسط المحتوى الذى يتم تقديمه بشكل سلس ومؤثر سواء من خلال مقاطع فيديو او روابط تفاعلية أو وسائل تحفيزية وغيرها من الآليات التى يمكن الوقوف عليها والاتفاق بين الكوادر المختصة والمؤهلة لإدارة المنصة واختيار وجوه محبوبة ونماذج مؤثرة.

اقرأ أيضاً | الخبراء يضعون روشتة البحث عن منابع الأخلاق بالمجتمع