سلاحف "جالاباجوس" العملاقة ذلك النوع من السلاحف التي تستوطن جزر "جالاباجوس" الواقعة بالقرب من الساحل الغربي لدولة "الاكوادور" في أمريكا الجنوبية وتحتل المرتبة العاشرة بين أضخم الزواحف الحية على كوكب الأرض ويصل وزنها إلى أكثر من 400 كيلوجرام ويتعدى طولها 1.8 متر وغالبا ما تعيش أكثر من 100 عام ليتم طرح السؤال الأكثر أهمية ما هو سر نجاح تلك السلاحف في التطور؟
وبحسب موقع "ناشونال جيوجرافيك"، فإن الباحثين توصلوا إلى أن هذا النوع من السلاحف يمتلك نسخ إضافية من الجينات تسمى المضاعفات التي قد تساعدها على تجنب الأمراض العضال مثل السرطان وتحميها من أمراض الشيخوخة وأظهرت التجارب أن السر فيما يسمى بـ " عملية التخثر" وهي أن خلايا هذه السلاحف شديدة الحساسية لأنواع معينة من الإجهاد عند تعرضها لهذه الضغوط فإنها تدمر نفسها بنفسها بسهولة أكبر بكثير مقارنة بخلايا أنواع أخرى من السلاحف.
وهذا يعني أن قيام خلايا سلاحف " جالاباجوس" بتدمير نفسها قبل أن يكون لديها فرصة لتشكيل الأورام يمكن أن يساعدها في الإفلات من السرطان وعلى الرغم من أن الحيوانات الضخمة التي تعيش لفترة طويلة تكون معرضة لمعدلات أعلى للإصابة بالسرطان نتيجة امتلاكها عدد خلايا أكبر وبالتالي تزداد فرص ظهور الطفرات السرطانية إلا أن هذا لا يحدث مع سلاحف " جالاباجوس"
ففي دراسة تم إجراؤها عام 2018 لاستكشاف الأمراض المرتبطة بطول العمر في السلاحف العملاقة من خلال التحليلات الجينية توصلت إلى أن سلاحف " جالاباجوس" لديها قدرة هائلة على مقاومة الشيخوخة من خلال قتل الخلايا لنفسها قبل أن تتاح الفرصة أمام هذا الإجهاد للتسبب في أمراض أخرى مثل السرطان.
لذلك يقوم العلماء حاليا بأبحاث لفهم الآليات البيولوجية التي تساعد الحيوانات الكبيرة مثل تلك الأنواع من السلاحف على العيش لفترة طويلة ومع ذلك تزدهر فهي تمتلك العديد من الأسرار للتعامل مع التحديات البشرية الكبرى مثل الشيخوخة والسرطان وحتى تغير المناخ ومن خلال تحديد الطريقة التي طورت بها هذه الأنواع من السلاحف وسائل الحماية الخاصة بها فربما يمكن إيجاد طريقة لترجمة هذه الاكتشافات إلى شيء يفيد صحة الإنسان والمرض من خلال العثور على دواء يحاكى وظائف مهمة معينة تتفرد بها هذه السلاحف لتكون باب امل جديد للقضاء على شيخوخة البشر.
اقرأ أيضًا| اكتشاف سلحفاء انقرضت منذ 100 عام | فيديو
