لغز إصابة الأطفال قبل الولادة بأمراض القلب يفسرها سلوك الوالدين

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

أمراض القلب والأوعية الدموية أكثر الأمراض المزمنة خطورة فهي تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم حيث بلغت نسب الوفاة في عام 2015 بسبب أمراض القلب 31% من مجموع الوفيات التي وقعت في العالم في العام نفسه حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية ولتجنب الإصابة بهذه الأمراض تبدأ المرحلة الأولى في الوقاية بمعرفة أسبابها لتجنبها والتي تعد سوء التغذية أو قلة النشاط البدني ونمط الحياة بشكل عام أحد أشهر أسبابها فأسلوب الحياة من العوامل الرئيسية التي تساهم في الإصابة بأمراض القلب لدى البالغين.

 

ولكن الخطورة الحقيقية تكمن فيما هو قبل اتخاذ قرارات نمط الحياة وهو ما يتعلق بمخاطر الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية قبل الولادة فخطر الإصابة بأمراض القلب حسب أبحاث قامت بها مستشفى الأطفال الوطني بواشنطن يمكن أن تبدأ قبل وقت طويل من اختيار نمط معين من الحياة يساعد على زيادة خطر الإصابة بهذه الامراض ويكون لها التأثير الأكبر ومنها ما هو متعلق بعوامل وراثية ونمط حياة الوالدين ولفهم الأسباب المبكرة لأمراض القلب ومعالجتها يشبه ذلك الدخول في دائرة متشابكة ومعقدة.

 

فوفقا لموقع " scientificamerican" فهناك العديد من الأسباب المتداخلة والمتشابكة تسبب في النهاية الإصابة بأمراض القلب والاوعية الدموية فما أصبح واضح هو أن العديد من الأشخاص يولدون بالفعل وهم يحملون نتائج سلبية تتعلق بصحة القلب والأوعية الدموية وذلك بفضل العوامل الوراثية وأنماط حياة الوالدين والأجداد والظروف في الرحم وأنماط النمو في السنة الأولى من الحياة.

وتأتي الاضطرابات الوراثية المرتبطة بأمراض القلب على رأس قائمة المخاطر والتي تضم ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم لدى العائلة والتي تسبب زيادة خطر الإصابة بأحد مظاهر أمراض القلب والأوعية الدموية مثل مرض الشريان التاجي وهو انسداد الشرايين التي تمد القلب بالدم بمقدار 10 إلى 20 ضعف مقارنة بالطفل الآخر الذي لا يحمل تاريخ عائلي من ارتفاع نسبة الكوليسترول.

 

كما يعد وزن الأم أو السمنة أثناء الحمل وكذلك التدخين أحد أهم العوامل المسببة لزيادة خطر إصابة الطفل بالسمنة والأنماط الظاهرية المرتبطة بالحرق كما قد يكون له تأثير طويل الأمد على صحة قلب ويمكن أن تؤثر كل ذلك على زيادة نسبة خطر الإصابة عن طريق الكلى وتغيير نمو كلية الجنين ووحدات الترشيح الخاصة بها والتي تسمى "النيفرون" مما يؤدي في النهاية إلى التقليل من قدرة الكلى على العمل كما ينبغي والذي بدوره يرتبط بارتفاع ضغط الدم لاحقا وهو أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

 

كما تعد أنماط حياة الوالدين من عوامل الإصابة بأمراض القلب قبل الولادة فإذا كانت اختيارات نمط حياة الفرد تعني أنه يستهلك دهون أكثر مما يحتاجه الجسم للحصول على الطاقة فقد يؤدي ذلك إلى سوء تخزين الدهون الزائدة غير الصحية حول أعضاء البطن مما يؤدي أيضا إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب فهذه الدهون قد تذهب للتخزين في أماكن غير صحية مثل الكبد أو حول القناة المعوية أو حتى إلى عضلة القلب أو البنكرياس أو حول الكلى ومن ثم يسبب كل ذلك إلى مشاكل في عضلة القلب.

 

ومن الأسباب الأخرى هو سلوك تغذية الطفل في السنوات الأولى من حياته والتي قد تؤثر عليه على المدى الطويل فزيادة الوزن أو السمنة في مرحلة الطفولة يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب كشخص بالغ تبعا لمعهد مردوخ لأبحاث الأطفال في ملبورن بأستراليا.

فعلى الرغم من أن تصلب الشرايين عند الأطفال يرتبط عادة بعيوب القلب الخلقية إلا أن أبحاث المعهد توصلت إلى انه يربط أيضا بالسمنة كما تفترض نظريات أخرى أن تصلب الشرايين عند الأطفال يمكن أن ينتج عن انخفاض التعرض للأكسجين في الرحم أو ضعف وظائف الكلى ولذلك تتزايد المخاوف العالمية بشأن المعدلات المتصاعدة للسمنة لدى الأطفال بسبب العواقب المحتملة عليهم في مرحلة البلوغ وما يسببه من أمراض طويلة المدى.

 

ولكن يمكن أن تختفي كل هذه المخاطر الأسباب من خلال بعض التدخلات البسيطة كاختيار نمط حياة يعتمد على نظام غذائي غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وقليلة السكر والملح واللحوم المصنعة.

اقرأ أيضا| تطوير علاج فعال يستهدف السرطانات دون آثار جانبية