مراد منصور
تعيش مصر في السنوات الأخيرة طفرة فنية لم تتحقق منذ عقود، يكفي التطور الكبير في عدد الأفلام والمسلسلات التي تنتج بعد سنوات من الركود، بالإضافة لتطور المحتوى المقدم والذي أعاد الأعمال المصرية للسيطرة على دور العرض والشاشات العربية، بالإضافة لتواجد قوي في المهرجانات السينمائية العالمية، وتطور كبير في أداء المهرجانات المحلية، كل هذا بجانب بنيه تحتية فنية تتحسن وتتوسع يوميا، أخرها كان الافتتاح الفخم لدار الأوبرا بالعاصمة الإدارية، والتي تعد أكبر دار عرض في الشرق الأوسط وأفريقيا، كما تم افتتاح المبنى الجديد للمعهد العالي للسينما بمدينة الفنون بالهرم، والذي تم تجهيزه لينافس المعاهد الموجودة في أوروبا بل والولايات المتحدة..
افتتح الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، يوم السبت الماضي، قاعة الموسيقى بدار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية الجديدة، بحضور عدد من الوزراء والمسئولين والسفراء ولفيف من الشخصيات العامة والبارزة والكتاب والإعلاميين، وشهد الحفل فقرة فنية مميزة لأوركسترا فيينا الفيلهارموني، بقيادة الموسيقار العالمي ريكاردو موتي، التي قدمت عدد من أشهر المقطوعات الأوبرالية.
وتعد دار الأوبرا بمدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية، هي الأكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا، وتضم قاعة رئيسية سعتها 3500 مقعد، لتكون أكبر 3 مرات من مساحة المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية بالزمالك، والتي تتسع لـ850 مقعد، وصممت الدار الجديدة وفقا لأعلى المواصفات العالمية، لتكون منارة للإبداع الفني والثقافي، وأقيمت الأوبرا على مساحة 127 فدان، وتضم مجموعة متكاملة من المسارح وقاعات العرض المتنوعة، كما تضم غابة شجرية ومسجد يسع لـ600 مصل، وهناك مسرح مكشوف يتسع لـ20 ألف، بالإضافة لمتحف العاصمة، ومتحف للفن الحديث، وقاعات فنية للرسم والنحت والمشغولات اليدوية وصالات للسينما وللموسيقى وبيت للعود ومكتبات، ويتسع المسرح الموسيقي بالأوبرا لـ1300 فرد، بالإضافة لمسرح للدراما يتسع لـ700، كما سيضم متحفا للشمع، ومركزا للإبداع الفني.
بينما شهد الثلاثاء الماضي افتتاح المبنى الجديد للمعهد العالي للسينما بمدينة الفنون، والذي يعد نقلة لأهم وأقدم مؤسسة تعليمية سينمائية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، حيث تأسس المعهد في عام 1959، وتخرج منه العديد أجيال من صناع السينما في مصر والعالم العربي، وينافس المعهد في معداته الجديدة المعاهد المتطورة للسينما في أوروبا وأمريكا، كما يحل مشكلة زيادة عدد الطلاب بالمعهد والذي كان يتسع فقط لـ250 طالب فقط، ليتسع المبنى الجديد لـ850 طالب في مختلف الأقسام.