شىء من الأمل

نحن ندفع الثمن !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

الدهشة هى رد الفعل الغالب علينا بسبب بعض الأحداث التى استأثرت باهتمام مواقع التواصل الاجتماعى ومن بعدها الإعلام والصحافة ، مثل ضبط مدير مكتب وزيرة فى قضية رشوة ، ومن بعده ضبط رئيس جامعة أيضا فى قضية رشوة اخرى ، ونزاع ابنة  فنان كبير مع والدها هى وابنها  ، وانتقال لاعب كرة قدم من ناديه الشهير  الى ناد  اخر اكثر ملاءة مالية  ، وقيام مغنى مهرجانات بتغيير كلمات أغنية له وهو يلقيها فى السعودية لانه رآها لا تناسبها .


غير ان لا مجال هنا للدهشة أصلا !..

فكل هذه الأحداث وغيرها مما يشبهها ويتكرر كثيرا الآن ما يجمع بينها هو المال ، وتحديدا السعى للحصول على هذا المال بشتى الوسائل والطرق ، حتى ولو كانت هذه الوسائل والطرق غير قانونية  وليست مقبولة فى إطار  القيم الاخلاقية التى حددت سبيلا أساسيا للحصول على المال وهو العمل وبذل الجهد سواء العضلى او الذهنى والعقلى ..

ونحن منذ عدة عقود مضت أهدرنا قيمة العمل فى الحصول على المال ، عندما سكتنا على عمليات الكسب السهل السريع بل وغير المشروع  للمال بدون جهد بلا عمل ..

وبمرور الوقت اجتاح مجتمعنا سباق محموم لكسب المال السهل السريع وغير المشروع ، وصار من يفوزون فى هذا السباق نجوما للمجتمع يشدو ببراعتهم الإعلام ويقدمهم على انهم قدوة مجتمعية سعى البعض لتقليدهم ومحاكاة ما قاموا به ..

وبعد أن كان عنوان مرحلة زمنية  فى حياة مجتمعنا هو شعار :(  العمل شرف وحق وواجب ) ، صار عنوان المرحلة التى تلتها هو : الكسب السهل السريع بدون عمل أو بأقل جهد ، ولذلك  لم يكن غريبا أن يتراجع نصيب العمل فى توليد الدخل على مستوى المجتمع كله كما ترصد ذلك المؤشرات  الاقتصادية ! ..


 وهكذا حدث تغير سلبى فى منظومة القيم السائدة فى المجتمع ، وهذا  التغير السلبى انعكس على سلوك أجيال تعاقبت عليه ، وأثمر لنا فى نهاية المطاف تلك الحوادث المختلفة التى اجتذبت اهتمام مواقع التواصل الاجتماعى ثم الاعلام بعدها ، وهى الحوادث التى يجمع بينها السعى للحصول على المال بلا جهد أو عمل ، أو الرغبة فى الكسب السهل السريع ..

أى إننا ندفع الآن ثمن ما صنعناه بأنفسنا من قبل ، أو نحصد ما سبق أن زرعناه .. وهنا يتبين أهمية تغيير منظومة القيم السائدة فى المجتمع ليعود العمل يحتل المكانة التى كان يحظى بها من قبل والتى يستحقها ، وحتى نحاصر ظواهر الكسب السهل السريع وغير المشروع كذلك ..

وهذا امر يحتاج لجهود مؤسسات تعليمية وثقافية  عديدة.