رواية «تل اليهودية».. لأحمد عبد العزيز صالح تقرؤها كأنك تعيشها

رواية «تل اليهودية».. لأحمد عبد العزيز صالح تقرؤوها كأنك تعيشها
رواية «تل اليهودية».. لأحمد عبد العزيز صالح تقرؤوها كأنك تعيشها

صدر حديثا رواية "تل اليهودية" وهى ثالث رواية للكاتب والسيناريست أحمد عبد العزيز صالح، والرواية مستوحاه من أحداث حقيقية دارت بمنطقة شبين القناطر حيث يوجد التل .

 تدور أحداث الرواية  فى 337 صفحة، يكشف فيها الكاتب الأسطاير والخرافات التى دارت حول تل اليهودية منذ أن تم نقل هيكل النبي سليمان من أوراشاليم الى مصر عام 145 قبل الميلاد، وتحول المكان مقصدا لجلب الحظ والمال والوفرة وحل عقدة الراغبات من السيدات العواقر فى الحمل والإنجاب .

يمزج أحمد عبد العزيز صالح كالعادة بين تاريخ المكان وأحداثه الحقيقية الموثقة بكتب التاريخ وبين خياله الذى ابتكر منه شخصيات خيالية تتحول بأسلوبه السردى البسيط الى شخصيات واقعية تروي على السنتها حكايات واساطير دارت بالفعل وللحظة يتحول القارئ الى جزء لايتجزأ منها وكأنه يعيش بداخل شخصياتها ويتعاطف معها .

تدور احداث الرواية  فى ثلاثة أزمنة مختلفة ، اولها عصر ماقبل الميلاد حينما هاجر الكاهن اليهودي " اونياس " الرابع من أرض "اورشاليم" – فلسطين- حاليا الى مصر برفقة قومه حاملين كنوز واسرار هيكل سليمان ووقوع الإختيار على أرض التل لتدفن فيه ، اما الحقبة الزمنية الثانية فكانت فى عهد "محمد على باشا" واكتشاف " لينان" المهندس الفرنسى لأرض تل اليهودية ، اما اختياره لزمن مابعد "النكسة " فكان له مغزى كبير حيث حالة الإحباط التى شعر بها الناس فى تلك الفترة وانسياقهم وراء الدجل والشعوذة واتخاذ منطقة التل مقصدًا لحل جميع مشكلاتهم .

تتميز الرواية ببساطة السرد وبلاغة التعبير لأحداث درامية اجتماعية لها بُعد تاريخي بشكل جديد ومختلف ، خاصة فى ظل ندرة تقديم هذه النوعية من الروايات فى الأعمال الدرامية والسينمائية، نجد هذه النوعية من الأعمال قليلة للغاية مقارنة بما يتم تقديمه من أعمال أخرى.

ومن أجواء الرواية :

أخذ يتمتم بصوت خفيض وهو متكئ على معصميه حتى أتاه الصوت من بين التوابيت :

-    قلبك حزين أيها الكاهن .
-    ليس حزنا، إنه الخوف من حمل الامانة .
-    ولماذا تخاف وأنا أحملها معك؟
-    لن أرتاح حتى أتم كل شئ .
-    سيحدث وينتهي الأمر .
-    وجدنا مقبرة للحمير أسفل المعبد القديم .
-    أعلم ذلك.
-    وماذا ترى؟
-    لقد أتممت الإتفاق وأخذت الإذن بالإستكمال .
-    لقد سمعت صوت نهيق يصدر من الجماجم.
-    كانت تطلب منك حسن المعاملة.
-    وهل فعلت؟
-    بالتأكيد فعلت أيها الكاهن فقط يتبقى شئ واحد.
-    ماهو؟
-    إجمع كل النساء الحوامل من قومك ، وإجعلهن يتممن دفن الحمير، ويقضين الليلية وحدهن فوق القبر.
-    ولماذا؟
-    وهل يجب أن تعرف؟
-    سأفعل.

اهتزت الصناديق والتوابيت، وساد الطنين حتى عاد كل شئ كما كان، وخرج الكاهن ينفذ الأمر،ويجمع كل الحوامل من النساء.....

ويعد العمل الثالث للكاتب والسينارست أحمد عبد العزيز صالح بعد نجاح روايته الاخيرة " بير سكران" عام 2020 ومن قبلها مجموعة قصصية قصيرة تحمل اسم " ديك سعاد"  عام 2016.