اتخذ منها الكثير سبيلا للتغلب على البطالة التى أصبحت تلاحق الكثير، فمن مزايا التكنولوجيا الحديثة ووسائل السوشيال ميديا انها فتحت أسواقا متنوعة ومتسعة للتجارة والعمل، وأعتمد عليها الكثير كمجال لأكل العيش، البعض اعتمد عليها كوسيلة دعائية لعمله، والبعض اعتبرها هي المقر الأساسي لشغله.
هناك البعض لديهم بالفعل أشغال خاصة، ومقار لأعمالهم، وقامو باستخدام هذه التكنولوجيا الحديثة كمنفذ أوسع للتسويق، وأغلب المحال التجارية أصبحت تؤسس صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي، لزيادة حجم عملائها، وجاءت أزمة الكورونا لتعلن عن أن "التجارة أون لاين" هي الوسيلة الأساسية للتسوق.
فاطمة يوسف ربة منزل، قالت أنها كان لديها محل أدوات منزلية بداخل منزلها، وكانت تبيع في نطاق المنطقة والمعارف، ولم يكن البيع كبير، ولكنها بعد فترة أصبحت تستخدم صفحات التواصل الإجتماعي للترويج لمنتجاتها، وبالفعل زادت تجارتها وتوسعت بها، وأضافت لها الأجهزة الكهربائية.
وأوضحت فاطمة أنها بدأت في عملها هذا منذ أكثر من خمس سنوات، وكانت معروفة في نطاق العائلة والجيران، أما بعد أن دشنت صفحة على الفيس بوك تضاعفت تجارتها، وتوسعت فيها بشكل كبير، منوهة إلى أنه من المشكلات التى تواجهها في هذا العمل، أن العميل قد يطلب المنتج وعند استلامه يرفض ويقول "مش زى ماكنت فاكره".
رباب كارم من أسيوط بدأت عملها في التفصيل للسيدات من 2014 من خلال الإنترنت، واستطاعت أن تتوسع فيه من خلال التجربة، والإتقان الكامل لعملها، الذي يجعل من يتعامل معها يدعو أصدقائه للتجربة، وبالتالى زادت دائرة المتعاملين معها، وزاد عدد المشتركين في الجروب الخاص بها والذي سهل لها التواصل مع الناس من مختلف المحافظات بل والبلدان أيضا.
اقرأ أيضا
شعبة الذهب: الشراء أون لاين خطر والتقسيط البنكي يرفع الأسعار مرة ونصف
"مافيش حلم أسمه مستحيل" كان هذا وصف رباب لمميزات التعامل والتجارة من خلال الانترنت، متابعة "احلم.. واستعن بالله.. وصدق حلمك.. واسعى واجتهد، هتلاقي حلمك اتحقق، وربنا فتح لك كل الأبواب المغلقة".
وأضافت رباب "أنا شغلي تفصيل أون لاين يعنى أصعب شغل، خاصة أنه للنساء، ومن المعروف أن المرأة من الصعب ارضائها، ويكون لها تفاصيل معينة لابد من مراعاتها، فكان هذا الشغل تحدى كبير بالنسبة لي، والحمد لله نجحت".
وأشارت إلى أنها أصبحت تعلم عملائها كيفية أخذ القياسات لأنفسهم، وتقوم هي بالشرح للصنايعية العاملين معها للتعامل مع القياسات دون وجود العميلة نفسها.
ولفتت إلى أنه من خلال عملها هذا استطاعت أن توفر العديد من فرص العمل لغيرها، من عاملات معها فى المشغل، أو مندوب التوصيل "الدليفري"، أو شركات الشحن، فهذا كله "رزق متشعب"، معلقة "والأهم أنه أصبح لي الكثير من الأصدقاء والمعارف داخل مصر وخارجها".
مضيفه أنه من مميزات الأون لاين أيضا إمكانية الوصول للكثير من الفئات، خاصة تلك التي يصعب عليها الخروج والتجول بين المحال، فيتم توفير منتج مناسب ومميز بسعر جيد يصلهم حتى باب البيت دون عناء أو تعب، قائلة: "ووقت الكورونا كان الأون لاين الراعي الرسمى للأزمة".
إلا أن الأمر لايخلو من المشكلات كما أشارت رباب، فمن مشكلات الأون لاين أنه أحيانا لا يلتزم العميل بما تم حجزه له، وأحيانا ترتفع أسعار الخامات فجأة، أو تتأخر في وصولها، لأن جميعها مستورد، وقد يصل الأمر لخسارة عملاء، خاصة لو أن المنتج مرتبط بمناسبة معينة.
بينما اتخذت سماح محمد من وسائل التواصل عملا إضافيا بجانب عملها كموظفة، فهي لاتمتلك مقرا لهذا العمل، وإنما تقوم بعرض منتجات مختلفة من مواقع متنوعة على صفحتها، ومن يريد أى منتج تقوم بطلبه له، ومن ثم التواصل مع شركات شحن لإرسال المنتجات للعملاء.
وأشارت سماح إلى أنها فكرت في هذا العمل ليكون مصدر دخل إضافي لها يساعدها في متطلبات الحياة، وأكدت أنه من أهم مميزات العمل والتجارة من خلال الإنترنت أنه لايحتاج مقر دائم، ودائرته التسويقية واسعة دون حدود، بالإضافة إلى أنها اتاحت الفرصة للكثير ممن لم يكن لديهم فرص للعمل فى وظائف ثابتة أن يكون لهم مصدر دخل.
روبي السيد بدأت عملها من ثلاث سنوات في تجارة المواد الغذائية ومستلزمات الحلويات والأكل البيتى، وكانت فقط من خلال صفحة على مواقع التواصل، وقالت: "منذ أن بدأت وكان توفيق الله معي في كل خطوة، فبعد أن كنت أعمل فقط من خلال الإنترنت، إلا أن العملاء ازدادو، والمشروع بدأ يكبر تدريجيا، إلى أن أكرمنى الله عز وجل بأن أفتح محل صغير في بيت أمي".
متابعة: "كان هذا المحل فاتحة خير لي، وأستطعت أن افتح محل أكبر فى مكان أفضل، واستطعت أن أحسن مستوى دخلي، وبالتالي مستوى معيشتي، والآن أنا أستعد لإفتتاح فرعي الثاني نظرا للإقبال على منتجاتي والطلب المتزايد عليها، وبالطبع هذا لم يتعارض مع شغل الأون لاين الذي كان هو الأساس".
