كنوز| المكتشف الحقيقي لمقبرة «الملك الذهبي الصغير»

حسين عبد الرسول   --   الملك الذهبى «توت عنخ آمون»
حسين عبد الرسول -- الملك الذهبى «توت عنخ آمون»

بمناسبة الاحتفالية الساحرة المبهرة التي أطلق بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إعادة إحياء طريق الكباش الذي يربط بين معبد «الكرنك» ومعبد «الأقصر» بفكر تنفيذ مصري خالص، نستعيد قصة طفل مصري من أبناء الأقصر لا يتجاوز عمره 12 عاما يرجع له فضل اكتشاف المدخل المؤدى لمقبرة الملك الذهبي «توت عنخ آمون». 


ففى عام 1914 بدأ عالم الآثار « هوارد كارتر» أعمال الحفر والتنقيب فى منطقة البر الغربى بالأقصر بتكليف من اللورد « كارنارفون »، لكن الحرب العالمية الأولى تسببت فى توقف عمليات التنقيب، وتم استئناف العمليات من جديد فى عام 1917 واستمرت لمدة 5 سنوات بدون التوصل لاكتشاف أى شيء وكاد اليأس يسيطر على «هوارد كارتر» وممول عمليات التنقيب اللورد « كارنافون »، وفى يوم 4 نوفمبر عام 1922 كان العمال يعملون فى جو ملىء باليأس والتعب والتوتر مثل كل يوم ، وكان « هوارد كارتر»  يتعرض لضغط من ممول البعثة  الذى أنفق الكثير ولم تتوصل عمليات التنقيب لشيء، وطلب صراحة وقف العمليات لأنها بلا فائدة، فتسرب اليأس إلى « هوارد كارتر » وأحس أنه يبحث عن شيء ليس له وجود، وتشاء الأقدار أن تتحقق المعجزة على يد طفل مصرى يدعى حسين عبد الرسول كان ضمن فريق العمل بموقع  الحفائر وكانت مهمته توصيل  الماء كل يوم على الحمار للعمال فى استراحتهم، وبعد أن أوصل الماء راح حسين يلعب بعصا كانت معه فى الرمل، وتعثرت العصا فى حجر شكله غريب، أزاح الطفل حسين الرمل من عليه فوجد درجة سلم، واعتقد فى البداية أنها ربما تكون أول درجة السلم المؤدى إلى المقبرة التى يتم التنقيب عنها، أخذ الطفل حسين يجرى فى اتجاه استراحة « هوارد كارتر » وهو ينادى : « يا خواجة.. يا خواجة.. لجيت سلمه »، تجمع العمال على صوت الطفل حسين، وجرى « هوارد كارتر» بسرعة فى الإتجاه الذى أشار عليه الصبى، وبدأ العمال فى إزاحة الرمال فوجدوا 16 درجة سلم، دب الأمل فى قلب كارتر والعمال من جديد واستمروا فى عمليات الحفر والتنقيب لعدة أسابيع إلى أن وصلوا لمدخل المقبرة، واستمرت عمليات التنقيب لأكثر من 3 شهور، ودخل « هوارد كارتر » مقبرة « توت عنخ آمون » فى 26 فبراير 1923 ليصبح أول إنسان يضع قدمه فى أرض غرفة تابوت الملك الذهبى، وتكريما للطفل المصرى حسين عبد الرسول ألبسه « هوارد كارتر » قلادة الملك «توت عنخ آمون » والتقط له صورة تذكارية تقديراً وتكريماً لدوره المهم فى الكشف العظيم لمقبرة الملك الذهبى التى تعد من أهم مقابر البر الغربى بمحتوياتها الذهبية دون وصول لصوص المقابر إليها، ومازالت هذه الصورة معلقة فى بيت الحاج حسين عبد الرسول رحمه الله. 

 

من كتاب « الملك الذهبى الصغير »

اقرأ أيضاً|الاحتفال بمئوية اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون نوفمبر 2022

 

 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي