بقلم واعظة

«وقولوا للناس حسنًا»

فاطمة حسن منطقة وعظ القاهرة
فاطمة حسن منطقة وعظ القاهرة

الإسلام هو دين الإحسان فى كل شيء: فى الأفعال والأقوال والحركات والسكنات، وقد خص الله تعالى الحُسن فى الأقوال وأمرنا به فى غير موضع من القرآن الكريم، فقال جلّ وعلا: «وَقُلْ لِعِبَادِى يَقُولُوا الَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا» (الإسراء:53)..

 فهنا أمرنا - سبحانه - بالقول الأحسن الذى يشمل حُسن القول ولين الحوار واللطف فى الألفاظ والتأدب فى الحديث وعدم مقابلة السوء بمثله؛ وبيّن لنا - سبحانه - أن هذا مما يقطع الطريق على الشيطان بألا يُفسد ويُلقى العداوة والخصام بين عباده..

 ولقد حثنا الشرع الحنيف على انتقاء الجميل من الأقوال التى توطد العلاقات وتسر النفوس وتساهم فى الوئام بين جميع الناس وليس فقط بين المؤمنين بعضهم لبعض، فقال - تبارك وتعالى - «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنا» (البقرة: من الآية 83)..  ورسولنا - صلى الله عليه وسلم - بشرنا بجزاء من كان حديثه بأطيب الكلام وأرق المعانى، وجعل منزلته مع المتصدقين والصائمين والمصلين، فقال النبى - : - كما جاء فى سنن الترمذى: (إن فى الجنة غرفا ترى ظهورها من بطونها وبطونها من ظهورها، فقام أعرابى فقال لمن هى يا رسول الله؟ قال: لمن أطاب الكلام وأطعم الطعام وأدام الصيام وصلى لله باليل والناس نيام). .  

فالكلام الطيب والقول الحسن مما يأسر النفوس ويجبر الخواطر ويزيل الحواجز، بل إن كلمة صالحة قد تلقيها على أحدهم ولا تلقى لعاقبتها بالًا فتجدها قد غيرت مساره وأذهبت همّه وحلّت مشكلته وربما اهتدى بها إلى الله من خلال إحسانك إليه ومن ثَم تكون المفاجأة الكبرى والجائزة العظمى تنتظرك يوم القيامة جنات تجرى من تحتها الأنهار فقط من أجلِ أنك طبقت أمر الله: «وقولوا للناس حسنا»..

 ويقول ابن رجب ـ رحمه الله - :« وربما كان معاملة الناس بالقول الحسن أحب إليهم من إطعام الطعام والإحسان بإعطاء المال» «الجامع المنتخب/ ٦٦»..

 وثمرات القول الحسن كثيرة منها: أنها استجابة لأمر الله - تعالى - وأمر رسولنا ، ووقاية من نزغ الشيطان، والفوز بأعالى درجات الجنان، والتأليف بين المسلمين، والدعوة بالحسنى لغير المؤمنين، وأنها من الصدقات وأجلّ العبادات، وتعمل على إزالة الأحزان والآلام من القلوب، وأنها سبيل نشر السلام بين العالمِين.