العزف المنفرد

الكوميسا على طريق الكباش

الكاتب الصحفي وائل المزيكي
الكاتب الصحفي وائل المزيكي

لم يعد سراً أو حلم بعيد المنال أن تتبوء مصر مكانتها التي تستحقها في المنطقة والعالم كله .. مصر «السيسي» أصبحت في 7 سنوات بلداً جاذبة للاستثمار تتمتع بمناخ إقتصادي يفسح المجال للجميع .
لم يكن احتفال اليوم بطريق الكباش بحضور الرئيس السيسي الا تكملة لسيمفونية رائعة من العمل الدؤوب للدولة المصرية من أجل إرساء دعائم استقرار سياسي واقتصادي وتجاري وسياحي وأمني بعد سنوات عجاف كادت أن تقضي على الأخضر واليابس.
البداية كانت بشق قناة السويس الجديدة .. مشروع التف فيه المصريون حول قائدهم وحققوا المعجزة التي توالت بعدها معجزات كثيرة.
دعونا هنا نتطرق الى حدثين فاعلين تم في أسبوع واحد لهما تداعيات ايجابية وعظيمة على الاقتصاد المصري والصورة الرائعة لبلدنا الحبيب أمام العالم .. الحدثان هما تولي مصر رئاسة تجمع دول الكوميسا .. أكبر تجمع اقتصادي في القارة السمراء والثاني افتتاح طريق الكباش ثاني أكبر حدث عالمي بعد احتفال موكب المومياوات الملكية ليسلط الضوء من جديد على حضارة مصر العظيمة ويجذب محبي وعشاق السياحة والاثار حول العالم لزيارة مصر.
رئاسة الكوميسا وطريق الكباش لاشك انهما سيكونان لهما مردود اقتصادي كبير على مصر سياحيا وتجاريا واقتصاديا.
وهنا لنا وقفة .. اذا كنا نتحدث عن رواج اقتصادي لمنتجاتنا المختلفة بدول الكوميسا فلابد من الاتفاق أولا على وضع خطة سريعة لازالة معوقات نفاذ منتجاتنا الى أفريقيا المتمثلة في تحقيق مصالح مشتركة للدول من خلال تصدير منتجاتنا واستيراد المواد الخام من الدول الاعضاء بالكوميسا وتحقيق تكامل اقتصادي مشترك.
أيضا لابد من اعداد دراسة باحتياجات السوق الافريقي من منتجات ونقل التجارب والخبرات المصرية من خلال انشاء شركات مصرية مشتركة في دول أفريقيا تسهيلا لنفاذ المنتج المصري والتغلب ولو مؤقتا على مشكلة الجمارك والنقل والشحن وكذلك توفير فرص عمل واستغلال الثروات الطبيعية للاشقاء بالقارة السمراء.
وبالنظر إلى السوق الافريقي نجد اننا نعاني من غياب المعلومة او دراسة وافية للأسواق الأفريقية ولابد من استثمار مكاتب التمثيل التجاري التابعة لوزارة التجارة والصناعة بهذه الدول في توفير المعلومات التجارية والاقتصادية عن البلدان المتواجدون فيها مع عقد مؤتمرات ولقاءات مستمرة من خلال مجتمعات الاعمال مع المستثمرين المصريين ونظرائهم بدول أفريقيا.
لاشك أن العلاقات القائمة على المصالح المشتركة هي التي تستمر وتدوم.
نعود مجددا الى طريق الكباش .. هذا الطريق والاحتفال الاسطوري اليوم لابد أن يكون بداية لحملة دعائية وتسويقية عالمية للسياحة الاثرية والثقافية في مصر فنحن في انتظار افتتاح المتحف الكبير بالرماية والعالم كله ينتظر بشغف حفل الافتتاح .. حتى أن الجناح المصري في إكسبو دبي لا يخلو كل يوم من السؤال عن موعد افتتاح المتحف الكبير.
ونحن نتحدث عن الطفرة الهائلة في اهتمام الدولة بالسياحية الثقافية حاليا وكذلك السياحة الترفيهية والشاطئية لابد ان يكون هناك تصور واضح لاعداد برامج سياحية تجمع بين السياحة الثقافية والشاطئية معا ويتم التسويق لهذا في البورصات والمعارض السياحية العالمية.
ويظهر في الأفق بعض النقاط التي يجب التعامل معها سريعا لتحقيق أكبر عوائد من السياحة وهي سهولة الحصول على التأشيرات لمصر «أون لاين» وانشاء شركة طيران شارتر مصرية ولو بشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص لجذب السياح من مختلف دول العالم والتدريب على الاون لاين بشكل اكبر في جذب السياح ووضع ضوابط ملزمة تمنع حرق الاسعار والتركيز على أسواق بعينها لجذب سياحة منها من خلال خطة طويلة الاجل وأخرى قصيرة الأجل يتم من خلالها تحقيق أكبر قدر من النجاح في استقطاب مختلف الجنسيات لزيارة مصر خلال مدة محددة.
حقيقة الطريق ممهد في مصر لجذب استثمارات وسياحة وتصدير منتجات وغير ذلك بفضل الرؤية المستقبلية التي وضعتها الدولة المصرية .. أعتقد أن مصر ستكون خلال 10 سنوات ستكون ضمن النمور الأفريقية القوية باقتصادها ولا ينقصنا سوى استمرار العمل والوقوف خلف قياداتنا الرشيدة لرفعة وتقدم الوطن الحبيب مصر.