بسم الله

التربية أولًا «2»

محمد حسن البنا
محمد حسن البنا

 تعليقًا على حادثة مدرس بلقاس تلقيت رسالة من القارئ العزيز المهندس هانى صيام يقول فيها: تعليقًا على واقعة ضرب أب وابنه التلميذ لمدرس داخل الفصل الممقوت، بل والأغرب من الخيال. وبعيدًا عن تحقيقات النيابة وحكم المحكمة أقول وفى الحلق غصة إن الأب (البلطجى) لم يعتد على المدرس فقط، كما صور له خياله المريض ونفسه الأمارة بالسوء وشيطانه الأثيم وإنما اعتدى أيضا وبطريق غير مباشر على ابنه، وألحق به ضررًا بالغًا، بإقامة صدع خطير فى جداره الأخلاقى، وتقويض صرح المبادئ العليا والقيم السامية بداخله الذى يحرص الأباء الأسوياء على تشييده فى نفوس فلذات الأكباد عبر مشوار حياتهم، بما يحميهم من السقوط فى براثن الانحراف، والحيود عن جادة الطريق.


 كما رسخ التصرف الغاشم للأب فى نفس الابن المشاغب مفهوم البلطجة. واجتث جذور ثقافة الإعتذار من أعماقه حال اقتراف خطأ ما بحق الآخرين. ناهيك عن تشجيعه على عدم الإمتثال لتعليمات معلمه، خاصة تلك المرتبطة بتقويم الإعوجاج وتدارك الأخطاء، ومقتضيات التنشئة التربوية الصحيحة وحثه على عدم احترام مدرسه، الذى يمثل القدوة الصالحة للطالب، خاصة فى هذه السن المبكرة. ويجسد النموذج التربوى الواجب محاكاته لإدراك أعلى نقطة على المنحنى الأخلاقى والتعليمى. وبما يؤهله لمواصلة مشواره الدراسى بنجاح، والانخراط فى معترك الحياة على النحو الأكمل والأمثل.!!.


 وختامًا فإنى أزف بشرى إلى الأب (البلطجى) بأن أمله فى (المحروس) ابنه سوف يتحقق قريبًا بأن يطالع الجميع - الأقارب والأصدقاء والجيران - اسمه منشورًا ولكن ليس  فى كشوف المتفوقين وإنما  فى صفحات القضايا والحوادث بالصحف والمجلات القومية إذ أن التربة الجدباء لا تنبت أشجارًا مثمرة وارفة الظلال!!.


نحن نحتاج إلى عودة العلاقة المتينة بين البيت والمدرسة. نحتاج إلى أن يتابع أولياء الأمور أبناءهم فى المراحل التعليمية المختلفة. نحتاج إلى رابط يومى بين المعلم وولى أمر التلميذ. التربية قبل التعليم.  
دعاء: اللهم انت ربى لا إله إلا أنت خلقتنى وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت.