نقطة فى بحر

مسيو نجيب .. خليك فى مالك

محمد درويش
محمد درويش

لا يقنع المهندس نجيب سويرس بما يحققه من ترندات على موقع تويتر، وأحسبه منتشياً يتلذذ بآلاف التعليقات التى تعقب مجرد تويتة من سطرين بثتها أنامله على الموقع الشهير، ولا أدرى مشاعره تجاه عشرات الطلبات من الباحثين عن عمل أو مساعدة مالية أو من يعربون عن أمنياتهم أن يلتقوه من أجل حتى ولو صورة سيلفى.


كل هذا لا يقنع مسيو نجيب فتراه على اليوتيوب مقدماً نصائحه بتحويل الاستثمارات إلى سبائك الذهب فهى الأضمن والأبقى، أو يخاطب وكالة أنباء أجنبية مدعياً أن الدولة تسحب البساط من تحت اقدام القطاع الخاص وإنهماكها فى مشروعات كان هذا القطاع أولى بها حيث يقدم كما يدعى تسعين بالمائة من فرص العمل فى مصر.


ولأن المصريين أياديهم فى النار التى لا يشعر بها أمثال مسيو نجيب وأقرانه فإن تصريحاته تزيد نارهم اشتعالاً وكأنه يصب البنزين على النار، هذه الغالبية من المصريين لم تلمس من الرجل ما يمكن أن نطلق عليه «التكافل الاجتماعي» كانت أمامه ربوع مصر ليحدد على خريطتها ما يشاء من مناطق هى أحوج أن تمتد إليها أيادى أمثاله من المصريين الذين فتح الله لهم أبواب رزقه ليقيموا مشروعات يستفيد منها الناس  وخاصة الغلابة الذين فقدوا آليات الخروج من قاع الدنيا، ولن نعدد المجالات التى تحتاج مثل هذه المشروعات فهى أمام كل ذى بصيرة.


مسيو نجيب آثر أن تُسلط عليه الأضواء من خلال تويتاته ويوتيوباتاته وتصريحاته ومهرجاناته ولكنه يتوارى أمام الكاميرات المسلطة على المشروعات التنموية والمساهمات الخيرية التى لن تكون سوى قطرة من بحر مليارات أمثاله.


ولأن المصريين لم يلمسوا شيئاً من هذا اللهم إلا فرص عمل ضئيلة كانت أم كبيرة فى شركاته يستفيد منها فقط من التحق بهذه الشركات وتلك المشاريع ولا تمثل استفادات مباشرة لمئات الآلاف أو الملايين من الغلابة، فإنهم يهمسون فى أذنه بأن يدعهم وشأنهم، يدعهم تحت مظلة مشروع مثل حياة كريمة، ويدعهم تحت مظلة مشروعات النقل والطرق التى توفر مئات الآلاف وربما الملايين من فرص العمل لأبناء القطاع الخاص الذى يدافع عنه، عليه أن يدعهم لمشروع مثل الخمسة ملايين فدان والمزارع السمكية وسكن لكل المصريين والذى كان من الممكن أن يكون فرصة له ولغيره لأمثاله لأن يقدم مشروعاً مماثلاً للإسكان الاجتماعى مثلا بهامش ربح بسيط كان كفيلاً بأن يتلقى ملايين الدعوات بدلاً من الجلبة والضجة على تويتر والتى «لا تودى ولا تجيب» ، على الأقل مشروع سكنى لمحدودى الدخل كان يوازن مشروعاً مثل «زد» الذى يتعدى فيه سعر المتر عشرين ألف جنيه، وما يحدث فيه من إزعاج وفوضى جعل المذيع نشأت الديهى يتقدم ببلاغ للنائب العام على الهواء ضد مسئولى المشروع.


مسيو نجيب.. خليك فى مالك.. ودع المصريين فى حالهم لا يريدون منك جزاءً ولا شكوراً..